وزير الدفاع الأميركي: على واشنطن الاستعداد لحرب مختلفة جدا

التقدم التكنولوجي يرسم ملامح العمليات العسكرية المستقبلية على الصعيد العالمي.
السبت 2021/05/01
استشراف للمستقبل

واشنطن – وجهت جائحة كورونا بوصلة العالم نحو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الذي أصبح يمثل رهانا مستقبليا للدول الكبرى تدعم من خلاله نفوذها العسكري وتخوض عبره حروبا من نوع جديد.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في أول كلمة سياسية مهمة له الجمعة، إنه على الولايات المتحدة الاستعداد لصراع محتمل في المستقبل لا يشبه كثيرا "الحروب القديمة" التي استهلكت وزارة الدفاع لفترة طويلة.

ودعا أوستن إلى حشد التقدم التكنولوجي وتحسين دمج العمليات العسكرية على الصعيد العالمي من أجل "الفهم بشكل أسرع، واتخاذ القرار بشكل أسرع، والعمل بشكل أسرع".

وقال أوستن خلال زيارة للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ والتي مقرها هاواي إن "الطريقة التي سنقاتل بها في الحرب الرئيسية المقبلة ستبدو مختلفة تماما عن الطريقة التي قاتلنا بها في الحروب السابقة".

وعلى مدى السنوات العشر الماضية، بذلت الدول المعادية للولايات المتحدة جهودا منسقة لتوسيع قدراتها السيبرانية، وهو جهد لعبت فيه التقنيات الحديثة دورا مهمّا، ونظرا للقوة الواسعة والمتنامية لتلك الهجمات، فقد اعتقد العديد من المراقبين منذ فترة طويلة أن الحروب القادمة ستكون أقسى مما هي عليه اليوم.

وقدم علماء وجنرالات شروحا لكيفية شل أجهزة دفاع العدو والانتصار عليه، عبر الدخول في معركة معه بطريقة تشارك فيها الطائرات الخفية من نوع أف – 35، مع "أسراب" من الطائرات المسيرة القتالية وتلك الخاصة بالمراقبة أو التزود بالوقود، مع أقمار اصطناعية، وسفن وغواصات مسيرة من دون قائد.

وبات البنتاغون يستعد اليوم لهذا النوع من الحروب مستقبلا، التي تبهر الأميركيين بعد أن كانت علاقاته مع كبرى شركات التكنولوجيا المحلية تشوبها الشكوك، حيث هناك فجوة بين الطرف العسكري والتكنولوجي.

ومنذ بدء جائحة فايروس كورونا، زاد عدد موظفي وزارة الدفاع، الذين يعملون عن بعد من 95 ألف شخص إلى أكثر من مليون شخص مع زيادة الاتصال بالشبكة الخاصة الافتراضية على مستوى القسم.

ولم يشر أوستن بشكل صريح إلى منافسين مثل الصين أو روسيا ولكن تصريحاته جاءت في وقت تبدأ فيه الولايات المتحدة انسحابا غير مشروط من أفغانستان، بناء على أوامر من الرئيس جو بايدن بهدف إنهاء أطول حرب للولايات المتحدة وإعادة تحديد أولويات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

ويقر أوستن بأنه قضى "معظم العقدين الماضيين في تنفيذ آخر الحروب القديمة"، وتعلم دروسا لن ينساها.

ولا تنص تصريحات وزير الدفاع الأميركي على ما يبدو على إجراءات محددة كما أنها لا تتكهن بأي صراع محدد. وبدلا من ذلك، فإنه يبدو وكأنه يحدد الخطوط العريضة لأهداف واسعة وغامضة إلى حد ما لقيادة البنتاغون تحت إدارة الرئيس جو بايدن.

وبعد قرابة 20 عاما، بدأت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) رسميا سحب أخر قواتهما من أفغانستان السبت، تاركين البلاد أمام مستقبل غامض وسط تصاعد هجمات متمردي طالبان.

وسوف يغادر ما يقرب من 10 آلاف جندي من قوات الناتو من مهمة التدريب التي يطلق عليها "الدعم الحازم"، بما في ذلك ألفان و500 جندي من الولايات المتحدة وحوالي آلف ومئة من ألمانيا أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل.

ويقول منتقدون إن الانسحاب من أفغانستان لن ينهي الصراع الداخلي في ذلك البلد أو يقضي على تهديد الإرهاب أو يجعل تجربة 20 عاما من الحرب ضد التمرد غير مجدية مع انتشار منظمات متشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية في جميع أنحاء العالم.