وضع قواعد الأبوة والأمومة سلفا يجنب الزوجين الخلافات التربوية

تربية الأبناء بالطريقة الصحيحة توجب على الوالدين عدم إظهار خلافاتهما واختلاف آرائهما أمام أطفالهم.
الثلاثاء 2021/05/11
تزويد الأطفال بنموذج الوالدين المتعاونين يجعلهم أكثر تفهما

لندن - تعد تربية الأطفال المهمة الأكثر صعوبة بالنسبة لأغلب الأزواج، فبمجرد دخول الأطفال في حياة الأب والأم، تشهد حياتهم تحولًا كبيرًا على جميع المستويات، خصوصًا إن لم يكونا قد تحاورا وتناقشا حول الظروف الجديدة التي سيخلقها الضيف الجديد قبل ولادته.

وقد ينشأ الزوجان في بيئتين مختلفتين تماما، فيكون أحدهما قادما من بيئة صارمة للغاية، في حين ينشأ الآخر في بيئة متحررة، ونتيجة لذلك قد تكون لكل منهما مناهج مختلفة بشأن كيفية تربية أبنائهما.

ولا يوجد نهج صحيح أو خاطئ بالضرورة في اختبار الأبوة والأمومة، ولكن عندما يجد الأزواج أنفسهم في موقف متعارض يكون من الواجب عليهم وضع قواعد الأبوة والأمومة سلفا ما يجنبهما الخلافات التربوية.

ويرى خبراء التربية أن من أعظم الهدايا التي يمكن للآباء منحها لأطفالهم هي تزويدهم بنموذج الوالدين المتعاونين ممن يتفاوضان بشكل جيد رغم كونهما يختلفان في الطبع تماما.

وانطلاقًا من نظام التغذية، مرورًا بطريقة الحديث واللباس ووصولًا لكيفية الدراسة وساعات اللعب والعلاقة مع التلفاز والأجهزة الإلكترونية، قد تختلف نظرات الوالدين وآراؤهما انطلاقًا من تجارب كل واحد منهما وقناعاته.

و إذا لاحظ الطفل تباينا في قناعات والديه، فإنه يلجأ إلى استغلالهما بطلب كل ما يروق له من الطرف الذي يحس بأنه سيلبي له رغبته، بالتالي تنشأ خلافات بين الوالدين قد تتطور إلى نزاعات حقيقية إذا لم يحسنا حلها بالشكل المطلوب.

وتتمثل القاعدة الأولى في هذا الشأن بحرص الوالدين على عدم إظهار خلافاتهما واختلاف آرائهما أمام الطفل منذ نعومة أظافره، فلا يقاطع الأب الأم عند حديثها مع الطفل ولا يجعل أوامرها هباء منثورًا أمامه، كما لا يحسن بالأم أن تأمر الطفل بعدم القيام بتوجيهات والده ولا تأخذه في أحضانها بعيدًا عنه كلما هم الزوج للقيام بدوره التربوي.

وينبغي على الزوجين أن يضعا الخطوط العامة التي يرغبان أن تسير تربية ابنهما وفقها منذ الأيام الأولى لولادته وأن يفصح كل واحد منهما عن الأمور التي لا تعجبه من طريقة شريكه بعيدًا عن مسامع الطفل وأعينه، حتى يرتبان أمورهما بعناية كزوجين ووالدين.

وقال جون شاري، مؤسس جمعية “آباء وأعمال خيرية” وأستاذ مساعد في علم النفس، إن الأبوة والأمومة الفعالة لا تتعلق بتبني نهج على آخر، ولكن بالقدرة على تبني أساليب مختلفة في أوقات مختلفة؛ هذا يعني أن كلا من النهجين المتساهل والصارم تجاه الأبوة والأمومة يعدان جزءا من مجموعة الاستجابات الأبوية الجيدة.

وأضاف أن الأبوة والأمومة الفعالة تدور في الأساس حول تحقيق التوازن بين هذين النقيضين، وعادة ما تكون الأبوة والأمومة السيئة جامدة ومعلقة في ناحية واحدة. ويضع الآباء الجيدون القواعد ويدعمون اتخاذ قرارات الأطفال بأنفسهم.

 
21