وزير الخارجية الروسي في سوريا بعد غياب لثماني سنوات

دمشق - وصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاثنين إلى دمشق، في أول زيارة يجريها إلى سوريا منذ 8 سنوات، بعد أن سبقه وفد روسي، الأحد، برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء يوري بوريسوف.
وتأتي زيارة لافروف في وقت تشهد سوريا أزمة اقتصادية خانقة وتراجعاً في قيمة الليرة وسط مخاوف من أن تفاقمها العقوبات الأخيرة التي فرضتها واشنطن بموجب قانون قيصر.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن لافروف سيلتقي مسؤولين سوريين، في حين يجري الوفد الروسي مباحثات مع المسؤولين "حول تطوير التعاون الثنائي وتعزيزه في مختلف المجالات".
ومن المفترض أن يلتقي لافروف، في زيارة قصيرة سيتوجه بعدها إلى قبرص، الرئيس بشار الأسد ونظيره السوري وليد المعلم، الذي يعقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع الوفد الروسي بعد الظهر.
وأوردت سانا أن الوفد الروسي سيجري مباحثات "اقتصادية" مع المسؤولين السوريين.
والزيارة هي الأولى للافروف إلى سوريا منذ 2012، بعد عام على اندلاع النزاع في البلاد. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار دمشق للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع مطلع العام 2020، كما زار قاعدة حميميم الجوية الروسية في 2017.
وكان الإعلان عن زيارة لافروف إلى دمشق جاء في سياق اجتماعات اللجنة المكلفة بإعداد دستور سوري جديد عقدت الأسبوع الماضي في جنيف.
وشارك في تلك الاجتماعات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا النرويجي غير بيدرسون الذي لاحظ عدم وجود أي عجلة لدى النظام للبحث في صياغة دستور سوري جديد تجري في ظلّه الانتخابات الرئاسية السورية في يونيو 2021.
وقال لافروف إن بلاده ستواصل مساعدة السوريين من أجل تغيير الدستور، في إطار قرار مجلس الأمن رقم 2254، بصفتها دولة ضامنة في مسار أستانة.
وتعدّ عقوبات قيصر، التي طالت الرزمة الأولى منها 39 شخصاً أو كياناً بينهم الأسد وزوجته أسماء الأكثر شدة بحق سوريا. وفي يوليو، أعلنت واشنطن لائحة جديدة تضم 14 كياناً وشخصاً إضافيين، بينهم حافظ (18 عاماً)، النجل الأكبر للرئيس السوري، كما أعلنت عن رزمة ثالثة الشهر الماضي.
ويواجه النظام السوري منذ العام 2012 سلسلة متلاحقة من العقوبات فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون في محاولة لإجباره على تغيير سياساته، بيد أنه نجح نسبيا في الالتفاف على تلك العقوبات بفضل دعم حلفائه الإيرانيين والروس.
وقدمت روسيا للنظام السوري منذ بداية النزاع في العام 2011 دعماً دبلوماسياً واقتصادياً، ودافعت عنها في المحافل الدولية خصوصاً في مجلس الأمن الدولي حيث منعت مشاريع قرارات عدة تدين النظام السوري.
وساهم التدخل العسكري الروسي في سوريا منذ سبتمبر 2015 بقلب ميزان القوى في النزاع لصالح الجيش السوري ومكنه من تحقيق انتصارات عدة في مواجهة الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية على حد سواء.
وينتشر في جميع أنحاء سوريا الآلاف من القوات الروسية دعماً للجيش السوري. كما تعمل مجموعة من أفراد الأمن الخاص الروسي في الميدان.
وعمّقت عقوبات قيصر الأزمة الاقتصادية في سوريا، أين يعيش أكثر من 80 في المئة من السوريين تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بمعدل 133 في المئة منذ مايو 2019، بحسب برنامج الأغذية العالمي.