وزير الخارجية الأميركي: متمسكون بالقرار 2254 كمدخل لحل الأزمة السورية

مجموعة الدول السبع تؤكد دعمها لإعادة تفويض آلية الأمم المتحدة للمساعدة عبر الحدود.
الأربعاء 2021/05/05
الملف السوري مصدر قلق دولي

واشنطن - أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء أن مجموعة الدول السبع تؤكد التزامها بالتوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع في سوريا، في وقت لا يزال فيه الملف السوري يمثل مصدر قلق دولي خاصة في ما يتعلق بجوانبه الإنسانية.

وقال بلينكن إنه ونظراءه في مجموعة الدول السبع أكدوا التزامهم بالتوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع في سوريا ويدعم إعادة تفويض آلية الأمم المتحدة للمساعدة عبر الحدود.

وأضاف "سنواصل العمل من أجل تنفيذ جميع جوانب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وإنهاء معاناة السوريين".

ويدعو القرار 2254 الصادر بتاريخ 18 ديسمبر 2015 جميع الأطراف إلى التوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث أعضاء مجلس الأمن على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.

ويطلب القرار أيضا من الأمم المتحدة أن تجمع بين الأطراف للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف إجراء تحول سياسي.

وتأتي تصريحات بلينكن في الوقت الذي تستعد فيه سوريا لإجراء الانتخابات الرئاسية في 26 مايو الحالي، التي تبدو نتيجتها محسومة سلفا لفائدة الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يطمح لولاية رابعة من شأنها أن تكرس حكمه لسبع سنوات قادمة، في ظل عجز المنظومة الدولية عن دفعه إلى التخلي عن السلطة، بعد أكثر من عشر سنوات على حرب مدمرة.

وستجرى الانتخابات بينما تستمر في سوريا أزمة سياسية عسكرية نشبت عام 2011، وجذب النزاع متعدد الأطراف قوى عالمية وأسفر عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.

ويخضع الملف السوري لمصالح دولية وإقليمية متداخلة، حيث أججت تركيا وإيران الصراع في البلد في محاولة للتمدد وبسط النفوذ، وهو ما فتح الأراضي السورية أمام العديد من التنظيمات والميليشيات المختلفة، بعضها موال لأنقرة وأخرى لطهران، وبالتالي عمق التدخل الأجنبي مأساة الشعب السوري.

وأسهم التدخل الروسي منذ سبتمبر 2015 في قلب الطاولة وتغيير قواعد اللعبة، وهو ما أدى إلى إعادة ترتيب وتغيير في نهج كل اللاعبين الدوليين، ولاسيما في ما يخص أنقرة وطهران. 

ويعاني السوريون جراء حرب يراها الكثيرون عبثية، حيث قتل وجرح مئات الآلاف وشرد الملايين.

وأمام التدهور الإنساني الحاصل في سوريا دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فولكان بوزكير إلى استمرار المساعدات الإنسانية في البلاد المدمرة بسبب الحرب دون انقطاع، مشيرا إلى زيادة الطلب على المساعدات فيها بنسبة 20 في المئة عام 2020.

وشدد بوزكير على ضرورة توسيع نطاق المساعدات عبر الحدود لتلبية الاحتياجات الإنسانية شمال غربي سوريا، داعيا الأمم المتحدة إلى استمرار مساعداتها دون انقطاع، لكن الدعوات الأممية تقابل برفض من قبل روسيا، حيث يستغل الروس المعابر الحدودية كورقة ضغط لمساعدة الأسد في مواجهة القوى الغربية.

وتورطت روسيا في تعطيل مساع من قبل الأمم المتحدة لإعادة افتتاح ثلاثة معابر استخدمت لتخفيف معاناة الملايين من السوريين الخارجين عن سيطرة النظام في شمال سوريا.