وزير الاتصال الجزائري يقدم وصفته لإعلام عربي "موضوعي"

محمد مزيان يطالب بإعلام عربي يحقق التقارب ويحترم سيادة الدول في تناقض تام مع ما يقدمه إعلامه.
الثلاثاء 2025/04/29
تصريحات مستنسخة

الجزائر - استغل وزير الاتصال الجزائري محمد مزيان انطلاق أشغال الاجتماعات الدورية للمنسقين الإذاعيين والتلفزيونيين ومهندسي الاتصال العرب في بلاده، لإعادة نفس الخطاب الذي يكرره بشكل شبه يومي محليا، بشأن إنتاج مواد إعلامية بمضامين “موضوعية وموثوقة” ومهاجمة “الإعلام المغرض”، والترويج لنظرية “المؤامرة” الإعلامية.

وكما جرت العادة كرر الوزير جملة من التناقضات بين التصريحات والواقع، عبر المطالبة “بإعلام عربي يحقق التقارب ويحترم سيادة الدول” في تناقض تام مع ما يقدمه الإعلام الجزائري من حملات وهجمات تستهدف المغرب متسلحة بالمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.

ودعا مزيان وسائل الإعلام والاتصال العربية إلى الاضطلاع بدورها” الريادي” وبأشكال “مبتكرة وجذابة” تساهم في تحقيق المزيد من التقارب العربي. إضافة إلى العمل على “ترقية مضامين إعلامية هادفة وتربوية تحترم سيادة الدول وهويتها ومقدراتها الاقتصادية وتقوم على أسس أخلاقيات المهنة وأدبيات السلوك، وتنبذ الشقاق والتفرقة وتزييف الحقائق،” وكذلك إلى الترويج “للقيم الإنسانية المثلى ودعم الاستقرار والتنمية في مختلف أبعادها.”

وتوقف الوزير عند “الإعلام المغرض الذي تتعرض له الكثير من البلدان العربية من تشويه وتشكيك في المسارات والخيارات المنتهجة لزرع الفتن وللمساس باستقرارها،” داعيا إلى توظيف الإعلام في الدول العربية “لمواجهة هذه التحديات التي تهدد استقرارنا وتمس بسيادة دولنا،” والعمل على “تثمين التعاون الإعلامي بيننا لنقل الحقائق من دون تشويه ومغالطات والتعريف بجهود كل واحد منا في سبيل التنمية والحوكمة الرشيدة والممارسات الديمقراطية في بلداننا.”

وأعادت كلمة مزيان في الاجتماعات الحالية إلى الأذهان، تصريحاته التي أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بزعمه أن أكثر من تسعة آلاف صحافي عبر العالم يعملون على تشويه صورة الجزائر، ما فتح عاصفة من الانتقادات للوزير بشأن مصدر الرقم المبالغ فيه ومن الجهة التي أحصت هذا الرقم والسبب الذي يدفع الآلاف من الصحافيين لمهاجمة أيّ بلد إذا كان يسير على الطريق الصحيح.

مزيان يدعو وسائل الإعلام والاتصال العربية إلى الاضطلاع بدورها الريادي وبأشكال مبتكرة وجذابة تساهم في تحقيق المزيد من التقارب العربي

وبدا الوزير الجزائري الذي يدير قطاع الإعلام في بلاده، أنه يريد منح بلاده شأنا كبيرا ومكانة متميزة تثير غيرة الدول الأخرى والصحافيين ليشكلوا لوبيّا في أنحاء العالم لمهاجمتها، لكن التضخيم والمبالغة أظهرا أن تصريحه تحوّل من دعاية وترويج إلى سبب في حملة معاكسة رأى فيها صحافيون وناشطون أن خطاب مزيان غير مسؤول وأشبه بتصريح صناعي وليس إعلاميا، وهو يشير إلى عجز المنظومة الإعلامية في بلاده عن إعطاء صورة إيجابية لها وفشلها في الترويج لسياسة متوازنة وعلاقات جيدة مع جيرانها والمجتمع الدولي ككل.

وشهد الإعلام العمومي في الجزائر تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، متأثرًا بجملة من العوامل السياسية والقانونية والاقتصادية، حيث سعت السلطات الجزائرية إلى السيطرة على وسائل الإعلام وتوجيهها لخدمة السياسات الحكومية، ما أثّر سلبًا على حرية التعبير والتعددية الإعلامية.

ويقول متابعون إن الإعلام الجزائري يواجه مجموعة من التحديات التي تؤثر على دوره وفاعليته. وتتطلب معالجة هذه التحديات جهودًا مشتركة من الحكومة والمؤسسات الإعلامية والمجتمع المدني لتعزيز حرية الصحافة، وضمان استقلالية وسائل الإعلام، وتحسين جودة المحتوى المقدم للجمهور.

غير أن مزيان يتجاوز جميع نقاط ضعف إعلامه ويروج له على أنه إعلام متقدم ومتطور، مبديا استعداد الجزائر لتقديم الدعم الكامل لجهود اتحاد إذاعات الدول العربية والمركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج، مبرزا أنها “تولي أهمية بالغة لمسيرة هذا الصرح الإعلامي العربي وتتجاوب مع المشاريع التي يقرها، خاصة في مجال تبادل الأخبار وإنتاج وبث البرامج والتقارير الخاصة بالمناسبات والأحداث والمستجدات المرتبطة بالقضية الفلسطينية.”

وأبرز أهمية هذه الاجتماعات الدورية السنوية لكونها فرصة لتقييم حصيلة السنة الماضية، من أجل تدارك النقائص واقتراح الحلول للمشاكل المهنية المطروحة على مستوى الأداء بالنسبة إلى المنسقين التابعين لكافة الهيئات.

5