وفد أممي في زيارة إلى بورتسودان بعد فضيحة منع المساعدات

بورتسودان (السودان) - يقوم وفد من الأمم المتحدة برئاسة نائب الأمين العام للمنظمة الأممية أمينة محمد بزيارة إلى السودان وتشاد للاطلاع عن كثب على الأوضاع الإنسانية للنازحين السودانيين، والوقوف على جهود الإغاثة لاسيما بعد الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال مفاوضات جرت في جنيف في وقت سابق من الشهر الجاري.
وتأتي الزيارة في وقت يجري برنامج الأغذية العالمي تحقيقات حول تورط مسؤولين له في السودان، في التستر على دور للجيش في تعطيل نقل المساعدات التي يشرف عليها البرنامج وتضليل المانحين.
واستهل الوفد الذي ضم أيضا المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان رمطان لعمامرة، والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للسودان كليمنتين نكوينا سلامي، ومسؤولين كبارا من برنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، ومفوضية شؤون اللاجئين، جولته بزيارة إلى بورتسودان، التي تتخذ منها قيادة الجيش والمؤسسات الموالية لها مقرا مؤقتا، في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم.
السلطات ظلت ترفض فتح معبر أدري، في محاولة منها لخنق السكان الموجودين في مناطق سيطرة الدعم السريع
والتقى الوفد خلال زيارته لبورتسودان قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان. وقال حسين عوض وزير الخارجية المكلف من الحكومة الموالية للجيش، في تصريح صحفي، إن لقاء البرهان وأمينة محمد “تطرق إلى تطورات الأوضاع في البلاد”. وأشار إلى أن البرهان أطلع الوفد على جهود الحكومة في فتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية.
وأضاف أن الحكومة أبدت تعاونا مع الأمم المتحدة لتمرير الإغاثة من خلال فتحها للمعابر، بما في ذلك معبر أدري الذي يربط ولاية غرب دارفور الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع بدولة تشاد.
وظلت السلطات السودانية ترفض بشدة فتح معبر أدري، في محاولة من قبلها لخنق السكان الموجودين في مناطق سيطرة الدعم السريع في دارفور.
واضطرت الحكومة الموالية للجيش إلى فتح المعبر بسبب الضغوط الدولية، وخشية تعرضها إلى عقوبات.
الحكومة الموالية للجيش اضطرت إلى فتح المعبر بسبب الضغوط الدولية، وخشية تعرضها إلى عقوبات
وقال وزير الخارجية حسين عوض إن “الحكومة رغم توجسها من معبر أدري، إلا أنها تعاونت وفتحت هذا المعبر حتى تقطع أي حديث سلبي حول تقصيرها في إنقاذ شعبها”.
وكشفت مصادر مطلعة مؤخرا أن برنامج الأغذية العالمي فتح تحقيقا منذ فترة حول تورط اثنين من كبار مسؤوليه في التغطية على تعمد الجيش عرقلة وصول المساعدات وتضليل المانحين.وذكرت المصادر أن السلطات الموالية للجيش امتنعت في العديد من المرات على منح التصاريح لجهات الإغاثة المعنية.
وخلال زيارتها إلى بورتسودان أجرت أمينة محمد لقاءات مع نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار وأعضاء في المجلس، حيث تركزت اللقاءات على تطورات الوضع في السودان.
وقال مجلس السيادة إن عضو المجلس إبراهيم جابر شدد خلال لقائه أمينة محمد على ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة دورا فعالا من أجل تجاوز الأزمة في السودان.
وشكلت تشاد المحطة الثانية للوفد الأممي، حيث وصلت أمينة محمد إلى مدينة أدري في محاولة للفت الانتباه إلى التحديات المتعددة التي تواجه تشاد، بما في ذلك المخاطر الرئيسية والدعوة إلى التضامن العالمي.
ومن المتوقع أن تعقد أمينة محمد لقاءات مع السلطات المحلية في تشاد وممثلين عن المجتمعات المضيفة واللاجئين، حيث فرّ ما يزيد عن 700 ألف شخص من إقليم دارفور إلى تشاد.