وزير الثقافة الإماراتي: نسعى إلى ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة

دولة الإمارات تحرص على توفير البيئة الخصبة والبنية التحتية الملائمة لمجتمع المعرفة.
الجمعة 2024/03/15
الشباب هم الثروة الأهم

ريم الهاجري

أبوظبي - أكد الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة الإماراتي أن الوزارة تحرص على ترجمة رؤية دولة الإمارات الرامية إلى ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة، وتوفير البيئة الخصبة، والبنية التحتية الملائمة لمجتمع المعرفة، لافتا إلى أن الشهر الوطني للقراءة يعدّ فرصة مثالية لتعزيز أطر التعاون التي تجمعنا مع مختلف الجهات من أجل تعزيز ثقافة القراءة، وربط الكتاب ومقدرات المعرفة بجميع فئات المجتمع، للنهوض بمعارفهم، وخبراتهم، ومخزون وعيهم، وفكرهم.

وأضاف أن الشهر الوطني للقراءة مناسبة مهمّة تسعى الوزارة من خلالها إلى المساهمة بفاعلية في الحفاظ على إنجازات الدولة الثقافية والفكرية والمعرفية، وبناء نموذج حضاري يحتذى به في مجال القراءة والمعرفة، كما تعمل على ضمان استدامة واستمرارية جهود جميع مؤسسات الدولة لترسيخ ثقافة القراءة في المجتمع، وجعل المبادرات الهادفة إلى الارتقاء بالمستوى المعرفي والثقافي أولوية رئيسة في الأجندة السنوية للجهات الحكومية والخاصة.

الإمارات تسعى إلى خلق مبادرات جديدة لإحياء الاهتمام بالقراءة ومفاهيمها وقدراتها ودعم الكتاب والمبدعين

وتابع القاسمي أن الوزارة حريصة في هذا الشهر على إثراء ودعم ممكنات البيئة الثقافية والمعرفية في الدولة، بما يسهم في بناء وتطوير جيل من قادة المستقبل المتسلحين بالثقافة والمعرفة، كما تعمل جاهدة على حث وتحفيز جميع أفراد مجتمع الإمارات لممارسة القراءة كجزء من أنشطتهم اليومية، وحثهم على المشاركة الفعالة في ترسيخ ثقافة القراءة كعادة يومية أصيلة.

وذكر أن الوزارة تعمل وفق إستراتيجية واضحة المعالم والتوجهات بهدف خلق وابتكار مبادرات جديدة ومتميزة، لإحياء الاهتمام بالقراءة ومفاهيمها، واستعادة مكانتها وقدراتها بين أفراد مجتمع الإمارات، وتفعيل دور قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية المحوري، باعتبارها جميعا تقع ضمن إطار القوّة الناعمة لدولة الإمارات التي تحتلّ المرتبة العاشرة في مؤشر القوّة الناعمة العالمي 2024.

وحول الفعاليات التي ستقدمها الوزارة خلال هذا الشهر، والتعاون مع الجهات والمؤسسات المحلية، أشار إلى أن الوزارة وضعت بالتعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات المحلية برامج ثقافية متنوّعة، تضمّ مجموعة متكاملة من الفعاليات والأنشطة الثقافية، والمعرفية التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، بما يظهر دعمها، واهتمامها بتعزيز الحِراك المعرفي والثقافي، والمضي قدما في تقديم كلّ ما يسهم في بناء الإنسان على العلم والفكر السليم ليكون قادرا في المستقبل على قيادة الوطن مدعّما بالمعرفة الكافية، وأدوات المستقبل.

ولفت وزير الثقافة إلى أن المراكز الإبداعية المتواجدة في جميع إمارات الدولة ستتولى تنظيم مجموعة من الفعاليات الثقافية، والمجتمعية، وستعقد سلسلة من ورش العمل، والندوات، وتنظّم معارض كتب تستهدف إيصال المعرفة إلى جميع فئات المجتمع، وجلسات معرفية تتطرق إلى الحديث عن التراث الإماراتي ومعايير الهوية الوطنية وارتباطاتها بوعي وفكر المجتمع وأثرها على مسيرة التنمية الحضارية والاجتماعية في الدولة، كما ستتولى العديد من الجهات والمؤسسات الثقافية المحلية عقد مجموعة واسعة من الفعاليات الثقافية التي تعكس مدى التكامل، والتعاون بين جميع الأطراف لتحقيق الغايات الوطنية من هذا الشهر.

وعن أهم البرامج المقدمة للكتاب والأدباء الإماراتيين لدعم أعمالهم، قال القاسمي إن الوزارة تعمل جاهدة على الارتقاء بالمشهد الثقافي والأدبي المحلي، وتقديم مختلف سبل الدعم للمبدعين في العديد من المجالات والقطاعات، وفي سبيل ذلك قمنا خلال العام الماضي بإطلاق مبادرة “أبدع نشر” التي تندرج ضمن سياق البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع.

وأوضح أن الهدف من المبادرة هو تحقيق أهداف الوزارة الإستراتيجية في إثراء الواقع الثقافي بمضامين ومشاريع نوعية، وإغناء حركة النشر والمحتوى المحلي، حيث قدّمت المبادرة دعما لنشر 100 كتاب لمؤلفين إماراتيين وعرب منها 21 كتابا في مجال أدب الطفل، و79 عملا في مجال السيرة والأدب والدراسات النقدية والتاريخ والهوية الوطنية وتطوير الذات والمسرح والإعلام والتراث لـ62 كاتبا إماراتيا ومقيما، اشتركت في نشرها 24 دارا محلية وعالمية مقرها الإمارات.

الإمارات تعمل وفق إستراتيجية واضحة المعالم والتوجهات بهدف خلق وابتكار مبادرات جديدة ومتميزة، لإحياء الاهتمام بالقراءة ومفاهيمها

وأضاف أنه تم أيضا في هذا السياق إطلاق “البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع” الذي يضم مجموعة من المنح لدعم المبدعين الإماراتيين من أجل تعزيز الإبداع، والإنتاج الثقافي في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية، حيث نسعى من خلال هذا البرنامج إلى دعم المبدعين الإماراتيين لتعزيز نموهم الإبداعي والفكري والمهني، والحفاظ على الهوية الوطنية والموروث الإماراتي من خلال تعزيز الإنتاج الثقافي، وبناء مجتمع قوي للمواهب في الدولة لإثراء الاقتصاد الإبداعي في دولة الإمارات.

وعن البرامج المخصصة للطلبة والشباب لتعزيز ارتباطهم بالقراءة والأدب، أكد القاسمي أن الوزارة تسعى من خلال مختلف الجهود التي تقودها لتعزيز ثقافة وفكر جميع أفراد المجتمع، ومما لا شكّ فيه أن الاهتمام بالشباب، وتمكينهم من مصادر المعرفة أحد أهم الأهداف الوطنية التي نسعى لتنفيذها، إيمانا بأهمية تمكين الشباب من أدوات الفكر، والمعرفة، وتأهيلهم ليكونوا عناصر فاعلة في محيطهم ومجتمعهم.

مضيفا “نحن نؤمن بأن تأهيل العناصر الشابة، وتمكينهم من مصادر المعرفة يخدم مسيرة البناء والتطور المزدهرة في الدولة، فالشباب هم الثروة الأهم التي نمتلكها لهذا نحرص على تدعيم فكرهم، ومعارفهم، واهتماماتهم بكل ما يخدم تحقيق مختلف التطلعات الوطنية في هذا السياق”.

13