وزير الخارجية الأميركي يزور السعودية والهدف "التركيز على المستقبل"

واشنطن - أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة أن الوزير أنتوني بلينكن سيقوم بزيارة إلى المملكة العربية السعودية في الفترة الممتدة من السادس إلى الثامن من يونيو الجاري، في حين أكد البيت الأبيض أهمية الشراكة التي تجمع بين واشنطن والرياض، مشددا على أهمية "التركيز على المستقبل".
وتعكس زيارة بلينكن إلى السعودية وقبلها زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في مايو الماضي إلى الرياض والتي التقى خلالها بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رغبة أميركية في طي صفحة التوتر مع المملكة.
ويرى متابعون أن واشنطن تدرك أن الفتور القائم مع السعودية يشكل ضررا كبيرا على مصالحها، لاسيما وأن المملكة أظهرت نزعة نحو توثيق الروابط مع خصومها على الساحة الدولية خصوصا مع الصين.
وتشارك السعودية ضمن مجموعة من الدول “الصديقة” في لقاء قمة تكتل بريكس المنعقد في كيب تاون، والذي سيدرس سبل توسيع التكتل. ويقول المتابعون إن واشنطن بالتأكيد لن تكون سعيدة بانضمام شركاء لها في المنطقة وفي مقدمتهم السعودية إلى بريكس، حيث تعتبر الولايات المتحدة أن هذا التكتل يشكل تحديا كبيرا يستهدف تقويض النظام العالمي الذي تتزعمه.
◙ واشنطن تدرك أن الفتور القائم مع السعودية يشكل ضررا كبيرا على مصالحها لاسيما وأن المملكة أظهرت نزعة نحو توثيق الروابط مع خصومها خصوصا مع الصين
وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن زيارة بلينكن إلى السعودية ستتضمن "مناقشة التعاون الإستراتيجي الأميركي - السعودي في القضايا الإقليمية والعالمية ومجموعة من القضايا الثنائية، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والأمني".
وأشارت الوزارة إلى أن “بلينكن سيشارك في السابع من يونيو باجتماع وزاري لمجلس التعاون الخليجي – الأميركي لمناقشة تعزيز الأمن والاستقرار وخفض التصعيد والتكامل الإقليمي والفرص الاقتصادية في جميع أنحاء الشرق الأوسط". وتابعت أن بلينكن “سيستضيف كذلك، في الثامن من يونيو، اجتماعا وزاريا للتحالف الدولي لهزيمة ‘داعش’ مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان في الرياض”.
وقالت الوزارة إن الاجتماع يهدف إلى “تسليط الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه التحالف الدولي لمواجهة التهديد المستمر لتنظيم ‘داعش’ وإعادة التأكيد على الالتزام بضمان هزيمته الدائمة".
وأكد البيت الأبيض أن “السعودية شريك إستراتيجي مهم للولايات المتحدة”، وشدد على أهمية أن “نركز على المستقبل ونمضي بالعلاقات قدما”، وفق ما نقلته رويترز.
وشهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية فتورا منذ تولي إدارة جو بايدن مهامها، مطلع عام 2021، بعد أن وصف الرئيس الأميركي السعودية بأنها “دولة منبوذة” على خلفية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وأعطت زيارة بايدن للمملكة، في يوليو الماضي، انطباعا بإمكانية تبدد هذا الفتور، لكن الأمور بينهما سرعان ما انتكست في أكتوبر الماضي، حينما قررت السعودية ضمن تحالف أوبك+ خفض إنتاج النفط، في خطوة استفزت واشنطن التي اعتبرتها دعما لروسيا في حربها في أوكرانيا، وهو ما نفته الرياض بشدة.
وذهب البيت الأبيض حينها حد الحديث عن “إعادة تقييم” العلاقات مع الرياض، ملوحا بورقة نوبك، لكن تلك التهديدات لم تحقق أي تغيير في الموقف السعودي، بل على العكس تماما فقد مضت الرياض قدما في تعزيز علاقتها مع روسيا وبخاصة الصين.
ويقول متابعون إن إدارة بايدن وصلت إلى قناعة بأن ممارسة المزيد من الضغوط على السعودية تأتي بنتائج عكسية يستفيد منها خصومها، وبالتالي عليها تغيير مقاربتها في التعاطي مع المملكة.