وزير الدفاع التركي: العقوبات الأميركية هزت قيم التحالف بين البلدين

العقوبات الأميركية تستهدف أكبر هيئة لتطوير الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها وموظفين عاملين بها.
الثلاثاء 2020/12/15
منظومة دفاعية تراهن عليها تركيا

أنقرة – اعتبر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن العقوبات الأميركية على بلاده بسبب منظومة الدفاع الروسية أس - 400 هزّت قيم التحالف بين البلدين.

وقال الثلاثاء إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على بلاده بسبب شرائها أنظمة دفاع روسية زعزعت كل القيم في تحالفهما، ودعا إلى تجديد التعاون بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

واستهدفت العقوبات التي فرضتها واشنطن الاثنين أكبر هيئة لتطوير الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها إسماعيل دمير وثلاثة موظفين آخرين.

وذكرت الخارجية الأميركية أن العقوبات تتضمن حظر جميع رخص التصدير الأميركية لرئاسة صناعات الدفاع التركية، فضلا عن تجميد أصول وفرض قيود على تأشيرة إسماعيل دمير رئيس الهيئة التركية.

وأظهرت ردود الفعل التركية على العقوبات الأميركية حجم المخاوف من تدهور العلاقات مع واشنطن في نهاية ولاية دونالد ترامب وبداية ولاية الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي يعارض بشدّة منهج نظيره التركي في التعاطي مع عدة ملفات.

وركزت تصريحات المسؤولين الأتراك على التأثير السلبي للعقوبات على العلاقات المتدهورة أصلا في أكثر من ملف، وعلى رأسها منظومة الدفاع الروسية.

وقال خلوصي أكار وزير الدفاع التركي إن العقوبات الأميركية "زعزعت كل القيم في تحالفهما"، في إشارة إلى حجم الورطة التي تعيشها أنقرة في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان.

وقال أكار "قرار العقوبات هز كل القيم في التحالف بين بلدينا" معتبرا أن العودة إلى التعاون والتضامن مع الولايات المتحدة ستساهم على نحو مهم في السلام والأمن بالمنطقة والعالم".

وحصلت أنقرة على منظومة الدفاع الجوي العام الماضي، وسط تحذيرات متكررة من قبل الولايات المتحدة من أن هذه الخطوة قد يترتب عليها فرض عقوبات عليها.

وتقول واشنطن إنه من خلال إبرام صفقة شراء منظومة أس – 400 مع روسيا، تهدد تركيا أمن التكنولوجيا العسكرية الأميركية وتوفر المال لصناعة الدفاع الروسية.

وتم تجميد مشاركة تركيا - وهي عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) - في برنامج الطائرة المقاتلة الأميركية أف - 35، ولم يتم السماح لها بشراء طائرات متطورة من الولايات المتحدة.

وقال مسؤول تركي كبير الأسبوع الماضي إن العقوبات الأميركية ستلحق ضررا بالعلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، معتبرا أن بلاده تؤيد حل المشكلات عبر الدبلوماسية والمفاوضات، ولن تقبل العقوبات من جانب واحد.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يأمل في إثبات أن التهديدات الأميركية جوفاء، ويراهن على أن العلاقة التي طورها مع ترامب ستحمي أنقرة من أي إجراءات عقابية قاسية.

ويرى محللون أن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن سيكون صعب المراس في ما يتعلق بتركيا، عكس ترامب الذي كان من المتوقع أن يصبح أكثر مرونة مع أنقرة إذا ما فاز بولاية ثانية، وذلك بالرغم من التقلبات التي شابت العلاقات التركية الأميركية خلال السنوات الأربع الماضية.

ولبايدن موقف حاد من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إذ دعا بلاده في تصريحات سبتمبر الماضي إلى دعم المعارضة التركية للإطاحة بأردوغان الذي وصفه بـ"المستبد".

وحصلت تركيا على أنظمة أس - 400 الصاروخية الروسية، في صفقة تخضع لقانون "مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات"، "كاتسا". ورغم ضغط الكونغرس لتنفيذ العقوبات فورا، فإن ترامب جمّد القرار.

وتعرّضت أنقرة للتهديد بفرض عقوبات أميركية عليها بموجب قانون أقرّه الكونغرس عام 2017 وينصّ على اتخاذ تدابير عقابية تلقائية ضدّ أيّ بلد يشتري أسلحة روسيّة.

وتتخوف أوساط تركية من أن تاريخ بايدن وموقعه السابق كنائب للرئيس باراك أوباما يشيران إلى أن سياساته ستكون عدائية عندما يتعلق الأمر بتركيا أو مصالحها، خاصة إذا كان سيتبع نفس المسار السياسي الذي سلكه أوباما سابقا.

وتسبّب شراء تركيا نظام أس - 400 في سياق تقاربها مع موسكو، في العديد من الخلافات مع دول غربية عدّة تقول إنّ النظام الروسي لا يتماشى ومعدّات الحلف الأطلسي.

وكان الاتحاد الأوروبي فرض بدوره عقوبات على تركيا، خلال قمة لقادته في بروكسل الخميس على خلفيّة تصرّفاتها "غير القانونية والعدوانية" في البحر المتوسط ضد أثينا ونيقوسيا.