وزراء أوروبيون يستعدون لمحادثات نووية مع إيران لإنقاذ الدبلوماسية

برلين – يعتزم وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إجراء محادثات نووية مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي الجمعة في جنيف، وهي خطوة كشف عنها مصدر دبلوماسي ألماني لرويترز، قد تمثل اختراقا دبلوماسيا محتملا بعد سبعة أيام من تبادل الهجمات الجوية المكثفة بين طهران وتل أبيب.
وأضاف المصدر أن الوزراء سيلتقون أولا بمسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس في القنصلية الألمانية بجنيف قبل عقد اجتماع مشترك مع وزير الخارجية الإيراني.
وتأتي المبادرة الأوروبية وسط مخاوف من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط بعد أن بدأت إسرائيل شن ضربات عسكرية واسعة النطاق على إيران منذ الأسبوع الماضي، وردت طهران بموجات من الصواريخ على أهداف إسرائيلية.
وتهدف المحادثات، التي أفاد المصدر بأنها تجري بالتنسيق مع الولايات المتحدة، إلى إقناع الجانب الإيراني بتقديم ضمانات قاطعة بأنه سيستخدم برنامجه النووي للأغراض المدنية فقط.
وأشار المصدر إلى أن المحادثات سيتبعها إجراء حوار على مستوى الخبراء.
ولكن التأكيد النهائي من طهران لا يزال معلقا، وإذا تأكد ذلك فسوف يمثل أول اجتماع دبلوماسي وجها لوجه منذ شن إسرائيل هجوما على المواقع العسكرية والنووية الإيرانية.
وتحدث عراقجي هاتفيا مع وزراء الخارجية الأوروبيين الثلاثة في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكنه رفض حتى الآن مقابلة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مُجادلًا بأن الهجمات الإسرائيلية على إيران حظيت بموافقة الولايات المتحدة. وأكد عراقجي استحالة لقاء ويتكوف في ظل تعرض الإيرانيين لهجوم إسرائيلي.
وقال عراقجي الخميس إن بلاده لا تزال ملتزمة بـ"الدبلوماسية" لكنها ستواصل التحرك "دفاعا عن النفس" بعد الهجوم المباغت الذي شنّته إسرائيل قبل نحو أسبوع.
وجاء في منشور لعراقجي على إكس "تتحرك إيران حصرا في معرض الدفاع عن النفس. حتى في مواجهة أفظع عدوان ضد شعبنا، لم ترد إيران سوى على الكيان الإسرائيلي وليس على أولئك الذين يساعدونه ويشجّعونه".
وتابع "بخلاف الكيان الإسرائيلي غير الشرعي والمحتل والذي يرتكب الإبادة الجماعية، نحن ملتزمون بالدبلوماسية".
وتوعد عراقجي بأن "إيران ستواصل ممارسة حقها في الدفاع عن نفسها بعزة وبسالة وسنجعل المعتدي يندم على خطأه الفادح ويدفع الثمن"، متهمًا إسرائيل بالسعي إلى "توسيع رقعة النيران في المنطقة وأبعد من ذلك".
وجعل ترامب الدبلوماسية أكثر صعوبة من خلال سلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي يطالب فيها باستسلام إيران غير المشروط ويحث على إخلاء طهران، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة.
في المقابل، دعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى إفساح المجال للدبلوماسية وتهدئة التصعيد. ولم تُؤيد أيٌّ من الدول الثلاث فرض تغيير خارجي على إيران أو تدعم هجمات إسرائيل مباشرةً، بل أكدت أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بما يتوافق مع القانون الدولي.
والدول الثلاث هي من الموقعين على الاتفاق النووي الإيراني الموقع في عام 2015 والذي أعطى الإذن لإيران بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات منخفضة من النقاء، مع مراعاة المراقبة الخارجية.
وانسحب ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018، وبعد عام أعلنت إيران انسحابها الجزئي من الاتفاق.
لم تُعلن أيٌّ من الدول الثلاث علنًا عن تراجعها عن هذا الموقف. وطالبت الولايات المتحدة بالوقف الكامل للتخصيب المحلي الإيراني.
وتقول إسرائيل إن هدفها هو القضاء على قدرة طهران على تطوير سلاح نووي. وتنفي إيران أن يكون برنامجها النووي لأغراض عسكرية.
وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس قد أبدى دعمه للهجوم الإسرائيلي وأغضب طهران هذا الأسبوع بقوله إن على الإيرانيين تهدئة التصعيد أو مواجهة تهديد بدمار أكبر.
في الوقت نفسه، ناشد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الأربعاء قادة إيران العمل من أجل التوصل إلى حل يشمل ضمانات بشأن برنامجها النووي، وأخبرهم أن "الأوان لم يفت بعد للجلوس إلى طاولة المفاوضات".