وزير الخارجية السوري في عُمان لتعزيز العلاقات بين البلدين

مسقط – قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن سلطنة عمان تقف إلى جانب بلاده في "حربها على الإرهاب والتطرف منذ البداية وحتى هذه اللحظة".
جاء ذلك خلال زيارة رسمية يجريها وزير الخارجية السوري إلى سلطنة عمان وتستغرق عدة أيام، "بهدف تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين".
وهذه الزيارة هي الأولى من نوعها عربيا منذ تسلم المقداد منصبه في نوفمبر الماضي، خلفا لوزير الخارجية الراحل وليد المعلم.
وعلى خلاف معظم الدول العربية، حافظت سلطنة عمان على علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، وكان وزير الخارجية السوري الراحل قام بزيارات إلى مسقط في أكثر من مناسبة.
ووصف المقداد مواقف سلطنة عمان من الأزمة السورية والقضايا الإقليمية والدولية المهمة بـ”الإيجابية” و”الدقيقة”، لأنها مستلهمة من الفكر المستنير للسلطان هيثم بن طارق.
وقال المقداد "في سوريا نحن نحارب الإرهاب والتطرف ونعمل ضد الإجراءات القسرية أحادية الجانب، والأشقاء في سلطنة عمان يقفون إلى جانب الشعب السوري في هذا المجال منذ بداية هذه الحرب على الإرهاب وحتى هذه اللحظة".
وشهدت علاقة سوريا مع محيطها العربي بعض الاختراقات في السنوات الأخيرة، لاسيما مع تغير المشهد في هذا البلد وتنامي التهديدات التي باتت تلقي بظلالها على الأمن القومي العربي، في ظل التدخلات الإقليمية لاسيما التركية والإيرانية.
وعن الهجمات الإسرائيلية، نقلت وكالة الأنباء العمانية عن المقداد قوله إن “الجيش السوري تمكّن من إسقاط العديد من الصواريخ خاصة في الاعتداءات الأخيرة”، مشيرا إلى "أنه تم إسقاط 40 صاروخا، فيما لم تحقق إسرائيل أي مكاسب على الأرض خاصة في مناطق الحدود".
وحث المقداد خلال لقائه وزير المكتب السلطاني العماني سلطان النعماني على دعم الجهود المبذولة لتوثيق الروابط بين البلدين وخدمة المصالح الوطنية.
ووقع الطرفان اتفاقية الإعفاء المتبادل بين الجانبين من متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة.
وفي ما يتعلق بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية قال المقداد إن “سوريا هي قلب العروبة النابض، ولم تخرج من جامعة الدول العربية بإجماع العرب”، واصفا غياب بلاده عن الجامعة بأنّه “نقص في العمل العربي المشترك”، ويسهم في إطالة الأزمة السورية.
ويواجه التعاطي العربي مع الأزمة السورية انتقادات، حيث فسح عدم التدخل العربي في الأزمة السورية المجال لقوى مثل تركيا وإيران للتمادي، ومحاولة بسط النفوذ على الأراضي السورية، وسبق وحثت دول عربية على غرار الإمارات والجزائر على ضرورة إعادة النظر في هذا التمشي.
وقال المقداد إنّ حكومة بلاده تعمل من أجل الشعب السوري والاهتمام بمتطلباته، وهي على استعداد للجلوس مع المعارضة للحوار حول أطر المسؤولية ومصلحة الشعب السوري، “باستثناء الجماعات الإرهابية التي يتم تمويلها من الخارج والتي لا يمكن التفاوض أو الجلوس معها لما تحمله من أجندات خارجية”.
وعرض وزير الخارجية السوري على نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص للسلطان أسعد بن طارق آل سعيد، الجهود التي تقوم بها الحكومة السورية لإعادة الأمن والاستقرار وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين والبدء بإطلاق عملية إعادة الإعمار، كما تناول الحديث آخر التطورات المتعلقة بعمل لجنة مناقشة الدستور.
وقال إنّ ما يزيد على 3 ملايين لاجئ عادوا إلى سوريا، وإن الحكومة "مع عودة اللاجئين دون أي شروط لأنهم يعودون إلى وطنهم”.
وخلال توضيحه أهم التطورات المتعلقة بلجنة مناقشة الدستور، شدّد المقداد على أن عملها يجب أن ينطلق من الاتفاق على المبادئ الوطنية وبشكل خاص وحدة الأراضي السورية، وأن الشعب السوري صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبله، وضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن أخطر ما يهدد عمل اللجنة هو تدخل الدول الغربية فيها، ومحاولتها فرض خطط عمل خاصة أو جداول زمنية عليها.
والتقى وزير الخارجية والمغتربين والوفد المرافق مع ممثلين عن الجالية السورية في سلطنة عمان بمقر السفارة السورية بمسقط، حيث استعرض المقداد تطورات الأوضاع في سوريا وجهود إعادة الاستقرار فيها، مؤكدا ترحيبها بعودة اللاجئين والمهجرين إلى وطنهم والمشاركة في عملية إعادة الإعمار.