وزير الخارجية الفرنسي في مصر بهدف "التهدئة" بعد أزمة الرسوم

القاهرة - وصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، صباح الأحد، إلى القاهرة في زيارة تهدف إلى "التهدئة" مع العالم العربي بشأن أزمة الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد.
وسيلتقي لودريان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري وشيخ الأزهر أحمد الطيب الذي انتقد بشدة فرنسا بسبب الرسوم الكاريكاتورية.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان قبل وصول لودريان إن وزير الخارجية "سيواصل عملية الشرح والتهدئة التي بدأها رئيس الجمهورية".
وكان شيخ الأزهر استنكر بشدة التصريحات الفرنسية وعرض الرسوم الكاريكاتورية في خطاب في نهاية أكتوبر قائلا إن "الإساءة للأديان والنيل من رموزها المقدّسة تحت شعار حرية التعبير هو ازدواجية فكرية ودعوة صريحة للكراهية".
ودافع الرئيس المصري في خطاب بمناسبة ذكرى مولد النبي محمد نهاية الشهر الماضي عن "القيم الدينية" مؤكدا رفضه للإساءة إلى النبي محمد.
ويقول مراقبون إن النظام المصري حرص في البداية على عدم إظهار أي موقف حيال ما يجري قبل أن يتدارك، ويعود لاعتبارات عدة، أهمها أنه يلتقي مع باريس في خطر التنظيمات الإسلامية الراديكالية، ووجوب محاربتها، وهو ما قام به هو نفسه منذ وصوله إلى الحكم في العام 2013.
ويشير المراقبون إلى أنه من الدوافع الأخرى التي جعلت القاهرة تلتزم الصمت في البداية، التطور المسجل على مستوى العلاقة بينها وبين باريس، والتي تحاول التأسيس عليه للمزيد من التعاون في ملفات إقليمية ضاغطة وفي مقدمتها ليبيا وشرق المتوسط، ومواجهة نوازع تركيا التوسعية.
ويلحظ المراقبون أن السيسي حتى في معرض تصريحاته الأخيرة المنتقدة للإساءة للنبي محمد (ص) حرص على تجنب ذكر فرنسا بالاسم وتطرق إلى المسألة بشكل عام.
وكان ماكرون دافع عن حرية التعبير متعهدا بـ"عدم التخلي عن الرسوم الكاريكاتورية" خلال تأبين وطني لأستاذ التاريخ الذي ذبح على يد إسلامي في 16 أكتوبر الماضي بعد أن عرض على تلاميذه الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد أثناء درس عن حرية التعبير.
وشهدت الدول الإسلامية تظاهرات غاضبة ضد الرئيس الفرنسي الذي أحرقت صوره ومجسمات له خلال الاحتجاجات. كما أطلقت حملة لمقاطعة المنتجات الفرنسية في أكثر من دولة، لكن لم يكن لها تأثير فعلي في مصر رغم تناقل الدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي.