وفاة الأمير فيليب زوج الملكة البريطانية إليزابيث الثانية

لندن - أعلن قصر باكنغهام في بيان أن الأمير فيليب زوج الملكة البريطانية إليزابيث الثانية فارق الحياة عن عمر ناهز 99 عاما.
وعلى تويتر، ذكر الحساب الرسمي للعائلة المالكة أن الملكة "أعلنت ببالغ الأسى وفاة زوجها الحبيب الأمير فيليب دوق إدنبرة".
وأضاف أن الأمير فيليب الذي نُقل إلى المستشفى مؤخرا، توفي "بسلام هذا الصباح في قلعة وندسور".
وختم البيان بالقول "العائلة الملكية تنضم إلى الناس في جميع أنحاء العالم للحداد على فقدانه".
وتوالت ردود أفعال شخصيات عامة بارزة في بريطانيا وحول العالم، مشيدة بمسيرة الأمير فيليب واصفة إياه بـ"رجل استثنائي" و"المخلص" لبلده كما لعائلته.
وكان رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون أول المعزين، فأشاد بـ"حياة الأمير فيليب وعمله الاستثنائيين".
وقال جونسون متحدثا أمام مقر رئاسة الحكومة إن الأمير "ساهم في توجيه العائلة المالكة والملكية، بحيث تبقى مؤسسة حيوية تسهم في توازن حياتنا الوطنية وسعادتها".
وتابع أن دوق إدنبرة "وجه عام يحظى باحترام كبير" و"زوج مخلص" و"أب فخور ومحبّ... كسب مودة عدة أجيال هنا في المملكة المتحدة وعبر الكومنولث وفي العالم".
وأسف زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر لـ"خسارة موظف عام استثنائي... كرس حياته لبلادنا"، في صفوف البحرية الملكية أولا ثم إلى جانب الملكة إليزابيث الثانية.
وقال "سنذكره خصوصا لالتزامه الاستثنائي وإخلاصه للملكة"، واصفا زواجهما الذي استمر أكثر من سبعة عقود بأنه "رمز للقوة والاستقرار والأمل" ومصدر إلهام "للملايين في المملكة المتحدة وخارجها".
وأشاد رئيس الوزراء الأسبق توني بلير الذي كان في السلطة عند وفاة الأميرة ديانا عام 1997، برجل "غالبا ما كان سابقا لعصره".
وقال إنه "سيذكر بصورة خاصة بالطبع لدعمه المميز والثابت للملكة طوال سنوات مديدة، لكن ينبغي الإشادة والاحتفاء به شخصيا كرجل صاحب بصيرة وتصميم وشجاعة".
وأعربت رئيسة وزراء إسكتلندا نيكولا ستورجون عن "حزنها"، مقدمة التعازي باسمها وباسم الإسكتلنديين إلى الملكة والعائلة المالكة.
ورأت أن الأمير فيليب سيترك "بصمة عميقة" في إسكتلندا، التي كان يقيم معها "روابط عميقة وثابتة" ويقصدها بانتظام لقضاء عطلة في بالمورال.
وفي إيرلندا الشمالية التي تشهد أعمال شغب منذ أكثر من أسبوع، ذكرت رئيسة الوزراء الوحدوية أرلين فوستر أن دوق إدنبرة كان يحظى "باحترام كبير لخدمته النشطة والمخلصة لبلاده ولدعمه الثابت للملكة طوال ملكها".
وأشارت إلى أنه كان يبدي "اهتماما كبيرا بإيرلندا الشمالية" و"كان له تأثير عميق وإيجابي على الآلاف من شباننا"، ولاسيما عبر برنامجه من أجل الشباب "جائزة دوق إدنبرة".
وأثنى كذلك رئيس بلدية لندن العمالي صديق خان على "رجل استثنائي كرس حياته للخدمة العامة ولمساعدة الآخرين".
وأشار إلى أنه "قاتل أيضا من أجل المملكة المتحدة والحريات العزيزة علينا اليوم خلال الحرب العالمية الثانية".
ونعى جاستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري الأمير قائلا "أشارك سائر المملكة المتحدة والكومنولث الحداد على وفاة الأمير فيليب دوق إدنبرة، ونشكر الرب على حياته الرائعة التي امتلأت بالخدمات المتفانية".
وأضاف "في المناسبات التي التقيت به فيها، كان يدهشني دوما استمتاعه الواضح بالحياة وعقله المستنير وقدرته على التواصل مع الناس من حدب وصوب. كان بارعا في جعل الناس على سجيتهم وبأنهم مميزون".
وقال زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر "فقدت المملكة المتحدة شخصية عامة استثنائية بفقدها الأمير فيليب".
وأضاف "كرس الأمير فيليب حياته لبلدنا، من مسيرته المهنية المتميزة في البحرية الملكية خلال الحرب العالمية الثانية إلى عقود من الخدمة باعتباره دوقا لإدنبرة، لكن أكثر ما سنذكره له التزامه غير العادي وتفانيه مع الملكة".
ونعى الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش الأمير فيليب قائلا "على مدى حياته الطويلة اللافتة، كرّس نفسه لقضايا جديرة بالاهتمام وغيرها. لقد مثّل المملكة المتحدة تمثيلا مشرفا وأمد الملكة بقوة ودعم لا حدود لهما. أسعدني الحظ أنا ولورا بنيل شرف اللقاء به ونعلم إلى أي مدى سيفتقده الجميع".
وقدم الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين تعازيه للملكة إليزابيث الثانية في وفاة زوجها الأمير فيليب، قائلا في تغريدة عبر موقع تويتر "أقدم خالص التعازي والمواساة القلبية للملكة إليزابيث الثانية وأمير ويلز، والأسرة الملكية وشعب المملكة المتحدة في وفاة الأمير فيليب دوق إدنبرة".
كما قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعازيه في الأمير الراحل، وغرد على تويتر "كان الأمير فيليب موظفا حكوميا بارعا وستفتقده إسرائيل والعالم بأسره".
وأشاد الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير بالأمير البريطاني فيليب، قائلا "نحزن نحن الألمان على شخصية محبوبة قدمت إسهاما مهما في المصالحة بين دولتينا بعد أهوال الحرب العالمية الثانية... بصفته عضوا في البحرية الملكية، كافح الأمير فيليب من أجل تحرير أوروبا من الإرهاب النازي. ستظل جهوده من أجل الديمقراطية والحرية في ذاكرتنا".
وأعرب ملك السويد كارل السادس عشر جوستاف والملكة صوفيا عن حزنهما العميق بسبب وفاة الأمير فيليب، وقال الزوجان الملكيان في بيان "كان الأمير فيليب صديقا عظيما لأسرتنا لعدة سنوات، وهي علاقة كنا نقدرها بشكل عميق". وأضافا "ستبقى خدمته في بلاده إلهاما لنا جميعا".
وبعث سلطان عُمان السلطان هيثم بن طارق آل سعيد "برقية تعزية ومواساة إلى الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية ورئيسة الكومنولث في وفاة زوجها الأمير فيليب دوق إدنبرة".
وأرسل العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة برقية تعزية ومواساة إلى الملكة إليزابيث أعرب فيها عن "خالص تعازيه وصادق مواساته للملكة وحكومة وشعب بريطانيا الصديق… مشيدا بجهود الفقيد الراحل وإسهاماته الطيبة في خدمة المملكة المتحدة وشعبها الصديق".
وذكر رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بمسيرة دوق إدنبرة في برقية تعزية للأسرة البريطانية المالكة، قائلا "كانت مسيرته مميزة في الجيش وكان في صدارة الكثير من مبادرات الخدمات العامة. لترقد روحه في سلام".
وبعث رئيس وزراء إيرلندا مايكل مارتن ببرقية تعزية قال فيها "أحزنني سماع نبأ وفاة الأمير فيليب دوق إدنبرة. قلوبنا ودعاؤنا للملكة إليزابيث وشعب المملكة المتحدة في هذا الوقت".
وانضمت الأسرة الملكية في النرويج إلى هؤلاء الذين أعربوا عن تعازيهم لملكة بريطانيا، وقال القصر الملكي في بيان "تلقت الأسرة الملكية نبأ وفاة دوق إدنبرة ببالغ الحزن".
وقال الملك هارالد "نشاطر الملكة إليزابيث وباقي أفراد أسرتها ونقدم تعازينا للشعب البريطاني".
والشهر الماضي، أعلن قصر باكنغهام أن الأمير فيليب خضع "لعملية تكللت بالنجاح" لمعالجة مشكلة في القلب شخّصت لديه سابقا، وأوضح أن "الأمير سيمكث في المستشفى أياما عدة لكي يتلقى العلاج ويرتاح ويستعيد عافيته".
ودام الزواج بين الملكة إليزابيث والأمير فيليب 73 عاما.
وقد اعتزل الأمير فيليب الحياة العامة في أغسطس 2017 بعد مشاركته في أكثر من 22 ألف مناسبة رسمية منذ اعتلاء زوجته العرش في 1952. ويواصل مرافقة الملكة في بعض الإطلالات العلنية.
