وفدا التحالف العربي والحوثيين يتبادلان زيارة الأسرى

عدن - أعلن التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية مساء الأربعاء أن وفدين من التحالف وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، تبادلا زيارة الأسرى لدى الطرفين ضمن جهود تمديد الهدنة.
وفشلت الأطراف المعنية في تمديد هدنة بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، بدأت في الثاني من أبريل الماضي وانتهت في الثاني من أكتوبر الجاري.
وقال المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية باليمن العميد تركي المالكي، في بيان، "تم الأربعاء تبادل زيارة وفدين من التحالف والحوثيين لزيارة الأسرى لدى الطرفين كمبادرة حسن نوايا، ضمن جهود بناء الثقة لتمديد الهدنة باليمن"، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
ولم يذكر المالكي تفاصيل أكثر بشأن الزيارة، لكنه قال إنها "تُعنى بملف الأسرى كحالة إنسانية بحتة، وتأتي كأحد مكاسب الهدنة والسعي إلى تمديدها".
وتابع أن "ملف الأسرى يحظى برعاية واهتمام خاصين من قيادة التحالف، وسيستمر بذل كل الجهود لعودة جميع أسرى الحرب من الطرفين وإنهاء هذا الملف".
ولفت إلى أن هذه الزيارة جاءت "إلحاقا لما تم الإعلان عنه سابقا من قيادة القوات المشتركة للتحالف بشأن مفاوضات الأسرى (في الأردن) تحت إشراف الأمم المتحدة".
وتأتي هذه الزيارة غداة دعوة المملكة العربية السعودية إلى تمديد الهدنة في اليمن بعد أن انقضت قبل عدة أيام، وسط مخاوف من عودة البلاد إلى مربع العنف والاقتتال.
ونقل تلفزيون العربية عن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الأربعاء قوله إن مساعي تمديد الهدنة في اليمن لا تزال قائمة، وذلك بعد انقضاء سريان اتفاق أولي توسطت فيه الأمم المتحدة بين تحالف تقوده السعودية وجماعة الحوثيين في وقت مبكر من هذا الشهر.
ونقلت القناة عن الأمير فيصل بن فرحان قوله إن المملكة والتحالف والحكومة اليمنية المدعومة من الرياض حريصون على تمديد الهدنة.
وتضغط الأمم المتحدة لتمديد الهدنة وتوسيع نطاقها على أساس الهدنة السابقة التي استمرت شهرين وانتهت في الثاني من أكتوبر، بعد أن جرى تمديدها مرتين، والتي حققت أطول فترة هدوء نسبي في الصراع المستمر منذ سبع سنوات.
وعرف اليمنيون حالة من الهدوء التي تشوبها بعض الخروقات منذ إعلان الهدنة، حيث تم التوصل إلى وقف العمليات العسكرية الكبيرة بين الأطراف المتحاربة في اليمن، بما في ذلك الضربات الجوية للتحالف وهجمات الحوثيين عبر الحدود بطائرات مسيّرة وصواريخ على السعودية والإمارات.
وفي التاسع والعشرين من أغسطس الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية تعليق مفاوضاتها مع الحوثي في العاصمة الأردنية عمّان، ردا على هجوم حوثي في تعز (جنوب غرب).
وقدم الطرفان، خلال مشاورات في السويد عام 2018، قوائم بأكثر من 15 ألف أسير ومعتقل ومختطف، لكن لا يتوفر إحصاء رسمي دقيق للأعداد بعد هذا التاريخ.
وكان اتفاق مبدئي جرى التوصل إليه في مارس الماضي بين الطرفين برعاية أممية، يقضي بإطلاق سراح أكثر من 2200 أسير، من بينهم جنود سعوديون، لكن الحوثيين عمدوا إلى المماطلة، الأمر الذي حال دون تنفيذه.
لكن جماعة الحوثي رفضت في سبتمبر الماضي عرضا لتبادل الأسرى السعوديين لديها، حيث نقلت وكالة "سبأ" اليمنية التابعة لها، عن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون أسرى الجماعة عبدالقادر المرتضى، تأكيده هذا الرفض.
وتعود آخر صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين إلى عام 2020، حيث جرى تبادل نحو 1081 من الأسرى، معظمهم من الحوثيين، وقد تكفلت حينها الأمم المتحدة والصليب الأحمر بنقل أسرى الطرفين بطائرات تابعة للصليب الأحمر، وكانت الوساطة محلية دون تدخل أممي.
وفي مارس 2015 تدخلت السعودية من خلال التحالف العربي لمواجهة الحوثيين، بعد أن أطاحوا بالحكومة المعترف بها دوليا من صنعاء. وأودى الصراع بحياة العشرات من الآلاف.