وزير خارجية اليمن في موسكو بعد تراجع روسي عن تسليح للحوثيين

موسكو – وصل وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني زيارة مساء الاثنين إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية هي الأولى له إلى هذا البلد منذ تعيينه في منصبه في مارس الماضي، وسط تقارير عن تراجع روسيا تسليح جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا.
وجاءت زيارة الزنداني بعد أيام من مباحثات أجراها وزير الدفاع اليمني محسن الداعري، مع نائب وزير الدفاع الروسي الفريق اول أليكسندر فاسيلفتش فؤمين، منتصف أغسطس الجاري، حول تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين، والمجالات التعليمية والتقنية العسكرية وتبادل الخبرات.
كما تأتي بعد أشهر قليلة من زيارة مماثلة أداها رئيس الوزراء اليمني، أحمد عوض بن مبارك في نهاية فبراير الماضي بدعوة روسية، وقد استغرقت ثلاثة أيام ووصفتها الخارجية الروسية بالمهمة، ما يعكس اهتمام حجم اهتمام الكرملين بالملف اليمني.
وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين اليمنية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن "وزير الخارجية وشؤون المغتربين شائع محسن الزنداني، وصل إلى العاصمة الروسية موسكو، مساء الاثنين، تلبية لدعوة رسمية من نظيره الروسي سيرغي لافروف".
وأضاف البيان أنه "سيتم خلال الزيارة إجراء مباحثات تتعلق بالتعاون بين البلدين الصديقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
كما سيجري الزنداني، "لقاءات مع بعض المؤسسات والهيئات الرسمية، إضافة إلى لقاء الجالية اليمنية، والسفراء العرب في موسكو" وفق البيان الذي لم يذكر مدة الزيارة.
وهذه أول زيارة إلى موسكو يقوم بها الزنداني منذ تعيينه وزيرا جديدا لخارجية اليمن في مارس الماضي.
وتعتبر اليمن ساحة للصراع الدولي والإقليمي حيث يسيطر الحوثيون على أجزاء واسعة من البلاد مدعومين من إيران التي تعتبر حليفة لروسيا في مواجهة القوى الغربية الداعمة للحكومة اليمنية الشرعية.
وفي يوليو الماضي، أجرى وفد للحوثيين محادثات مع مبعوث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، حيث تم التطرق إلى هجمات الجماعة الحوثية في البحر الأحمر التي تزعم أنها "لا تمثل تهديدا للملاحة الدولية أو استهدافا لأحد، بل عمليات إسناد للشعب الفلسطيني"، وردا على الضربات الأميركية البريطانية التي تستهدف مواقع ومناطق تحت سيطرة الجماعة.
وتأتي اللقاءات بعد تراجع روسيا عن تسليم صواريخ ومعدات عسكرية للحوثيين في اليمن، أواخر يوليو الماضي، إثر جهود جرت في الكواليس من السعودية والولايات المتحدة لوقف تسليم الشحنة.
وكانت وكالات الاستخبارات الأميركية حذرت من أن روسيا قد تسلح المسلحين الحوثيين في اليمن بصواريخ متطورة مضادة للسفن ردا على دعم إدارة بايدن للضربات الأوكرانية داخل روسيا بأسلحة أميركية-حسب ما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
وفي وقت لاحق قالت شبكة "سي إن إن"، إن موسكو تراجعت عن تسليح الحوثيين.
وبعيدا عن أزمة البحر الأحمر التي من المنتظر أن تنتهي مع وقف الحرب في غزة، فإن موسكو تسعى إلى لعب دور في الملف اليمني من خلال عقد حوار يمني- يمني شامل، للخروج بحل دائم ينهي الأزمة القائمة والتي أرهقت اليمن ودول جواره.
ويرى الخبير في العلاقات الروسية والشرق أوسطية دانييل كوماروف أن اختيار اليمن وجهة موسكو، مرده أن روسيا تحاول أن تفتح روابط متينة مع كل الدول العربية والأفريقية وهي فعليا تتجه شرقا.
واعتبر أن في تصريح إعلامي أن "القيادة اليمنية تريد استغلال هذا التوجه ليكون الملف اليمني حاضرا في خريطة التوسع الروسية في المجالات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية في المنطقة.
وتشهد جبهات اليمن الداخلية منذ أكثر من عامين تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 21 سبتمبر 2014.