وسطاء المفاوضات يدعون إسرائيل وحماس لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار

وزير الخارجية الإماراتي يؤكد أن مقترحات الرئيس الأميركي واقعية وقابلة للتطبيق معتبرا أنها فرصة سانحة لوقف الحرب.
الأحد 2024/06/02
عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح بايدن

رفح (الأراضي الفلسطينية) - دعا الوسطاء القطري والمصري والأميركي السبت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن، في وقت واصلت الدولة العبرية غاراتها الجوية وقصفها المدفعي المكثّف على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) بيانا مشتركا للوسطاء الثلاثة جاء فيه "دعت كل من دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية مجتمعين، بصفتهم وسطاء في المناقشات الجارية لضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، كلا من حماس وإسرائيل لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها الرئيس (الأميركي جو) بايدن في 31 مايو 2024".

وأضاف الوسطاء الثلاثة أنّ "هذه المبادئ تجمع مطالب جميع الأطراف معا في صفقة تخدم المصالح المتعددة، ومن شأنها أن تنهي بشكل فوري المعاناة الطويلة لكل سكان غزة، وكذلك المعاناة الطويلة للرهائن وذويهم". وتابعوا أنّ "هذا الاتفاق يقدم خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الأزمة".

وتزامن صدور البيان مع اتصالين هاتفيين أجراهما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بنظيريه القطري والمصري.

وشدّد بلينكن في اتصاله مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني على "أهمية قبول حماس بالاتفاق بدون تأخير".

كما تحدث بلينكن مع وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان حول الاقتراح المطروح، وفق بيان للخارجية الأميركية.

وقال الشيخ عبد الله بن زايد، الأحد، إن المقترحات التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن، بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة "واقعية وقابلة للتطبيق"، معتبرا أنها "فرصة سانحة لوقف الحرب".

ودعا في منشور عبر منصة "إكس"، الجانبين (إسرائيل وحماس) إلى "اغتنامها (المقترحات)، فهي فرصة سانحة لوقف الحرب، ومنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، ووقف التصعيد وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، والتخفيف من الوضع الكارثي والخطير الذي يعيشه المدنيون في غزة".

وكان الرئيس جو بايدن اعتبر الجمعة أنّ خارطة الطريق التي قُدّمت إلى حماس الخميس عبر قطر، تُمثّل فرصة ينبغي عدم "تفويتها"، مطالبا حركة حماس بقبول الاتّفاق لأنّ "الوقت لانتهاء هذه الحرب قد حان".

ويتألف هذا المقترح "الشامل" من ثلاث مراحل وتمتد مرحلتاه الأولى والثانية على 12 أسبوعا.

وأوضح بايدن أنّ المرحلة الأولى التي تستمرّ ستّة أسابيع تتضمّن "وقفا كاملا وتاما لإطلاق النار، انسحاب القوّات الإسرائيليّة من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في غزّة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيّين".

وسيتيح للفلسطينيين العودة إلى "منازلهم وأحيائهم" في مختلف أنحاء القطاع بما في ذلك المناطق الشمالية التي تعرضت لأكبر قدر من الدمار جراء القصف الإسرائيلي والمعارك الضارية.

وتزامنا، ستتم زيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع ورفعها إلى حمولة 600 شاحنة يوميا، بينما ستعمل أطراف في المجتمع الدولي على توفير مئات آلاف الوحدات السكنية والملاجئ الموقتة.

وبموجب المرحلة الثانية التي تمتد نحو ستة أسابيع كذلك، سينسحب الجنود الإسرائيليون بالكامل من قطاع غزة. في المقابل، ستعمل حماس على إطلاق سراح "جميع الرهائن الأحياء الباقين" بما يشمل الجنود، وهي نقطة كانت موضع خلاف مع الحركة في مراحل التفاوض السابقة.

وتشمل المرحلة الثالثة إطلاق عملية إعادة إعمار واسعة واستقرار للقطاع بدعم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وأكد بايدن أنه سيعاد بناء المنازل والمدارس والمستشفيات.

وتظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب السبت للمطالبة بقبول مقترح وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الذي أعلنه بايدن الجمعة، مع تخوّف كثر من أن يتنصل منه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

وقالت كارن، وهي متظاهرة خمسينية "بايدن يهتم برهائننا أكثر من نتانياهو".

وحمل متظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها "بايدن، أنقذهم من نتانياهو".

وبدوره، قال "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين" في بيان "في ضوء خطاب الرئيس بايدن، سنطالب الحكومة الإسرائيلية بالموافقة الفورية على (اتفاق إطلاق سراح الرهائن) وإعادة جميع الرهائن إلى الوطن دفعة واحدة".

وأكد نتانياهو السبت تمسّك إسرائيل بـ"القضاء" على حماس قبل أي وقف دائم لإطلاق النار، مشيرا الى أن هذا الشرط مدرج في مقترح الدولة العبرية الذي أعلنه بايدن.

وقال في بيان "شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتبدّل: القضاء على قدرات حماس العسكرية وعلى الحكم، تحرير جميع الرهائن وضمان أن غزة لم تعدّ تشكّل تهديدا لإسرائيل".

من جهتها، قالت حركة حماس ليل الجمعة السبت إنها "تنظر بإيجابية" إلى ما تضمّنه خطاب الرئيس الأميركي "من دعوته لوقف إطلاق نار دائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وتبادل للأسرى".

وفي الأسابيع الأخيرة، تعرض نتانياهو لضغوط للتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن، مع فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات في القاهرة الشهر الماضي في تحقيق أي تقدم.

واشتدّت الضغوط بعد أن استعادت القوات الإسرائيلية جثث سبعة رهائن من قطاع غزة الشهر الماضي.

ويتعرض نتانياهو أيضا لضغوط من شركائه اليمينيين المتطرفين الذين هددوا بإسقاط الحكومة إذا انتهت الحرب دون تدمير حماس وإذا مضى نتانياهو قدما في مقترح الهدنة الذي أعلنه بايدن.

ولوّح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأن حزبه "سيحلّ الحكومة" إذا تمت الصفقة وانتقد المقترح ووصفه بأنه "انتصار للإرهاب وخطر أمني على دولة إسرائيل".

وأضاف "الموافقة على اتفاق كهذا لا تمثل نصرا كاملا، بل هزيمة كاملة".

أما وزير المال بتسلئيل سموتريتش فقال إنه "لن يكون جزءا من حكومة توافق على الإطار المقترح".

ميدانياً، استهدفت مروحيات أباتشي وسط رفح الواقعة في جنوب القطاع المحاصر، بينما طال القصف جنوب وغرب المدينة التي باتت محوراً للحرب الدائرة بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفّذته حماس على الأراضي الإسرائيلية.

كذلك، استهدفت غارات جوية مدينة غزة شمالاً حيث قُتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم امرأة وطفل، في قصف دمّر منزلاً في حيّ الدرج.

وفي الوسط، استُهدفت مدينة دير البلح ومخيّما البريج والنصيرات بضربات إسرائيلية، وفقاً لشهود.

من جهته، أفاد الجيش عن عمليات "محدّدة الأهداف" في رفح وفي وسط غزة. وقال إنّه استهدف "30 هدفاً إرهابياً، بما في ذلك مخزن أسلحة وخلايا مسلّحة".

ورغم الدعوات لوقف إطلاق النار في هذه الحرب التي أودت بحياة 36439 فلسطينياً، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس، إلّا أنّ حدّة الأعمال العدائية لم تتراجع.

وكانت إسرائيل تعهّدت القضاء على حركة حماس بعد الهجوم الذي نفّذته على أراضيها والذي أسفر عن مقتل 1189 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

واحتُجز خلال الهجوم 252 رهينة ونقلوا إلى غزة. ولا يزال 121 رهينة في القطاع، بينهم 37 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.