وزير الخارجية التركي في الرياض لترميم ما انكسر

إغلاق مدارس تركية في السعودية على طاولة المباحثات.
الاثنين 2021/05/10
غياب عامل الثقة قد يفشل المساعي التركية لإصلاح العلاقات

الرياض - يجري وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الاثنين زيارة إلى العاصمة السعودية الرياض تستمر يومين في محاولة لتحقيق اختراق على صعيد العلاقات المتوترة بين الجانبين، وسط استبعاد مراقبين أن تحقق هذه الزيارة النتائج المرجوة منها في غياب عامل الثقة.

وتعد الزيارة الأولى من نوعها لوزير الخارجية التركي إلى السعودية بعد أربع سنوات من المقاطعة، إثر مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في 2018.

وكان جاويش أوغلو التقى في نهاية نوفمبر من العام الماضي بنظيره السعودي فيصل بن فرحان، وذلك خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في النيجر.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أتراك لم تسمّهم قولهم إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، اتفقا في مكالمة أجرياها الثلاثاء الماضي على أن يجري وزير الخارجية التركي ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود محادثات في 11 مايو الجاري".

وأضاف المسؤولون إنه بالإضافة إلى بذل محاولات لإصلاح العلاقات الثنائية خلال الزيارة، من المتوقع أن يتضمن ملف إغلاق مدارس تركية في السعودية محور الزيارة.

وتأتي زيارة جاويش أوغلو عقب مباحثات استكشافية تركية مصرية الأسبوع الماضي، يبدو أنها لم تنجح في تحقيق تقدم حقيقي وهو ما ترجم في صيغة البيان الختامي المشترك بين القاهرة وأنقرة والذي عكس أن مسار تطبيع العلاقات بين البلدين لا يزال طويلا، وأن فرص تعثره توازي فرص نجاحه، في غياب الثقة المصرية في نوايا أنقرة.

وعززت تصريحات الرئيس التركي غموض مصير التقارب المصري التركي بقوله "نسعى لاستعادة الوحدة ذات الجذور التاريخية مع شعب مصر ومواصلتها مجددا.. وعدم رضوخ لأي إملاءات، وأن تركيا صامدة بكل شموخ وليست دولة يحدد الآخرون ما تفعله في السياسة الخارجية".

وتصر السعودية على ضرورة احترام تركيا للأمن القومي العربي، وذلك بوقف تدخلاتها في عدد من الساحات العربية كسوريا والعراق وليبيا، وهو أمر يستبعد أن ترضخ له الحكومة التركية المتورطة في عدد من الجبهات.

وتوترت العلاقات بين السعودية وتركيا منذ أعوام بسبب الخلافات في السياسة الخارجية وموقف البلدين من جماعات الإسلام السياسي التي تدعمها أنقرة.

وتصاعد التوتر بشدة بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2018، حيث دفعت أنقرة نحو ابتزاز الرياض بكل السبل المتاحة، لكن تحركاتها لم تنجح في بلوغ هدفها المنشود.

وأدت الأزمة إلى مقاطعة سعودية غير رسمية للسلع التركية مما قلص قيمة التجارة بين البلدين بنسبة 98 في المئة، وتقليص الصادرات التركية للسعودية إلى حوالي 75 مليون دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، انخفاضا من 852 مليون دولار في الفترة نفسها من 2020 وذلك وفقا للبيانات التركية.

 وأعلنت السلطات السعودية في موفى الشهر الماضي إغلاق 8 مدارس تركية بالبلاد مع نهاية العام الدراسي الحالي، في مؤشر على أن العلاقات التركية السعودية لا تزال تشهد توترا، رغم محاولات أنقرة تحسينها وفق سياسة جديدة تهدف إلى الخروج من حالة العزلة الإقليمية والدولية.

وقال مسؤول تركي رفيع المستوى "بهذه الزيارة من الممكن فتح فصل جديد" بين تركيا والسعودية، مضيفا أن المحادثات ستتركز على التجارة والعلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية مثل الصراع في ليبيا حيث نشرت تركيا قواتها.

وكان التنافس السياسي مع دول عربية حليفة للولايات المتحدة وتدخلات عسكرية في المنطقة قد أبرز نفوذ أنقرة، غير أنه أضعف تحالفاتها في العالم العربي مما أدى إلى انعزالها.