وساطة قبلية توقف اشتباكات مسلحة غرب العاصمة الليبية

طرابلس - توقفت اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة شهدتها مدينة الزاوية غرب العاصمة الليبية وأدت إلى مقتل شخص وإصابة عدد من الجرحى، بعد نجاح وساطة قبلية أجبرت المتقاتلين على وقف المعارك.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت داخل أحياء مدينة الزاوية غرب طرابلس، بين فصيلين مسلحين، أحدهما يتبع آمر قوة الإسناد الأولى بالزاوية محمد بحرون، الملقب بـ"الفار" التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، والآخر تابع لنائب رئيس جهاز دعم الاستقرار حسن بوزريبة التابع للمجلس الرئاسي، على خلفية نشوب خلافات بين أفراد من مسلحي الطرفين.
وتشير هذه الاشتباكات المتكررة إلى هشاشة الوضع الأمني في غرب ليبيا وأيضا إلى عجز رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة عن ضبطها، في وقت يواجه ضغوطا دولية لدفعه إلى التخلي عن السلطة وفسح المجال لتشكيل حكومة وطنية تتولى التحضير الانتخابات تشريعية ورئاسية طال انتظارها.
وكان الدبيبة قد كشف في مقابلة على "بودكاست" في يناير الماضي عن موقفه من وضع الميليشيات المنتشرة في المنطقة الغربية، وأكد أنه يدعم بقاءها ويرى فيها عاملا مهما لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.
وليست هذه المرة الأولى التي تطرق فيها توترات أمنية خطيرة غرب ليبيا إذ تحدث من حين إلى آخر اشتباكات مسلحة تسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتؤجج في الوقت ذاته أحقادا بين ميليشيات مسلحة أو بين مجموعات يحكم تحركها الولاء لهذه الجهة أو تلك.
وباتت الميليشيات المنفلتة أكبر معضلة لسكان العاصمة وغرب ليبيا حيث أن الحد من نفوذها لا يزال مشكلة كبيرة تواجه البلاد.
وأفاد ضابط مسؤول بمديرية أمن الزاوية وكالة الصحافة الفرنسية الأحد بأن "المعارك التي شهدتها المدينة على مدار الـ24 ساعة الماضية، توقفت تماما ليلة الأمس (السبت)" وبأنه تم "إنهاء المعارك استجابة لوساطة قام بها أعيان ومشايخ ووجهاء الزاوية".
وأشار إلى أنه بموجب الوساطة "تم الاتفاق على انسحاب المسلحين إلى مقراتهم، وتسليم المواقع التي شهدت الاشتباكات إلى جهة أمنية وعسكرية محايدة، كما تعهد قادة المجموعات المسلحة المتورطة في الاشتباكات تسليم الأفراد المتورطين المتسببين في اندلاعها".
وعن خسائر المعارك، قال الضابط مفضلا عدم الكشف عن هويته "تسبب القتال للأسف في سقوط قتيل وعدد من الجرحى بإصابات متفاوتة، كما تسبب في خسائر مادية متفاوتة في بعض منازل المدنيين والمقرات الحكومية".
هذا وشهدت مدينة الزاوية الواقعة على مسافة 40 كلم غرب العاصمة الليبية، اشتباكات استمرت بين مساء الجمعة وحتى السبت، بين مجموعات مسلحة تسببت في تعليق الدراسة وإغلاق أجزاء من الطرق المؤدية إلى المدينة.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي السبت على نطاق واسع مقاطع فيديو لم يتسن التأكد من صحتها، تظهر مسلحين على متن سيارات دفع رباعي يطلقون النار بشكل كثيف باتجاه مجموعات مسلحة مناوئة.
كما أظهرت المقاطع أعمدة دخان متصاعدة من عدة بنايات سكنية ومقار حكومية، نتيجة تعرضها لمقذوفات عشوائية وتبادل عنيف للرصاص والقذائف في أنحاء متفرقة من المدينة.
وبينما لم تعلق حكومة الدبيبة على الحدث، دعت وزارة الصحة المستشفيات والمراكز الصحية في مدينة الزاوية ومحيطها إلى رفع درجة الطوارئ لتقديم الخدمات الطبية إلى المواطنين في ظل اشتباكات الزاوية والظروف الأمنية التي خلفتها.
من جانبها، حثت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، جميع الأطراف على "الوقف الفوري" للأعمال العدائية في الزاوية.
كما دعت في تدوينات عبر حسابها على فيسبوك، السلطات إلى "ضمان حماية وسلامة المدنيين".