وفد إسرائيلي في السودان لاستئناف التطبيع وسط تكتم الحكومة

طائرة إسرائيلية تقل قيادات أمنية رفيعة تهبط في الخرطوم من أجل انضمام السودان إلى اتفاقيات أبراهام، وقال مسؤول بارز إن التوقيع بات قريبا بدعم أميركي.
الخميس 2023/02/02
العلاقات الجيدة أحيت الجهود من جديد

الخرطوم - تتكتم الحكومة السودانية حتى اللحظة على زيارة وفد إسرائيلي للبلاد الخميس، في إطار استئناف التواصل بين الجانبين لتطبيع العلاقات بينهما، في وقت ذكرت وسائل إعلام عبرية أن طائرة إسرائيلية هبطت بالخرطوم، مشيرة إلى أن التوقيع على اتفاق أبراهام بدعم من الولايات المتحدة بات قريبا.

وتأتي التطورات في أعقاب عودة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان من تشاد التي تدشن نشاط سفارتها في إسرائيل الخميس.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن "طائرة إسرائيلية تحمل الاسم '4 إيكس - سي.يو.زد' أقلعت من مطار بن غوريون شرق تل أبيب فجرا وتوجهت إلى السودان، قد هبطت في العاصمة الخرطوم".

وأشارت هيئة البث إلى أن "هذه الزيارة تأتي على خلفية الأنباء عن استعداد السودان للتوقيع على 'اتفاقيات أبراهام' للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية".

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله إن "السودان يستعد للتوقيع على اتفاق تطبيع للعلاقات مع إسرائيل"، مضيفا أن الاتصالات الجارية بين إسرائيل والسودان تتم بوساطة أميركية، وأن هذه الاتصالات حققت تقدما ملموسا بين الجانبين يبشر بقرب التوقيع على "اتفاقات أبراهام".

وأضافت الصحيفة أن "العلاقات الجيدة بين القيادة السياسية الأمنية الإسرائيلية والسلطات العسكرية في السودان أحيت الجهود من جديد".

ويؤكد خبراء في ملفات التطبيع أنّ إسرائيل من ضمن أهداف عديدة، تأمل في أن يقود تقاربها مع الخرطوم إلى عبور طائرات "العال" للأجواء السودانية، بصورة تسهم في خفض الكلفة والمسافة.

وتأتي هذه التطورات قبيل إنجاز اتفاق نهائي يمهد لنقل السلطة إلى المدنيين بصورة كاملة، بما في ذلك ملف العلاقات الخارجية.

وكان السودان قد أعلن في أكتوبر من عام 2020 عن نيته الانضمام إلى هذه الاتفاقيات، لكنه امتنع عن ذلك بعد وقوع انقلاب عسكري تسبب بتوقف الاتصالات العلنية بين البلدين.

ولم يصدر أي توضيح عن وزارة الخارجية السودانية، ولا الجيش الذي يدير ملف التطبيع منذ تدشينه في عام 2020 بعيدا عن المؤسسات الأخرى.

وأكدت جمعية سودانية الخميس هبوط طائرة إسرائيلية خاصة في العاصمة السودانية الخرطوم، تقل قيادات أمنية رفيعة.

وجاء ذلك وفق رئيس اللجنة التحضيرية لجمعية الصداقة السودانية – الإسرائيلية (غير رسمية) حسين قمر، قائلا إن "زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي تأتي في إطار التنسيق الأمني المشترك وتبادل المعلومات بين السودان وإسرائيل".

وأشار رئيس الجمعية إلى أن "هذه ليست الزيارة الأولى للوفد الإسرائيلي للخرطوم".

وكان البرهان أول المبادرين بالتقارب مع إسرائيل، إذ التقى في فبراير 2020 رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتبي الأوغندية، وسط اعتراض من حكومة رئيس الوزراء وقتها عبدالله حمدوك التي عدت الخطوة تدخلا في صلاحياتها على صعيد العلاقات الخارجية، واعتراض مواز من الأحزاب المشكلة للحكومة، ولبعضها مواقف مبدئية ضد التطبيع مع إسرائيل.

وعلى الرغم من تلك المواقف، مضى السودان بعد ذلك في طريق التطبيع من خلال التواصل المستمر بين الطرفين، وتوج ذلك بتوقيع وزير العدل في حكومة حمدوك في يناير 2021 على إعلان اتفاقيات "أبراهام".

كذلك أجازت الحكومة السودانية في أبريل من ذات العام قانونا يلغي قانونا قديما أجيز في عام 1958 بمقاطعة إسرائيل، يحظر التواصل السياسي والتجاري وكل أشكال التواصل مع إسرائيل، ويفرض عقوبات تصل إلى السجن 10 سنوات والغرامة المالية والمصادرة لمن يخالف أحكام القانون.