وزير داخلية تونسي جديد أكثر حزما تجاه احتجاجات المعارضة

كمال الفقي مطالب بضبط الأوضاع ومنع أي تجاوزات غير محسوبة يمكن أن تمثل حرجا لتونس مثلما حصل مع ملف اللاجئين الأفارقة غير النظاميين.
الأحد 2023/03/19
مرحلة جديدة لن تكون سهلة

تونس- عين الرئيس قيس سعيد والي (محافظ) تونس كمال الفقي، وهو أحد أكبر مناصريه، وزيرا جديدا للداخلية بعد ساعات من إعلان توفيق شرف الدين الاستقالة من المنصب.

وقالت أوساط سياسية تونسية إن الفقي معروف بموقفه المتشدد من احتجاجات المعارضة، ما ينبئ بأن المرحلة القادمة لن تكون سهلة أمام من يريدون التظاهر دون إذن مسبق من وزارة الداخلية المسؤولة عن منح الرخص الخاصة بالتظاهرات.

وأشارت هذه الأوساط إلى أن تونس تحتاج إلى وزير داخلية قوي وعلى صلة متينة بالرئيس قيس سعيد وأفكاره من أجل ضبط الأوضاع من جهة، ومن جهة ثانية منع أيّ تجاوزات غير محسوبة يمكن أن تمثل حرجا لتونس مثلما حصل من تجاوزات تجاه اللاجئين الأفارقة غير النظاميين، وهي تجاوزات لم تكن بقرار رسمي، لكن لم يتم التصدي لها بالشكل اللازم ولم يتم توضيح الموقف لمنعها وتم لاحقا استثمارها في الحملة على تونس كدليل على العنصرية مع أنها لا تمثل الدولة وهياكلها.

◙ الهدف من تعيين الفقي ليس التضييق على المعارضة، ولكن ضبط أداء وزارة الداخلية بشكل يجعلها أكثر حزما

وكان الفقي هذا الشهر قد رفض الترخيص لجبهة الخلاص المعارضة بالاحتجاج قائلا إن “قيادات جبهة الخلاص مشبوهة وأن عددا منهم تشملهم تتبّعات قضائية وجرائم خطيرة وهو ما دفع الولاية إلى التريث في منح تراخيص مسيرات جبهة الخلاص”، لكن وزارة الداخلية لم تتصدّ لهم وسمحت لهم بالوصول إلى شارع الحبيب بورقيبة للتظاهر.

وانتقد الفقي عدة مرات المعارضة قائلا إنها بلا أخلاق ولا وزن لها.

وفي أواخر سبتمبر الماضي اعتبر الفقي أن “الأحزاب أصبحت غير قادرة على مواجهة الشعب لذلك قاطعت الانتخابات التشريعية وقد كانت في وضع يثير الشفقة”، معتبرا أنها “لن تمر”.

ولا يعتقد أن الهدف الرئيسي من تعيين الفقي هو التضييق على المعارضة، ولكن ضبط أداء وزارة الداخلية بشكل يجعلها في مستوى ما يريده قيس سعيد من حزم في إدارة الملفات سواء على المستوى الأمني أو في ما يتعلق بنشاط البلديات.

ووفق مواقع إخبارية تونسية، فإن الفقي هو زوج الناشطة السياسية سنية الشربطي وهي واحدة من المؤسسين لمشروع سعيد وأحد عناصر حملته الرئاسية لسنة 2019، رفقة رضا المكي المعروف بكنية “رضا لينين” (نسبة إلى نشاطه السياسي في الجامعة التونسية في ثمانينات القرن الماضي المتبني للفكر الماركسي اللينيني).

والجمعة، أعلن شرف الدين، في تصريحات صحفية، استقالته لأسباب “عائلية وشخصية”.

وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية مساء الجمعة “أنا غير معني برئاسة الحكومة واستقالتي لا علاقة لها بطموح سياسي”.

وأضاف “اتهام وزارة الداخلية بالدكتاتورية مجانب للحقيقة، نفذنا القانون وعمل الوزارة طبع بالصبغة الحقوقية على مستوى الممارسة وليس من باب الشعارات فقط”، في إشارة إلى الاتهامات ضده بـ”الدكتاتورية” من قبل المعارضة.

ويعتبر شرف الدين في مرحلة مّا أقرب مسؤول تونسي إلى الرئيس، وأحد ركائز الحملة الانتخابيّة التي قادت قيس سعيّد إلى الرئاسة عام 2019. لكنهما لم يظهرا معا في العلن كثيرا خلال الشهور القليلة الماضية.

وفي تصريحات للصحافيين للنشر في وسائل الإعلام المحلية، عزا شرف الدين قرار استقالته إلى حاجته لرعاية أسرته بعد وفاة زوجته العام الماضي.

وخدم شرف الدين أيضا كوزير للداخلية في حكومة هشام المشيشي، الذي عزله قيس سعيد في يناير 2021 في الوقت الذي تدهورت فيه العلاقات بين الرئيس ورئيس الحكومة. وأعاد سعيد تعيين شرف الدين بعدما عزل المشيشي وسيطر على معظم السلطات.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية ألقت السلطات التونسية القبض على شخصيات بارزة بالمعارضة تتهم سعيد بالانقلاب، ووجّهت لهم تهم التآمر على أمن الدولة.

1