وزراء خارجية عرب يلتقون بلينكن بالقاهرة لبحث حل سياسي للنزاع بغزة

القاهرة - يجتمع وزراء خارجية دول عربية ومسؤول فلسطيني بارز مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القاهرة اليوم الخميس في الوقت الذي يسعى فيه لوقف القتال بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة خلال أحدث زيارة للمنطقة.
وأظهرت مذكرة لوزارة الخارجية المصرية أن بلينكن سيجتمع مع وزراء خارجية مصر سامح شكري، والسعودية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وقطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والأردن أيمن الصفدي، ووزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، إلى جانب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ.
ولم تتضمن المذكرة تفاصيل حول موضوع الاجتماع لكن مصادر أمنية مصرية قالت إن الدول العربية ستقدم خططا لحل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وكانت مثل هذه الخطط معلقة بينما كان وسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة يسعون إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين وسجناء فلسطينيين.
ويرى مراقبون أن المباحثات التي تنعقد بالقاهرة من المتوقع أن تناقش الرؤية المستقبلية بعد انتهاء حرب غزة، ومشاركة السعودية مهمة باعتبار أن الولايات المتحدة تسعى أن يكون هناك تطبيعا في العلاقات بينها وإسرائيل.
وقال بلينكن إنه سيواصل في زيارته المحادثات حول ترتيبات الحكم والأمن وإعادة الإعمار في غزة بعد الصراع، وتحقيق سلام إقليمي دائم.
وقد تلعب السلطة الفلسطينية التي تمارس حكما محدودا في الضفة الغربية المحتلة دورا محوريا في إدارة غزة بمجرد انتهاء القتال، على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر عن معارضته الشديدة لمشاركتها في إدارة القطاع.
ومن المقرر أن يعقد شكري مؤتمرا صحفيا مشتركا مع بلينكن في ختام الاجتماعات بالقاهرة، مساء الخميس، وفق وكالة الأنباء المصرية.
وكان بلينكن بدأ جولة في المنطقة من السعودية، حيث وصل مساء الأربعاء إلى جدة والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية فيصل بن فرحان، وجرى خلال الاجتماع بحث الجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية في قطاع غزة والتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية، بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما تم استعراض العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك، بحسب "واس".
وشدد بلينكن، في اتصال هاتفي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، على التزام الولايات المتحدة بتحقيق السلام الدائم بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان فجر اليوم الخميس أن بلينكن أكد خلال الاتصال على أهمية التنسيق الوثيق المتواصل لتلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة في قطاع غزة وتعزيز حماية المدنيين.
وأضاف البيان "وشكر الوزير بلينكن نظيره الإماراتي على المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات العربية المتحدة إلى الفلسطينيين المحتاجين والتزامها بدعم الممر البحري لإيصال مساعدات إضافية إلى غزة عن طريق البحر".
وناقش الوزيران أيضا الجهود الرامية إلى ضمان التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة لما لا يقل عن ستة أسابيع ضمن اتفاق على الإفراج عن الرهائن، بحسب البيان.
وأكد الوزيران على الالتزام المشترك بتحقيق المزيد من الأمن والازدهار في المنطقة وترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات.
وكان بلينكن قد أعلن أن الولايات المتحدة قدمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن" في قطاع غزة.
وقال بلينكن لقناة "الحدث" السعودية مساء الأربعاء خلال زيارة إلى المملكة لبحث جهود التهدئة في الحرب بين اسرائيل وحماس "قدمنا بالفعل مشروع قرار وهو معروض الآن أمام مجلس الأمن ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن، ونأمل بشدة أن يلقى دعما من الدول".
وأعرب عن اعتقاده بأن هذا المشروع "سيبعث برسالة قوية، بمؤشر قوي".
وسبق للولايات المتحدة، الداعم الأبرز لإسرائيل سياسيا وعسكريا في هذه الحرب، أن استخدمت حق النقض ("الفيتو") في مجلس الأمن لمنع صدور قرار بوقف إطلاق النار في القطاع.
وأوضح بلينكن "بالطبع نقف الى جانب إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها... لكن في الوقت عينه، من الضروري أن نركز على المدنيين الذين يتعرضون للأذى ويعانون بشكل مروع، ونجعل منهم أولوية لنا"، مؤكدا ضرورة "حماية المدنيين وإيصال المساعدات الانسانية لهم".
والقاهرة هي المحطة الثانية لجولة بلينكن السادسة في المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر، وهو سيزور الدولة العبرية الجمعة.
وتأتي زيارة الوزير الأميركي في وقت تستضيف قطر مباحثات يقودها الوسطاء واشنطن والدوحة والقاهرة، بهدف التوصل الى هدنة في القتال وإجراء تبادل بين الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإدخال مزيد من المساعدات الى القطاع المحاصر حيث يواجه غالبية السكان خطر المجاعة.
والأربعاء، قالت حماس إنها تلقت ردا "سلبيا بشكل عام" من إسرائيل على اقتراحها القائم في مرحلة أولى على هدنة لستة أسابيع مقابل الافراج عن رهائن ومعتقلين.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عقب هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.
وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 33 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في هجوم حماس.
وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع، ما أسفر عن مقتل 31923 شخصًا وإصابة 74096 بجروح، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.