وزن الحب

حين غنت ليلى مراد “ليه خلتني أحبك/ لا تلومني ولا أعاتبك/ فين تهرب من ذنبك/ روح منك لله”، فإنها سبقت الجميع في سؤال سيتردد كثيرا على شفاه المطربات والمطربين.

غير أن عبدالحليم حافظ عالجه بطريقة مختلفة حين وجه كلامه إلى منتقديه في الحب “بتلوموني ليه/ لو شفتم عينيه/ حلوين قد إيه/ حتقولوا انشغالي/ وسهد الليالي/ مش كثير عليه”، وهو ما يذكر بواحدة لابن زريق البغدادي التي يقول في مطلعها، “لا تعذليه فإن العذل يوجعه/ قد قلت حقا ولكن ليس ينفعه” هناك.

ما يراه العاشق بعينيه لن يظهر أمام عيون الآخرين. ألم يقل التونسي الهادي الجويني “خذوا عيني شوفوا بيها”، وبالمناسبة تأثر الجويني الذي لحن ما يقارب 600 أغنية بفن الفلامنكو الإسباني.

يقال، أن فلامنكو كلمة عربية أصلها “فلا منكم” اختصارا لـ”فلا حُرمنا منكم”، وهي على العموم موسيقى تعود جذورها إلى الأندلس، كان زرياب البغدادي هو من أدخلها.

90 في المئة من الحب هو نوع من السؤال أما الـ10 في المئة الباقية، فإنها لا تقوى على الإجابة، تظل تتعثر وتتلعثم وتصطدم بمخارج الحروف من غير أن تتكلم.

وكما يقول محمد عبدالمطلب، “بتسأليني بحبك ليه/ سؤال عجيب مجاوبش عليه”، أو كما يقول خالد الذكر المتنبي “وكثير من السؤال اشتياق/ وكثير من رده تعليلُ”.

كانت أغنية محمد عبدالوهاب “كل ده كان ليه” جوابا طويلا على السؤال.

ولأم كلثوم طريقة في التعرف على وزن “قد إيه الحب بينا فات وعدا ياحبيبي قد إيه من عمري فات”.

في اللهجة المصرية الشعبية وكباقي اللهجات لا يمكن العثور على اشتقاق لغوي فصيح مثل “دا” بمعنى هذا و”دوة” بمعنى ذاك.

وفي اللهجة التي يتداولها العراقيون في حياتهم العامة مفردتا “هم وهماتين”، وهما تعنيان مشاركتي اللافتة في الحدث في المفردة الأولى، أما المفردة  الثانية فتسلل إليها الشعور الجمعي.

ولقد أجاب رضا علي على سؤال أم كلثوم حين غنى، ” تدري شقد أحبك/ بقدر دقات قلبك أحبك”.

من غير وزن الحب يتطاير ريشه لكن ثقله قد يكون أصعب من خفته.