وفاة صائب عريقات بعد حياة من المفاوضات

مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف يشيد بعريقات، ويصفه بأنه شخص "لم يتخل قط عن المفاوضات، ووقف بفخر من أجل شعبه".
الأربعاء 2020/11/11
مسيرة حافلة بالمفاوضات

رام الله – توفي كبير المفاوضين الفلسطينيين وأمين سر منظمة التحرير صائب عريقات عن 65 عاما في مستشفى هداسا الإسرائيلي في القدس الثلاثاء جراء مضاعفات إصابته بفايروس كورونا.

ونقل جثمان عريقات إلى أحد المستشفيات الفلسطينية قرب رام الله، وسيتم تنظيم جنازة عسكرية في المقاطعة حيث مقر الرئاسة الفلسطينية، قبل مواراة جثمانه الأربعاء في مدينة أريحا حيث عاش معظم حياته.

ونعت الرئاسة الفلسطينية عريقات معلنة الحداد بتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن وفاة كبير المفاوضين الفلسطينيين “خسارة كبيرة لفلسطين ولأبناء شعبنا”.

وكان القيادي الفلسطيني البارز، الذي خضع سابقا لعملية زرع رئة، أدخل المستشفى في القدس يوم 18 أكتوبر الماضي بعد نحو أسبوع من إعلان إصابته بكورونا. وأعلن المستشفى الإسرائيلي الذي نقل إليه عريقات أن حالته “حرجة” وتم وضعه على أجهزة التنفس الاصطناعي.

وعانى عريقات المقرّب من محمود عباس لسنوات من التليّف الرئوي، وخضع في العام 2017 لعملية زرع رئة في مستشفى في الولايات المتحدة.

وجاء في بيان نعي الرئاسة الفلسطينية أن عريقات “أمضى حياته مناضلا ومفاوضا صلبا دفاعا عن فلسطين، وقضيتها، وشعبها، وقرارها الوطني المستقل”.

وأضاف البيان “تفتقد فلسطين اليوم، هذا القائد الوطني، والمناضل الكبير الذي كان له دور كبير في رفع راية فلسطين عاليا، والدفاع عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية في المحافل الدولية كافة”.

وعُرف صائب عريقات لسنوات طويلة على أنه كبير المفاوضين الفلسطينيين، ورئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير منذ 2003، وكان أمين سر المنظمة، ما جعله من الشخصيات السياسية البارزة، إذ نجح في بناء علاقات قوية بين الفلسطينيين والقوى الكبرى.

وبعد إعلان وفاته الثلاثاء، توالت برقيات التعازي من الأراضي الفلسطينية والخارج ومن إسرائيل.

Thumbnail

وفي اتصال هاتفي مع عباس، تقدّم العاهل الأردني بالتعازي بوفاة عريقات “الذي أمضى حياته في خدمة القضية الفلسطينية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة”. ونعت مصر أيضا عريقات “الذي أمضى حياته مدافعا عن حقوق الفلسطينيين”.

وتقدمت وزارة الخارجية الأميركية عبر حساب مكتب الشرق الأدنى على موقع تويتر بتعازيها بعريقات، وأضافت “قلوبنا وصلواتنا مع ذويه في هذا الوقت العصيب”. ومن جهته، اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن وفاة عريقات “خسارة للشعب الفلسطيني ولعملية السلام في الشرق الأوسط”.

وفي نعيها، طالبت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها هايكو ماس، القادة السياسيين باحترام “إرث” عريقات والالتزام بالمفاوضات حتى وإن تخللتها “مناقشات مثيرة للجدل”.

وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، التي مثلت الدولة العبرية في محادثات السلام مع الفلسطينيين، إن عريقات كرّس حياته لشعبه. وأشارت ليفني في منشور عبر حسابها على موقع تويتر إلى مقولة “بلوغ السلام هو قدري” التي كان عريقات يرددها.

وأشاد مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بعريقات، ووصفه بأنه شخص “لم يتخل قط عن المفاوضات، ووقف بفخر من أجل شعبه”.

وقالت منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية إنها “ستتذكر تفاني عريقات في السلام وحل الدولتين”. وأضافت “من واجبنا التفاوض ما دام هناك أناس مثل عريقات يمدون أيديهم للسلام”.

ولمع اسم عريقات في معظم محطات التفاوض التي جرت بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، منذ مؤتمر مدريد للسلام في 1991، وشهد مختلف التقلبات على المفاوضات السياسية التي جرت بين الجانبين.

ومارس عريقات دورا أكاديميا في الجامعات الفلسطينية، ودرّس العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية، إضافة إلى المحاضرات الأكاديمية التي كان يلقيها.

وألّف عريقات نحو عشرة كتب، منها كتاب بعنوان “الحياة مفاوضات” تحدث فيه عن تجربته في المفاوضات السياسية. وكان الراحل عضوا في البرلمان الفلسطيني منذ العام 1996، وشخصية مقربة من الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، لكنه لم يكن معه في منفاه في الخارج.

ويأتي الإعلان عن وفاة عريقات في وقت تحيي فيه القيادة الفلسطينية الأربعاء الذكرى السادسة عشرة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، والذي عمل معه عريقات طوال فترة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

Thumbnail
2