وزير المالية الإسرائيلي المقبل يضع الدِّين في صدارة أولوياته

القدس - قال بتسلئيل سموتريتش، الذي من المتوقع أن يتولى وزارة المالية في الحكومة الإسرائيلية الجديدة، إن إستراتيجيته الاقتصادية ستكون مشبعة بالمعتقدات الدينية من التوراة، وأضاف أنه يرى أن ذلك سيساعد على ازدهار البلاد.
ويتزعم سموتريتش حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف. وقال إنه كوزير للمالية سيتعمق في التفاصيل الدقيقة الداخلية للملف الاقتصادي، لكنه شدد على أن ما جاء في التوراة يدلل على أن طاعة الرب تجلب الازدهار.
وعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بتشكيل الحكومة بنيامين نتنياهو على سموتريتش تولي حقيبة المالية لمدة عامين. ومن المقرر أن يخلفه في المنصب بعد ذلك أرييه درعي زعيم حزب شاس المتشدد.
والمعروف عن سموتريتش على نطاق واسع هو مواقفه السياسية المتشددة أكثر من آرائه الاقتصادية التي تتسم بالتحفظ المالي، وفقا لما يقوله حزبه. وتحدث عن نهجه خلال مقابلة مع مجلة ميشباشا وبث تلفزيون القناة 12 الإسرائيلية مقتطفات من هذه المقابلة.
كلما اتبعنا التعاليم اليهودية وعملنا بالوصايا لاستيطان الأرض وزدنا التضامن، منحنا الرب وفرة عظيمة
وقال سموتريتش “جربوا العديد من النظريات الاقتصادية، صحيح؟ جربوا الرأسمالية والاشتراكية. لكنْ هناك أمر واحد لم يجربوه: ‘إذا أطعت'”، في إشارة إلى ما قيل في الكتاب اليهودي المقدس عن الانصياع لإرادة الرب.
وأضاف سموتريتش أن المؤمنين، الذين قال إنه من بينهم، يعتقدون أنه “كلما أعلت إسرائيل من شأن التوراة واتبعت التعاليم اليهودية وعملت بالوصايا لاستيطان الأرض وزادت من اللطف والتضامن، منحنا الرب وفرة عظيمة”.
وضمن نتنياهو الخميس الأغلبية البرلمانية اللازمة في الائتلاف الحاكم بعد فوز حزبه في انتخابات جرت في الأول من الشهر الماضي لكنه لم ينته بعد من اتفاقات تشكيل الائتلاف، وفي انتظار ذلك لا تزال حكومة تسيير الأعمال قائمة.
وأبرم رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف صفقة مع حزب شاس الديني المتشدد الخميس، في خطوة مهمة تجعله أقرب إلى تشكيل الحكومة. وبموجب الصفقة سيحصل حزب شاس على خمس حقائب وزارية في الحكومة المقبلة التي يتوقع أن تكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
وقال نتنياهو الذي شغل منصب رئيس الوزراء لأطول مدة في تاريخ إسرائيل (من 1996 إلى 1999 ثم من 2009 إلى 2021) “حققنا خطوة أخرى على طريق تشكيل الحكومة”.
ووقع حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو صفقات ائتلافية مع ثلاثة أحزاب يمينية متطرفة هي “الصهيونية الدينية” المتطرف و”القوة اليهودية” بزعامة إيتمار بن غفير و”نعوم” المعروف بمواقفه القومية والمناهضة لمجتمع الميم.
والاتفاقان مع الحزبين المتدينين المتطرفين شاس ويهودوت هتوراه (التوراة اليهودية الموحدة) لتشكيل الحكومة المقبلة، مؤقتان وغير ملزمين.
وينص الاتفاق بين شاس والليكود على أن يتولى زعيم الحزب الديني المتشدد أرييه درعي وزارتي الداخلية والصحة في الحكومة المرتقبة، كما سيشغل منصب نائب رئيس الوزراء.
لكن من بين العقبات التي تعترض الاتفاق إدانة درعي بارتكاب مخالفات ضريبية، مما يمنعه من العمل في مجلس الوزراء بحسب المدعي العام الإسرائيلي.
ومع ذلك سيسعى البرلمان الإسرائيلي، الذي يشكل حزب نتنياهو وحلفاؤه أغلبية فيه حاليا، إلى تمرير تشريع يسمح لدرعي بالخدمة في الحكومة قبل توقيع الاتفاق الائتلافي. وفي حال تأكيد ذلك سيصبح درعي أول نائب لرئيس الوزراء من اليهود المتشددين.
وتوقع محللون سياسيون إسرائيليون أن يعلن نتنياهو عن ائتلافه الحكومي بعد أيام من تكليفه من قبل الرئيس إسحاق هرتسوغ في 13 نوفمبر.
28
يوما مهلة لتشكيل حكومة لكن خيار التمديد لأسبوعين إضافيين ليس مستبعدا
لكن المحادثات لتشكيل الائتلاف أثبتت أنها معقدة، إذ اضطر نتنياهو إلى إعطاء حقائب حساسة لشخصيات مثيرة للجدل وخصوصا التحالف مع “القوة اليهودية” بزعامة بن غفير الذي سيتولى حقيبة الأمن الداخلي.
وتنتهي مهلة تكليف نتنياهو لمدة 28 يوما في منتصف ليل الأحد، لكن خيار التمديد لأسبوعين إضافيين ليس مستبعدا إذ مازال هناك عدد من القضايا العالقة بما في ذلك توزيع الحقائب الوزارية داخل حزب الليكود.
وأبدى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المنتهية ولايته عومر بارليف الأربعاء تخوفه من أن “يشعل” خلفه في المنصب إيتمار بن غفير الشرق الأوسط ويقود إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.
جاء ذلك أثناء إجابته عن أسئلة الصحافيين خلال مؤتمر لـ”معهد القدس للأبحاث السياسية” (مستقل)، وفق تغريدات لبارليف في حسابه على تويتر.
ولدى سؤاله عما إذا كان يخشى أن “يشعل” بن غفير الشرق الأوسط، قال بارليف “بالطبع أخشى ذلك، أيضا في حال قرر بن غفير الصعود (اقتحام) إلى جبل الهيكل (الحرم القدسي/المسجد الأقصى) وهو في منصبه كوزير”.
وأضاف “بالتأكيد يمكن أن يحدث ذلك، إذا عمل (بن غفير) على تغيير الإجراءات المعمول بها حاليا والتي بموجبها لا يصلي اليهود في جبل الهيكل، سيفجر ذلك الشرق الأوسط، لا شك في ذلك”.
وبموجب الوضع الراهن في الحرم القدسي يحظر على اليهود الصلاة في المسجد الأقصى، لكن خلال الفترة الماضية تزايدت اقتحامات المستوطنين للمسجد والتي يؤدون خلالها صلوات تلمودية.