وزير يحرج بـ"شخطة قلم" موقف لبنان أمام الكويت

شكل تصريح لوزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام وما تضمنه من عبارة خالية من أي لهجة دبلوماسية، إحراجا كبيرا للبنانيين أمام الكويتيين، الذين جاء ردهم سريعا على المستويين الرسمي وأيضا الشعبي.
الكويت - أثار تصريح لوزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام طالب من خلاله الكويت بإعادة بناء إهراءات في لبنان وليس فقط في بيروت، قائلا إن القرار يمكن أن يتخذ بـ”شخطة قلم”، سجالا واسعا امتد إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وحاول الوزير اللبناني تدارك الموقف لاحقا، لكن ذلك لم يشفع له لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي من البلدين الذين هاجموا المسؤولين اللبنانيين، وزلاتهم المتواترة تجاه دول الخليج.
وقال محمد العثمان الراشد على حسابه عبر منصة “إكس”:
وقال الراشد في تغريدة أخرى:
من جهته غرد أحمد اليهري، قائلا:
وقالت مغردة كويتية:
ولفت مغرد آخر:
وكان وزير الاقتصاد اللبناني قال في مؤتمر صحفي إن “القصد من خلال استعمال مقولة ‘بشخطة قلم’، وهي عبارة تستخدم باللغة اللبنانية العامية، أن الموضوع قابل للتنفيذ وبسرعة ولم يكن القصد باستعمال هذه العبارة تجاوز الأصول والآليات الدستورية والقانونية مرعية الإجراء من قبل دولة الكويت أو من قبل لبنان”.
وأضاف سلام “عندما توجهنا بكلمتنا إلى دولة الكويت الشقيقة قلنا إننا نأمل وننتظر أن تتجاوب معنا الكويت لأن الأمر موضوع إنساني يتعلق بالأمن الغذائي وليس له أي طابع آخر، والعبارات التي استخدمت لم يكن القصد منها الاستخفاف ولا الإساءة للعمل المؤسساتي”.
وكان رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي قال في وقت سابق إن بلاده تحترم مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كافة.
وشدد ميقاتي في بيان صادر عن رئاسة الحكومة على “عمق العلاقة بين الدولتين والشعبين الشقيقين ومتانتها والتي لن تشوبها شائبة (…) وأن دولة الكويت الشقيقة لم تتوان، ضمن الأصول، عن مد يد العون لإخوانها في لبنان على مر العقود”. كما أكد “احترام لبنان مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كافة، فكيف إذا تعلق الأمر بدولة الكويت الشقيقة التي تخضع آلية اتخاذ القرار فيها لضوابط دستورية وقانونية ومؤسساتية تعكس حضارة سياسية عميقة ومتجذرة في المجتمع الكويتي”.
وجاءت التبريرات اللبنانية ومحاولات احتواء الموقف بعد أن توجهت وزارة الخارجية الكويتية ببيان شديد اللجهة قالت فيه إن تصريح سلام “يتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ويعكس فهما قاصرا لطبيعة اتخاذ القرارات في دولة الكويت، والمبنية على الأسس الدستورية والمؤسساتية بما في ذلك المنح والقروض الإنسانية التي تقدمها حكومة دولة الكويت للدول الشقيقة والصديقة”.
وأوضحت الخارجية الكويتية في بيانها أن “صوامع الغلال بمرفأ بيروت سبق لدولة الكويت أن مولت بناءها عام 1969 عبر قرضٍ مُقدم من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية”.
ورفض لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي تقديم سلام لأي اعتذار للكويت معتبرين أن تصريحات الوزير كانت بناء على تعهد سفير الكويت في لبنان عبدالعال القناعي في أعقاب انفجار مرفأ بيروت بإعادة بناء الإهراءات.
فيما دافع آخرون عن موقف الكويت مشيرين إلى أنه بدل استجداء الدعم الخارجي كان الأولى محاربة الفساد في لبنان.
وقال مغرد لبناني:
وأضاف آخر:
وغرد علي حسان خليل:
ومرت العلاقات بين لبنان ودول الخليج خلال السنوات الأخيرة بتوترات بعضها على صلة بتصريحات وصفت بغير المسؤولة لمسؤولين لبنانيين على غرار تصريح لوزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي قال فيه إن “الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم أمام عدوان خارجي”، في إشارة إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن.
ولبنان الذي يعاني فراغا رئاسيا منذ أكتوبر يشهد منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.