وزارة الثقافة تنفي السماح بعرض كتاب زمور المتسلل إلى الجزائر

بيان الوزارة الجزائرية يثير سخرية المتابعين معتبرين أنها لا تدري ماذا يوجد في واحد من أهم الفعاليات الثقافية في البلاد.
الأربعاء 2023/11/15
السخرية امتدت إلى وجود نادي معجبين لزمور في وزارة الثقافة الجزائرية

الجزائر - اضطرت وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، إلى اصدار بيان تنفي فيه السماح بعرض كتاب للسياسي الفرنسي اليميني المتطرف ايريك زمور خلال صالون الجزائر الدولي للكتاب في نسخته السادسة والعشرين، بعد اكتشافه في أحد الأجنحة وسط موجة واسعة من الانتقادات.

وأثير جدل واسع على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر، على خلفية اتهام أحد الناشرين لوزارة الثقافة بالترخيص بعرض كتاب "لم أقل كلمتي الأخيرة" لزمور في الصالون الدولي الأخير للكتاب بالجزائر، بينما أثار بيان وزارة الثقافة سخرية من المتابعين الذين اعتبروا أن الوزارة في غفلة ولا تدري ماذا يوجد في واحد من أهم الفعاليات الثقافية في البلاد.

وتداول ناشطون الخبر نقلا عن موقع “الجزائر الوطنية” الذي ينشر باللغة الفرنسية، بأن كتاب زمور ظهر في جناح بمعرض الكتاب الدولي الذي اختتم قبل نحو أسبوع لدى دار نشر فرنسية، وهو ما شكل مفاجأة لكثير من الزائرين.

وتساءل الموقع “هل سمحت السلطات الجزائرية بدخول كتاب زمور، أم تم إدخاله خلسة بين الكتب الأخرى ونجا من مراقبة المؤسسات المسؤولة عن مراقبة الكتب المسموح بها في هذا الحدث السنوي للنشر؟”.

واعتبر أن ظهور كتاب زمور في معرض الجزائر الدولي للكتاب “أمر غير مناسب، خاصة وأن فرنسا بلد زمور تفرض رقابة صارمة على الأصوات التي تدين جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، بل وتُدين بالسجن والغرامات كل من يُظهر دعمه للشعب الفلسطيني”.

وانتقد ارقي آيت العربي مسؤول "منشورات كوكو" وزارة الثقافة على خلفية إقصاء الدار من معرض الكتاب الأخير في وقت سمحت بكتاب المتطرف الفرنسي إيريك زمور صاحب الخطاب المعادي للجزائر. وقال في منشور على حسابه في فيسبوك، "عندما تذهب وزارة الثقافة "خاوة خاوة" مع اليمين الفرنسي المتطرف! إريك زمور العدو المعلن للجزائريين والدعاية الخبيثة للجيش الإسرائيلي، فإن لديه نادي معجبين قوي في وزارة الثقافة الجزائرية. تم تصريح كتابه الأخير "لم أقل كلمتي الأخيرة" خلال معرض الجزائر الدولي للكتاب وبيعه في موقع ناشره".

وتفاعل رواد موقع فيسبوك مع الحدث مستائين من هذا الانتهاك الذي طال معرض الكتاب، وجاء في تعليق "هذا الكتاب دليل ان المعايير العلمية غائبة عند المنظمين". وكتب ناشط:

وتسبب وجود الكتاب في إحراج واسع لوزارة الثقافة والقائمين على معرض الكتاب مع مطالبة الناشطين بمحاسبتهم، وشددت في بيانها  “تنفي وزارة الثقـافة والفنون نفيا قاطعا ما يشاع من بعض الأطراف المغرضة بخصوص السماح. بعرض كتاب للفرنسي اليميني المتطرف ايريك زمور خلال صالون الجزائر الدولي للكتاب. في طبعته السادسة والعشرين خاصة وأن محتوى الكتاب يتنافى وقيم ومبادئ المجتمع الجزائري دينا وثقافة ومسلكا”.

كما أكدت الوزارة بأن مصالح محافظة الصالون بادرت مباشرة فور اكتشاف الكتاب بسحبه في حينه وتوجيه إنذار للعارض.

وأوضحت أن مصالح الوزارة تشدد على رفضها التام وفي كل الظروف لاستغلال معارض الكتاب والتظاهرات الثقافية. في الترويج للأفكار أو للثقافات المعادية للتوجهات والقيم والمبادئ الوطنية.

وزمور فرنسي وهو ابن لعائلة جزائرية يهودية (والداه حاصلان على الجنسية الفرنسية) قدمت من الجزائر إلى فرنسا خلال حرب التحرير الجزائرية. ويقدم نفسه على أنه فرنسي يهودي بدرجة أولى ثم يهودي من أصل بربري، عند الحديث عن منحدر عائلته. بدأ حياته المهنية صحفيا سياسيا ثم كاتبا وناشطا سياسيا.

وعرف عنه منذ سنوات رفضه وانزعاجه، من المظاهر الثقافية التي يتمسك بها أبناء الجاليات المسلمة في فرنسا، بدءا بالطقوس الدينية وصولا لأسمائهم ولغتهم. ويعتبر أن الإسلام نقيض لمبادئ الجمهورية وخطر عليها.

ويدافع عن الأفكار التي طرحها في كتابه المثير للجدل "فرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة بعد"، أمام الاتهامات له بالعنصرية والهوموفوبيا والتمييز ضد النساء.
وفي عام 2020، في مواجهة إعلامية بينه وبين وزير الثقافة السابق جاك لانغ صاحب كتاب " اللغة العربية، كنز فرنسا" ورئيس معهد العالم العربي في باريس، قال زمور إن نشر اللغة العربية في فرنسا وسيلة الإخوان المسلمين في أسلمة فرنسا، واتهم الوزير السابق والمعهد الذي يرأسه بأنه وسيلة لذلك.