وفد أميركي رفيع في زيارة هي الأولى إلى السعودية بعد أزمة إنتاج النفط

الرياض - تشهد العاصمة السعودية الرياض حراكا أميركيا وخليجيا لافتا على ضوء زيارة وفد أميركي رفيع المستوى إلى المملكة.
وقال موقع “أكسيوس” إن الوفد الأميركي هو الأول من نوعه بهذا المستوى الذي يسافر إلى السعودية منذ اندلاع أزمة إنتاج النفط في أكتوبر الماضي، والتي دفعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الإعلان عن إعادة تقييم علاقات واشنطن مع الرياض.
وذكر الموقع أن الوفد الذي وصل إلى الرياض يوم الاثنين، ضم مسؤولين كبارا من وزارتي الدفاع والخارجية ووكالات حكومية أخرى.
وشارك الوفد الأميركي في محادثات على مدى الأيام الأربعة الماضية مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي وهي السعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان والكويت.
وكان من المفترض أن تجري هذه المحادثات في الرياض في أكتوبر الماضي، لكن إدارة بايدن ألغتها احتجاجا على قرار السعودية خفض إنتاج النفط الذي اعتبرته واشنطن ذا بعد سياسي، وهو ما نفته الرياض بشدة.
ونقل الموقع عن نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول التي قادت المحادثات، القول في إفادة للصحافيين، إن مجموعة العمل الأولى الخاصة بالدفاع الجوي والصاروخي المتكامل والأمن البحري اجتمعت يوم الاثنين.
العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة شهدت توترا على خلفية قرار تحالف أوبك+ الذي تقوده السعودية وروسيا بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا
واجتمعت مجموعة عمل أخرى بشأن إيران بقيادة المبعوث الخاص إلى إيران روب مالي الأربعاء، واجتمعت مجموعة عمل ثالثة لمكافحة الإرهاب الخميس برئاسة القائم بأعمال منسق شؤون مكافحة الإرهاب والقائم بأعمال المبعوث الأميركي الخاص إلى التحالف الدولي لهزيمة داعش كريستوفر لاندبرغ.
وقالت سترول إن محادثات الاثنين ركزت على التهديدات الإقليمية لإيران ووكلائها، ونقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا، والتعاون العسكري الإيراني – الروسي الذي يسبب، وفق تعبيرها، تداعيات خطيرة على استقرار وأمن الشرق الأوسط.
وأضافت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي أن الولايات المتحدة ودول الخليج الست ناقشت سبل زيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية والتحذيرات المبكرة ضد الصواريخ والتهديدات الجوية الأخرى وكيفية استخدام نظام الدفاع الجوي لكل دولة لمواجهة هذه التهديدات معا.
ووفق الموقع فقد تجنبت سترول ومسؤولين أميركيين آخرين ربط الاجتماعات في الرياض بالأزمة مع السعودية، وأشاروا إلى أنها تجمع متعدد الأطراف أكثر من كونها تجمعا ثنائيا مع السعوديين.
وشهدت العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة توترا في أكتوبر على خلفية قرار تحالف أوبك+ الذي تقوده السعودية وروسيا بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا.
وكان بايدن هدد بأنه “ستكون هناك عواقب” على السعودية بسبب قرارها، لكن المملكة رفضت مثل هذه التهديدات، وشددت على أن قرارها اقتصادي بحت ويستهدف ضمان استقرار أسواق الطاقة.
ولم يحدد بايدن في حينه ماهية القرارات التي يمكن أن تتخذها إدارته للرد على القرار السعودي، إذ قال إنه لن يخوض في التفاصيل، لكن مراقبين قالوا حينها إن إدارة بايدن لن تجازف باتخاذ قرارات من شأنها أن تخلق تصدعا يصعب تمريره مع أحد أبرز شركائها التاريخيين في المنطقة.
ويرى متابعون أن زيارة الوفد الأميركي رفيع المستوى إلى الرياض تؤشر على قرب طي صفحة الأزمة العابرة، حيث أن للولايات المتحدة مصالح كبيرة في منطقة الخليج، وهي لا تستطيع القفز على دور المملكة.