وزير خارجية اليونان يضع نجلاء المنقوش في التسلل بمطار طرابلس

أثينا توضح سبب رفض نزول وزيرها من طائرته بأن اللقاء كان مبرمجا مع رئيس المجلس محمد المنفي وليس مع حكومة الوحدة الوطنية.
الخميس 2022/11/17
وزير خارجية اليونان يلتقي حفتر

طرابلس – بعد قرابة شهر ونصف الشهر من توتر في العلاقات الليبية - اليونانية على خلفية اتفاقية عقدتها طرابلس مع أنقرة، اتخذت الأزمة بين البلدين بعدا تصعيديا جديدا، بعد أن وضع وزير الخارجية اليوناني نظيرته الليبية في التسلل على سلم طائرته التي غادرت مطار طرابلس الدولي، وذلك في رسالة لرفضه التعامل مع حكومة تشكك أثينا في شرعيتها.

وقالت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية الخميس إن وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس رفض النزول من طائرته عند وصوله إلى مطار العاصمة طرابلس، وغادر من حيث أتى دون تقديم إيضاحات.

وعبّرت الوزارة في بيان عن استيائها من هذا التصرف، وقالت إن وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش كانت في انتظار وصول نظيرها اليوناني في المطار وفقا للأعراف الدبلوماسية، بعد موافقة الحكومة على زيارته، رغم السياسات والمواقف الفجة والتصريحات غير المتزنة التي انتهجها الوزير خلال الأيام الماضية تجاه مصالح الدولة الليبية.

وأضافت أن الوزير رفض النزول من الطائرة وغادر دون تقديم إيضاحات، مشددة على أنها "ستتخذ الإجراءات الدبلوماسية المناسبة التي تحفظ لدولة ليبيا سيادتها وهيبتها".

وكانت الخارجية اليونانية أعلنت الأربعاء أن ديندياس سيتوجه إلى ليبيا الخميس للقاء رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في طرابلس، ورئيس البرلمان عقيلة صالح في بنغازي، إضافة إلى مسؤولين آخرين في الدولة.

ويعتقد أن رفض وزير خارجية اليونان النزول من طائرته في العاصمة طرابلس، هو رد فعل على السياسات الخارجية التي تتبعها حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميدالدبيبة، خاصة بعد توقيعها اتفاقا مع تركيا للتنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط، عارضته بلاده.

وكانت أثينا على خلاف مع طرابلس منذ توقيع الأخيرة مذكرتي تفاهم في 2019 مع تركيا، تتعلق إحداهما بالتعاون العسكري والثانية وهي الأكثر إثارة للجدل، بترسيم الحدود البحرية.

وفي أوائل أكتوبر الماضي، وقّعت طرابلس وأنقرة اتفاقية للتنقيب عن المحروقات في المياه الليبية، نددت اليونان ومصر سريعا بها.

وفي وقت سابق، اعتبر الوزير أن هذا الاتفاق "غير قانوني ويزعزع الاستقرار"، وقال في تصريحات متكررة إن "حكومة الدبيبة لا يحق لها توقيع اتفاقيات دولية لأنها لا تمثل الشعب الليبي".

وذكرت قناة "فبراير" الليبية أن وزارة خارجية حكومة الوحدة الوطنية استدعت سفير البلاد في أثينا، بعد مغادرة وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس للعاصمة طرابلس دون استقبال الخميس.

وقالت القناة إن خارجية حكومة الوحدة استدعت القائمة بالأعمال اليونانية في طرابلس على خلفية مغادرة ديندياس لطرابلس.

وفي وقت لاحق، أفادت قناة "المسار" الليبية بوصول ديندياس إلى مطار بنينا الدولي في بنغازي.

وأفادت وكالة الأنباء اليونانية نقلا عن مصادر بوزارة الخارجية بإلغاء لقاء ديندياس والمنفي في طرابلس، بعد وصوله إلى العاصمة الليبية.

وقالت المصادر إن ديندياس طلب أن تقلع طائرته فورا إلى بنغازي لأنه اشترط أن يلتقي المنفي "دون غيره".

وقالت وزارة الخارجية اليونانية إن عدم نزول الوزير نيكوس ديندياس من الطائرة، وإلغاء زيارته إلى العاصمة طرابلس، جاء بسبب خرق وزارة الخارجية الليبية للاتفاق القائم.

وأشارت إلى أن الزيارة تم تنسيقها مع المجلس الرئاسي، وأن اللقاء كان مبرمجا مع رئيس المجلس محمد المنفي، وليس مع حكومة الوحدة الوطنية ووزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.

وتوجه الوزير اليوناني إلى مدينة بنغازي، حيث سيلتقي مع رئيس البرلمان عقيلة صالح وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، إلى جانب مسؤولين آخرين لبحث عدد من القضايا، بينها الاتفاقية الأخيرة التي وقّعتها حكومة الدبيبة مع أنقرة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تعاني ليبيا أزمة سياسية حادة فاقمها وجود حكومتين تتنازعان على السلطة، الأولى التي منحها البرلمان ثقته في مارس الماضي برئاسة فتحي باشاغا، فيما الثانية حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية برئاسة الدبيبة، والتي تتخذ من العاصمة الليبية مقرا لها وترفض تسليم السلطة إلا بعد الانتخابات.