وضع خطة عائلية للتصرف يساعد الأطفال على إدارة الأزمات

بيروت- يؤكد خبراء التربية أن وضع خطة عائلية يمكن أن يساعد الأطفال على إدارة الأزمات، مشيرين إلى أنه يمكن للأطفال مساعدة أسرهم على الاستعداد في المنزل بدءا من معرفة من الذي يجب الاتصال به، وتحديد طرق الإخلاء والغرف الآمنة، وما يجب حمله.
وقال الدكتور حسين ناصر “إن التعلم عن الأزمات، خاصة الكوارث الطبيعية، يساعد الأطفال على اكتساب فهم الأحداث والتحكم فيها. إذا كانوا يعرفون ما يجب فعله مقدما، فإنهم مجهزون للاستجابة بشكل أسرع والتعامل بشكل أكثر فعالية”.
ويمكن للأم تدريب الأطفال على مواجهة الكوارث في البيت، وتعليمهم التقاط الأشياء التي يحتاجون إليها عند مغادرة المنزل وقت الأزمات.
وأشار ناصر إلى أنه يمكن للأم أن تختبر أبناءها عن طريق سباق إمدادات الكوارث.
وقال مخاطبا الأم “اجمعي الإمدادات في البيت واجعلي الأطفال يتسابقون لالتقاط شيء قد يحتاجون إليه في الكارثة. أضيفي عناصر متنوعة، وغير لازمة (مثل تاج لعبة الأميرة، وساعة الحائط، وما إلى ذلك) واتركيهم يختارون ما يحتاجونه، وبعد انتهاء اللعبة، ناقشيهم في سبب اختيار هذه القطعة مثلاً، خصوصا تلك التي لا يحتاجونها”.
◙ الأطفال يعتبرون من المتأثرين بهذه الأزمات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إلا أن الأعراض التي تنجم عن هذه الأزمات لا تظهر بالشكل الذي هو عليه عند البالغين
وفي الأزمات، ستركز كل العيون الصغيرة على الكبار من الأهالي والمقربين لمعرفة كيفية التصرف، لهذا يحتاج الكبار إلى معرفة خطة الطوارئ ودورهم الدقيق في تلك الأزمة.
ويرى الخبراء أنه على الكبار أن يعرفوا ويمارسوا إجراءات الإخلاء والمأوى والإغلاق. إضافة إلى ذلك، يجب أن تكون لدى الكبار إمدادات ومعلومات مهمة جاهزة للتحرك إلى مكان آمن، ومراعاة الاحتياجات الخاصة بين الأطفال الذين قد يحتاجون إلى المزيد من الاهتمام أو الدعم”.
وإذا كان الطلاب في المدارس يجب على المدرسين مشاركة خطة الطوارئ مع أولياء الأمور للتأكد من أنهم يعرفون كيفية التواصل مع المدارس أثناء الطوارئ. من الضروري أن يعرف البالغون مواقع الإجلاء وعملية إعادة التجمع.
وتؤثر حالات الطوارئ والأزمات والكوارث التي تمر بها البشرية على جميع الناس من مختلف القدرات والمستويات العمرية، سواء كانت هذه الأزمات والكوارث طبيعية أو من صنع البشر، أو نتاج مهددات صحية لحياة البشر كأزمة كورونا وغيرها.
ويعتبر الأطفال من المتأثرين بهذه الأزمات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إلا أن الأعراض التي تنجم عن هذه الأزمات لا تظهر بالشكل الذي هو عليه عند البالغين والراشدين، إضافة إلى أن طريقة تعبيرهم عنها تكون مختلفة، وكذلك آليات التأقلم والتكيف معها.
ويندرج الأطفال أصحاب الهمم أيضا تحت هذا الجانب، بما فيهم الأشخاص ذوو الإعاقات الذهنية واضطراب طيف التوحد على الرغم من قدراتهم التي قد لا تسعفهم لاستيعاب ما يحدث حولهم، والتعامل مع الظروف الضاغطة كما يجب، بما في ذلك قدرتهم على اتباع الإجراءات والتدابير اللازمة وقت الأزمات، لذلك كان لا بد من تدخل الراشدين لتبسيط مفهوم هذه الأزمات لهم ومساعدتهم على التكيف والتعايش معها من أجل تجاوزها بسلام وأمان كبقية أفراد المجتمع.