وفاة إيرانية بعد احتجازها لدى شرطة الأخلاق تشعل احتجاجات

إجراءات شديدة تتخذها شرطة الأخلاق الإيرانية ضد النساء اللائي خلعن الحجاب.
السبت 2022/09/17
إيرانية ضحية إرهاب النظام الإيراني

طهران - توفيت شابة إيرانية بعد دخولها في غيبوبة إثر اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق التي تنفذ القواعد الصارمة الخاصة بارتداء الحجاب، في حادثة أشعلت احتجاجات الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي الشهور الماضية حث نشطاء حقوقيون النساء على خلع الحجاب في الأماكن العامة، ما يعرضهن لخطر القبض عليهن بتهمة تحدي قواعد الزي الإسلامي في وقت تشدد فيه السلطات الدينية حملة على ما تسميه “السلوك غير الأخلاقي”.

وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أمثلة على ما يبدو أنها إجراءات شديدة الوطأة اتخذتها شرطة الأخلاق ضد النساء اللائي خلعن الحجاب.

محمود صديقي: أدعو آية الله علي خامنئي إلى التحدث عن قضية مهسا

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الجمعة أن وزارة الداخلية ومدعي طهران فتحا تحقيقين في قضية مهسا أميني بناء على طلب من الرئيس إبراهيم رئيسي وذلك في الوقت الذي ذكرت فيه الشرطة أن الشابة البالغة من العمر 22 عاما أصابتها وعكة صحية وهي تنتظر مع أخريات في مركز شرطة الأخلاق الذي نُقلت إليه.

وقالت الشرطة في بيان “بناء على تحقيقات مفصلة، ليس هناك أي أثر على جسمها منذ اقتيادها إلى السيارة (مقبوضا عليها) وأيضا في الموقع (مركز الشرطة)”، رافضة مزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي ترجح تعرضها للضرب.

وأظهرت لقطات دائرة تلفزيونية مغلقة نشرها التلفزيون الرسمي امرأة تحمل نفس الاسم تسقط بعد وقوفها من على كرسي لتتحدث مع مسؤول في مركز الشرطة. ولم يتسن لرويترز التحقق من اللقطات.

ونقل التلفزيون الرسمي عن الشرطة قولها إن مهسا تعرضت لأزمة قلبية بعد اقتيادها إلى المركز التابع لشرطة الأخلاق من أجل “إقناعها وإرشادها”، نافية مزاعم تعرضها للضرب. ونفى أقاربها أنها كانت مصابة بأي مرض في القلب.

ومن بين أقوى التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تعليق دعا فيه السياسي الإصلاحي محمود صديقي الجمعة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إلى التحدث عن قضية مهسا.

وقال صديقي على تويتر “ماذا يقول المرشد الأعلى، الذي ندد عن حق بالشرطة الأميركية بسبب وفاة جورج فلويد، عن معاملة الشرطة الإيرانية لمهسا أميني؟”.

وفي عام 2020 قال خامنئي إن مقتل فلويد بعد احتجاز الشرطة له يكشف “الطبيعة الحقيقية” للحكام الأميركيين.

وبموجب الشريعة الإسلامية التي طُبقت في إيران بعد ثورة عام 1979 الإسلامية تلتزم النساء بتغطية شعرهن وارتداء ملابس طويلة فضفاضة لإخفاء مفاتنهن. وتتعرض النساء المخالفات لعقوبة التأنيب العلني أو دفع غرامات أو الاعتقال.

وبعد مرور عقود على قيام الثورة ما زال الحكام الدينيون يحاولون تطبيق الشريعة في الوقت الذي ترتدي فيه نساء كثيرات من جميع الأعمار والخلفيات ملابس ضيقة وقصيرة وأغطية رأس ملونة تكشف الكثير من الشعر.

وفي أعقاب انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، يلزم القانون النساء في إيران أيا تكن جنسيتهن أو انتماؤهن الديني بتغطية الرأس والعنق.

وسائل الإعلام الرسمية في إيران تؤكد أن وزارة الداخلية ومدعي طهران فتحا تحقيقين في قضية مهسا أميني بناء على طلب من الرئيس إبراهيم رئيسي

لكن الهوامش بشأن هذه القواعد اتسعت بشكل تدريجي خلال العقدين الماضيين. وتعمد العديد من النساء الى وضع غطاء الرأس بشكل متراخٍ يكشف جزءا من الشعر، خصوصا في طهران ومدن كبرى.

وانتقدت وسائل إعلام محلية في الآونة الماضية تصرفات لبعض عناصر “الشرطة الأخلاقية” المكلّفة بالتحقق من تطبيق القواعد الإسلامية، والذين يتواجدون في الشوارع ولهم صلاحية دخول الأماكن العامة للتأكد مما إذا كانت هذه القوانين مطبّقة.

وتراجع تواجد هذه الشرطة بعيد وصول المعتدل حسن روحاني إلى الرئاسة في 2013. لكن سجّل حضور متجدد لها في الأشهر الأخيرة في عهد خلفه المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي.

وفي يوليو دعا رئيسي الذي خلف روحاني صيف عام 2021، إلى تطبيق قوانين وقواعد الحجاب “بشكل كامل”.

وشدد على أن “أعداء إيران والإسلام” يستهدفون “الأسس الدينية وقيم المجتمع”، وفق ما نقلت عنه وكالة “إرنا” في الخامس من يوليو.

ومطلع يوليو أفادت وسائل إعلام محلية أن النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب سيُمنعن من استخدام المترو في مشهد (شمال شرق) ثاني كبرى مدن إيران والمقدسة لدى المسلمين الشيعة لاحتضانها مرقد الإمام الرضا.

كما أغلقت السلطات ثلاثة مقاهٍ في مدينة قم المقدسة جنوب طهران، لأن النساء لم يلتزمن بوضع الحجاب فيها.

5