وفاة عزة الدوري نائب صدام حسين

آخر ظهور للدوري كان في أبريل 2019، عندما ألقى كلمة في تسجيل مصور قدم فيها اعتذارا عن غزو الكويت.
الاثنين 2020/10/26
أدوار غامضة للدوري منذ تكفله بقيادة الحركة النقشبندية

بغداد - أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي، الاثنين، وفاة القيادي البارز عزة الدوري نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، عن عمر يناهز 78 عامًا.

جاء ذلك في تسجيل صوتي عبر حساب الحزب المحظور بالعراق، على موقع "فيسبوك".

ونعى الحزب الدوري قائلا "على أرض العراق وأرض الرباط والجهاد، ترجل اليوم من على صهوة جواده فارس البعث والمقاومة الوطنية العراقية الرفيق عزة إبراهيم الدوري".

وأضاف الحزب "إزاء هذا الحدث الجلل فإننا واثقون أيها الرفاق المناضلون أنكم ستعملون بوصية رفيقنا الراحل الذي ودعنا جميعا بالثبات على المبادئ والتحلي بالصبر والتمسك بمبادئ الحزب".

وولد الدوري عام 1942 لأسرة عراقية فقيرة، ودرس في مدينتي سامراء وبغداد، وانتسب إلى حزب البعث الاشتراكي العربي.

واعتقل في العديد من المرات، كان أطولها اعتقاله من منذ عام 1963 إلى عام 1967، حيث أفرج عنه في حركة شهر يوليو عام 1968، التي أطيح فيها بنظام الرئيس عبدالرحمن عارف، وتولى حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة.

عين رئيسا للجنة العليا للعمل الشعبي، وتولى العديد من المناصب السياسية، منها منصب وزيرا للزراعة والإصلاح الزراعي.

تم تعيينه بمنصب وزير الداخلية في نوفمبر عام 1974.

وكان الدوري، الذراع الأيمن لصدام حسين، ونائبه منذ توليه الحكم عام 1979 حتى سقوطه عام 2003.

والدوري أحد أبرز المطلوبين على قائمة الولايات المتحدة لشخصيات النظام السابق، وظل مختفيا طوال السنوات الماضية باستثناء البيانات الرسمية التي دعم في بعضها تنظيم داعش عقب سيطرته على مدن عدة في العراق.

وكان آخر ظهور للدوري في أبريل 2019، عندما ألقى كلمة في تسجيل مصور، قدم فيها اعتذارا إلى الكويت جراء الغزو عام 1990، وأكد أن البلد الأخير لم يكن يوما جزءاً من العراق.

واحتل الجيش العراقي دولة الكويت عام 1990، واعتبرها آنذاك المحافظة الـ19 التابعة للعراق، ولم يخرج منها سوى بضغوط تحالف عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة.

وراجت خلال السنوات الماضية العديد من الشائعات حول مقتل الدوري كانت آخرها في 2018، لما تناقلت وسائل إعلام عراقية عن مصدر مقرب من محامي رغد صدام حسين، هيثم الهرش أنه توفي في إحدى مستشفيات تونس، بعد صراع مع مرض في الدم، من دون أن توضح طبيعة المرض ولا موقع المستشفى، غير أن ابنة صدام حسين نفت التقارير.

وظل الغموض يحيط بأدوار الدوري منذ أن تكفل بقيادة الحركة النقشبندية، وهي حركة صوفية، ولكنها سرعان ما تحولت إلى حركة مسلحة وشديدة الانضباط والسرية بعد غزو العام 2003.

وعاد اسم الدوري إلى التداول خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن أعلن وزير الداخلية الأسبق باقر جبر الزبيدي مما وصفه بمخطط لانقلاب عسكري في البلاد يرعاه النائب السابق للرئيس الراحل صدام حسين.

وقال الزبيدي في تدوينة على صفحته على موقع فيسبوك بعنوان "الانقلاب العسكري القادم في العراق"، إن "المؤتمرات التي عقدها حزب البعث المنحل في أميركا ودول غربية أخرى هي نواة ما يجري الآن من حراك يقوده الجناح العسكري للحزب".

وأضاف الزبيدي أن "هذه المؤتمرات تم التحشيد لها من بعض الشخصيات المحسوبة على العملية السياسية بعد الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 وهربت من العراق، ومن بعثيين مقيمين في كردستان العراق ودول غربية"، مشيرا إلى أنها انتهت بقرار تفويض الجناح العسكري للبعث بعد أن فشل مشروع الحزب السياسي.

وأشار إلى أن التدريبات المكثفة التي يقوم بها الجناح العسكري للبعث في شمال محافظة ديالي شرق بغداد وما يعرف بمثلث الموت (مكحول وخانوكة وسلسلة جبال حمرين) و"التي حذرنا منها سابقا لها هدف واحد، وهو دعم مشروع الانقلاب العسكري الجديد، الذي وضع مخططه ضباط في النظام السابق بالتعاون مع شخصيات عسكرية ومقاتلين تابعين للطريقة النقشبندية برعاية الدوري".