وزراء الحكومة البريطانية يحرجون جونسون بمعارضة قيود كورونا

تتصاعد الدعوات الرافضة لسياسة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في إدارة الشأن العام، حيث رفض عشرة وزراء في الحكومة فرض قيود جديدة قبل احتفالات عيد الميلاد للحد من انتشار متحوّرة أوميكرون، في خطوة تنذر برحيل رئيس الوزراء أكثر من أي وقت مضى.
لندن- يواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون انتقادات متصاعدة من عدد من وزراء حكومته وأعضاء البرلمان عن حزب المحافظين، خاصة في ما يتعلق بتبني المزيد من الإجراءات لمواجهة انتشار كورونا ومن أجل التعامل مع متحوّرة أوميكرون، وهو ما يهدد فعلا مستقبله السياسي بالبلاد.
وقالت صحيفة تايمز البريطانية إن وزير المالية ريتشي سوناك وتسعة وزراء آخرين في حكومة جونسون يعارضون دعوات المستشارين العلميين لفرض قيود جديدة بسب وباء كورونا قبل أعياد الميلاد، وذلك بالتشكيك في دقة النموذج الرسمي.
ورفض وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد أن يستبعد حظرا للاختلاط العائلي، وقال إن “الحكومة ربما تكون في حاجة للتحرّك قبل أن تكون البيانات واضحة”، مضيفا “لو أننا انتظرنا حتى تصبح البيانات كاملة، فربما يكون الوقت قد تأخّر للغاية”.
وكانت المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ “ساجا” التي تقدم المشورة للحكومة البريطانية قد قالت إن “طوارئ متغير أوميكرون تعني أنه دون تحرك فربما يحتاج ثلاثة آلاف مريض يوميا لأسرّة بالمستشفيات، وتزداد الضغوط كلما طالت مدة تأكيد الحكومة لتقديم القيود”.
وأفاد السير باتريك فالانس المستشار العلمي الرئيسي للحكومة بأن “القيود الجديدة يجب أن يتم فرضها في أقرب وقت مقبل لمنع الضغط الشديد على خدمات الصحة الوطنية، إلا أن ثلث الحكومة تقريبا، نحو عشرة وزراء، يرفضون ويشككون في دقة النموذج في ظل قلة المعلومات المتاحة”.

يجب فرض قيود جديدة لكن ثلث الحكومة تقريبا يرفضها
وقالت الصحيفة إنه لا بد وأن جونسون يشعر بأنه تحت الحصار، فبعد واحد من أسوأ الأسابيع في قيادته لحكومة بريطانيا، جاءت استقالة اللورد فروست وزير بريكست، والذي كان واحدا من أقرب حلفاء جونسون له، والتي أعقبت أداء كارثيا لحزب المحافظين في انتخابات فرعية في نورث شروبشاير الخميس الماضي.
وكان فورست واحدا من الحلفاء الحقيقيين القليلين لجونسون في الحكومة، ما دفع أحد الوزراء للقول “إن رئيس الحكومة خسر حليفا وداعما هائلا، وهو لا يملك عددا هائلا منهم في الحكومة، وخسارة شخص مثل فورست أمر خطير، فالكثير من السياسات موجهة من قبل أشخاص ليسوا متعاطفين مع رئيس الحكومة”.
وقريبا قد يواجه رئيس الوزراء البريطاني منافسة على منصب زعيم المحافظين (زعيم المحافظين هو من يكون رئيسا للوزراء).
وإذا ذهب وزير المالية ريتشي سوناك (عضو في حزب المحافظين) في تحديه لموقف جونسون المحتمل من موضوع الإغلاق، فيكون قد أطلق أول إشارة إلى استعداده لمواجهة جونسون سياسيا وانتزاع زعامة حزب المحافظين منه وبالتالي رئاسة الحكومة.
وأعلن جونسون الأحد عن تكليف وزيرة الخارجية ليز تراس بقيادة المفاوضات الجارية مع الاتحاد الأوروبي بشأن بروتوكول أيرلندا الشمالية عقب استقالة الوزير البريطاني لشؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) لورد فروست.
وأكد جونسون في بيان صحافي أن تراس أصبحت بهذا التكليف تترأس مجلس الشراكة واللجنة المشتركة مع الجانب الأوروبي واللذين يتم من خلالهما مواصلة المفاوضات الجارية لحل كل الخلافات المتعلقة بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أنه قرر تعيين النائب كريس هيتون هاريس في منصب وزير دولة للشؤون الأوروبية ونائبا لوزيرة الخارجية في القضايا المرتبطة بالمفاوضات مع بروكسل وذلك خلفا لويندي مورتون التي تم تعينها وكيلا لوزارة النقل.
وتأتي هذه التعيينات الجديدة بعد إعلان وزير الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) لورد فروست، السبت استقالته من منصبه بسبب ما وصفه بعدم رضاه على الاتجاه الذي تسلكه الحكومة.
ولا يزال الجانبان البريطاني والأوروبي يجريان محادثات معقدة تتعلق بمستقبل الحدود بين أيرلندا الشمالية التابعة للعرش البريطاني وجمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي.
وتعدّ الحدود بين الأيرلنديتين نقطة العبور البرية الوحيدة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي والتي يحاول الطرفان منع رفع الحواجز الجمركية فيها في حال الفشل في التوصل إلى اتفاق تجاري شامل لأن المنطقة تحكمها أيضا اتفاقية (بلفاست) للسلام وهو ما قد يؤثر على الأمن وحرية تنقل الأشخاص بشكل عام.
وطردت وزيرة الثقافة البريطانية نادين دوريس من مجموعة لنواب حزب المحافظين الحاكم عبر “واتس آب”، بعدما حثت أعضاء المجموعة على إظهار “أدنى حد من الولاء لرئيس الوزراء.”
وبعد ادعاءات بأن استقالة فروست كانت “كارثة” و”ضربة قاسية” لجونسون، وصفت دوريس رئيس الوزراء بـ”البطل”، لكن الوزير السابق ستيف بيكر طرد دوريس من المجموعة وأتبع ذلك بالقول “كفى يعني كفى”.
ويواجه رئيس الوزراء انتقادات متصاعدة من عدد من أعضاء البرلمان عن حزب المحافظين، خاصة في ما يتعلق بتبني المزيد من الإجراءات لمواجهة انتشار كورونا ومن أجل التعامل مع متحوّرة أوميكرون.
وزير المالية ريتشي سوناك وتسعة وزراء آخرين في حكومة جونسون يعارضون دعوات المستشارين العلميين لفرض قيود جديدة بسب وباء كورونا قبل أعياد الميلاد
وقالت صحيفة تلغراف البريطانية إن جونسون يبحث مناشدة الجمهور في بلاده للحد من الاختلاط العائلي خلال أعياد الكريسماس مع مخاطرته بخلاف جديد مع حكومته، مضيفة أنها علمت أن “جونسون قد عرض عليه ثلاثة خيارات وضعها المسؤولون في ما يتعلق بقيود إضافية للحد من الانتشار متحورة أوميكرون”.
وأقل مستوى من التدخل يشمل أن يطلب من العائلات الحد من الاختلاط في الأماكن المغلقة دون إنفاذ قانوني، إلا أن جونسون يدرس الخيار الصيني الذي يفرض قيودا على اختلاط الأسر والعودة إلى التباعد الاجتماعي وحظر تجوال في الثامنة مساء على البارات والمطاعم، أما الخيار الثالث فهو العودة إلى الإغلاق الكامل، إلا أن وزراء الحكومة حذروا من أن مثل هذه الإجراءات لن يوافقوا عليها.
وستخاطر الخطوة بردّ فعل قوي من الشركات، حيث تم تحذير وزير المالية ريتشى سوناك، من أن أمامه أربع وعشرين ساعة للالتزام بحزمة دعم أو المخاطرة بإغلاق دائم لعشرة آلاف مطعم وحانة.
ويأتي ذلك مع وصول عدد الإصابات اليومية لكورونا في المملكة المتحدة إلى أكثر من ثمانين ألف إصابة يومية بكوفيد – 19، وهو اليوم الثالث على التوالي الذي تتجاوز فيه الإصابات الثمانين ألفا.