وساطة عمانية - عراقية تقود إلى إفراج السلطات السعودية عن موقوف إيراني

الإفراج عن الموقوف الإيراني قد يكون مقدمة لاستئناف جولات التفاوض المتوقفة منذ أشهر بين الرياض وطهران.
الاثنين 2022/10/03
فرصة لتبريد الأجواء

مسقط - أبلغ وزيرا خارجية عُمان والعراق بدر البوسعيدي وفؤاد حسين نظيرهما الإيراني حسين أمير عبداللهيان بقرار السلطات السعودية الإفراج عن "حاج إيراني" كان موقوفا لديها، على خلفية رفعه شعارات سياسية.

وكانت الحكومة الإيرانية صعّدت خلال الفترة الماضية خطابها على خلفية تحفظ الرياض على إطلاق سراح الموقوف الإيراني لديها، مهددة بأنها ستتخذ إجراءات مضادة.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن إعلام الوزير الإيراني جاء من خلال اتصالين منفصلين، أعرب خلالهما عبداللهيان لنظيريه العراقي والعُماني عن شكره لبلديهما على ما يبذلانه من جهود في متابعة قضية “الحاج الإيراني".

وبحسب "إرنا" فقد "تم إيقاف الحاج الإيراني خليل دردمند من قبل السلطات السعودية خلال أداء مناسك الحج لهذا العام، ونظرا لقطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض فقد تواصلت الجهود الدبلوماسية والقضائية من قبل طهران للإفراج عنه عبر دول وسيطة".

وكانت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية ذكرت أن قوى الأمن السعودي اعتقلت دردمند عندما حاول التقاط صورة ضمن صور أخرى لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي قتل عام 2020، قرب الكعبة المشرفة.

حسين أمير عبداللهيان: المباحثات مع الرياض مستمرة من أجل الوصول إلى اتفاق

ويرى مراقبون أن الإفراج عن الموقوف الإيراني قد يكون مقدمة لاستئناف جولات التفاوض المتوقفة منذ أشهر بين الرياض وطهران. وأعلن وزير الخارجية الإيراني الجمعة عن استعداد بلاده لإعادة العلاقات مع السعودية إلى حالتها الطبيعية، مشيراً إلى استمرار المباحثات مع الرياض من أجل الوصول إلى اتفاق.

وقال عبداللهيان إن "الجولة الخامسة من مفاوضاتنا انتهت في بغداد حيث تم تنفيذ أجزاء من الاتفاقيات التي تم التوصل إليها ولم يتم تنفيذ أجزاء منها بعد". وأضاف "هناك فكرة أنه يمكننا البدء في مفاوضات على مستوى سياسي وعلني في بغداد، وقد قبلنا ووافقنا على هذه الفكرة بشكل عام".

ومضى قائلا "نعتقد أن كل ما تم الاتفاق عليه في الجولات الخمس من المفاوضات يجب أن يتم تفعيله وتنفيذه، وأن نمضي قدماً في هذا الشأن عندما نتخذ خطوة جديدة على المستوى السياسي الذي من المفترض أن تجري فيه المحادثات”.

وأشار الوزير الإيراني إلى أنه “في أي وقت تكون السعودية مستعدة لإعادة فتح سفارتها في طهران وإعادة العلاقات إلى حالتها الطبيعية، فنحن نرحب بها، وستستمر عملية مباحثاتنا وفق الشروط للوصول إلى هذه النقطة”.

وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران في مطلع يناير 2016، عقب اقتحام محتجين مقر بعثتين دبلوماسيتين سعوديتين في طهران ومشهد، على خلفية مقتل رجل الدين الشيعي نمر النمر.

وبدأت في أبريل من العام الماضي مفاوضات مباشرة بين السعودية وإيران برعاية من الحكومة العراقية، لكنها لم تحرز تقدما ملموسا على الأرض،  وظلت منحصرة في الجانب الأمني.

ويرى المراقبون أن تردد السعودية في الارتقاء بطبيعة الحوار مع إيران إلى البعد السياسي يعود إلى عدم تسجيلها أي تحرك جدي لإيران من أجل تخفيف هواجسها لاسيما في علاقة بالدعم الذي مازالت تقدمه طهران للمتمردين الحوثيين في اليمن، والذي يعرقل أي جهود لتحقيق السلام في البلد الجار.

3