وسائل الإعلام تتلاشى في أفغانستان

الرقابة في وسائل الإعلام الأفغانية تدفع الصحافيين إلى التكيف مع القيود التي تفرضها طالبان.
الاثنين 2022/07/11
عمل محفوف بالمخاطر

كابول- مثلت صناعة الإعلام المزدهرة أحد الإنجازات الرئيسية العديدة خلال العقدين الماضيين في أفغانستان. الآن، بعد أقل من 12 شهرًا من سيطرة حركة طالبان على البلاد بدأت وسائل الإعلام المستقلة تتلاشى.

ووفق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” لم يتبق سوى القليل من وسائل الإعلام المستقلة في البلاد، وتواجه عملا محفوفا بالمخاطر. وأشارت الصحيفة  إلى أن الآلاف من الصحافيين الأفغان تركوا وظائفهم بعد تلاشي إيرادات مؤسساتهم، خاصة إثر توقف الدعم المالي الأجنبي.

وبعد سيطرة طالبان على الحكم في البلاد أغلقت حوالي 40 في المئة من شبكات التلفزيون والإذاعة والصحف في أفغانستان، بحسب منظمة “ناي” غير الربحية التي تدعم حرية الإعلام.

◙ وسائل الإعلام لم تعد قادرة على انتقاد قادة حركة طالبان انتقادا صريحا أو حتى تغطية الأخبار المتعلقة بالمقاومة المناهضة لطالبان

وصرح الملا هيبة الله أخوند زاده، القائد الأعلى لطالبان، الأسبوع الماضي بأنه يمكن للصحافيين المضي في العمل تحت حكم طالبان، ولكن مع وجود محاذير. وذكر في بيان صحافي قبيل عطلة عيد الأضحى أن “الإمارة الإسلامية ملتزمة بحرية التعبير وفق مبادئ الشريعة الإسلامية وفي إطار المصالح الوطنية للبلاد”.

ويقول ظريف كريمي، مدير “ناي”، “في الماضي كان لدينا إعلام حر ومستقل، الآن هناك الكثير من القيود والرقابة في وسائل الإعلام الأفغانية”.

واشتدت مضايقة الصحافيين بالتزامن مع تصاعد التهديدات وحوادث العنف والاحتجاز التعسفي منذ بداية عام 2022. ولا تحتوي وسائل الإعلام على انتقاد صريح لقادة طالبان لكن بعض المؤسسات الإعلامية حريصة على تجاوز الحدود.

وتبرز “طلوع نيوز” مثلا -وهي إحدى وسائل الإعلام الرئيسية في البلاد- على وجه التحديد حقوق الفتيات، وهي إحدى النقاط الحساسة الحيوية في أفغانستان التي تحكمها طالبان.

ويلفت تقرير الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام الأفغانية تمتعت خلال السنوات الماضية بهامش من الحرية أوسع مما لدى الدول المجاورة مثل إيران والصين.

◙ حوالي 40 في المئة من شبكات التلفزيون والإذاعة والصحف في أفغانستان أغلقت بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم

وأصبحت وسائل الإعلام الأفغانية مضطرة إلى التكيف مع قيود تفرضها طالبان، ناهيك عن الرقابة الذاتية الواسعة التي أصبحت مطلوبة بشكل أكبر.

وتقول منظمة مراسلون بلا حدود “لقد ازدادت المضايقات بحق الصحافيين. وزادت التهديدات وحوادث العنف والاعتقال التعسفي منذ بداية عام 2022”.

ولم تعد وسائل الإعلام قادرة على انتقاد قادة حركة طالبان انتقادا صريحا، أو حتى تغطية الأخبار المتعلقة بالمقاومة المناهضة لطالبان.

وبعد إجبار طالبان المذيعات على تغطية وجوههن ظهر المذيعون الرجال وهم يرتدون أقنعة الوجه للتعبير عن تضامنهم مع زميلاتهم واحتجاجاً على قرار الحركة التي تسيطر على أفغانستان، بعد إزاحة الحكـومة الموالية للغرب بالقوة.

16