وزارة الثقافة المصرية تعلن 2025 عام أم كلثوم

القاهرة - أعلنت وزارة الثقافة المصرية أن عام 2025 سيكون عامًا خاصًا يحمل اسم كوكب الشرق، أم كلثوم، وذلك بالتزامن مع الذكرى الخمسين لرحيلها؛ حيث يأتي هذا الإعلان تأكيدًا على الدور المحوري الذي لعبته في تشكيل وجدان الأمة العربية، بوصفها رمزًا خالدًا من رموز الفن المصري، وصوتًا عابرًا للأجيال لا يزال ينبض بالحياة في قلوب الملايين.
وقال وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو إن “أم كلثوم هي رمز مصري وعربي نفتخر به، وخير صوت يعبر عن مصر بتاريخها وحضارتها؛ كانت ولا تزال نموذجًا للمرأة المصرية التي تحدّت الصعاب، ووصلت إلى أرقى المستويات الفنية؛ محققة شهرة عالمية دون أن تفقد هويتها أو أصالتها؛ وامتد تأثيرها ليشمل كافة جوانب الثقافة المصرية، فقد كانت سفيرة للفن المصري، وحملت رسائل من الحب والسلام إلى العالم من خلال صوتها.”
وأضاف: “نهدف من خلال هذه الاحتفالية إلى إحياء إرثها الموسيقي الخالد، وإعادة تقديمه للأجيال الجديدة، والتأكيد على أن أم كلثوم تُمثل مدرسة موسيقية لا تزال تُلهم الفنانين والمبدعين حتى اليوم؛ كما أن هذا الحدث يمثل فرصة لاكتشاف مواهب شابة تمتلك الإمكانات الصوتية والفنية التي تؤهلها للسير على خطى كوكب الشرق.” وقال: ” نريد أن نستعيد أم كلثوم كظاهرة فنية وثقافية، ونؤكد على أن مصر ستظل دائمًا منارة للفنون الراقية والإبداع الموسيقي.”
دار الأوبرا المصرية تعلن عن برنامج فني مكثف يشمل مجموعة من الفعاليات الثرية داخل مصر وخارجها
ويستمر البرنامج الاحتفالي طوال العام، ويتضمن مجموعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية التي تهدف إلى إبراز الإرث الغنائي والفني الذي تركته أم كلثوم، وتسليط الضوء على تأثيرها العميق في العالم العربي.
وفي سياق الاحتفال بهذه الذكرى، أعلنت دار الأوبرا المصرية عن برنامج فني مكثف يشمل مجموعة من الفعاليات الثرية داخل مصر وخارجها.
وعلى المستوى المحلي؛ تبدأ دار الأوبرا الاحتفاء بكوكب الشرق بحفلين خاصين بمسرح معهد الموسيقى العربية، الأول ضمن سلسلة “كلثوميات” والثاني لـ“فرقة التراث للموسيقى العربية.”
كما تنظم دار الأوبرا المصرية؛ بالاشتراك مع عدد من القطاعات؛ مسابقة لاكتشاف المواهب الجديدة، تجوب محافظات الجمهورية؛ تحت عنوان “اكتشاف أم كلثوم 2025”، والتي تستهدف البحث عن أصوات شابة تحمل ملامح الإبداع ذاته الذي تميزت به سيدة الغناء العربي.
وتنظم الهيئة العامة لقصور الثقافة “مهرجان أم كلثوم للموسيقى والغناء”، الذي يمتد طوال شهر فبراير الجاري؛ ليشمل مختلف المحافظات المصرية.
وانطلقت أولى فعاليات المهرجان الاثنين من “قرية طماي الزهايرة” بمحافظة الدقهلية، مسقط رأس أم كلثوم، حيث يُفتتح المهرجان ببرنامج ثري ومتعدد الفعاليات، يهدف إلى تعريف الأجيال الجديدة بمسيرة الفنانة الراحلة؛ وتأثيرها في المشهد الموسيقي العربي؛ حيث تبدأ الفعاليات بعرض فيلم تسجيلي يوثّق محطات حياتها وإنجازاتها الفنية، يتبعه “ورشة حكي” عن حياتها ومسيرتها الغنائية، تتناول كيف تحولت من طفلة ريفية بسيطة إلى أسطورة موسيقية خالدة.
كما يتضمن المهرجان معرضًا فنيًا يضم بورتريهات ولوحات تصور أم كلثوم في مراحل مختلفة من حياتها، إضافة إلى “ركن خاص” بأحدث إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة التي تتناول “سيرة كوكب الشرق” من جوانب متعددة، سواء من خلال الكتب النقدية أو الدراسات الموسيقية.
وفي سياق متصل، يفتح “متحف أم كلثوم”، أبوابه بالمجان أمام الجمهور طوال شهر فبراير الجاري، وذلك لإتاحة الفرصة لعشاق كوكب الشرق للتعرف على إرثها الفني عن قرب؛ حيث يضم المتحف مجموعة من المقتنيات الشخصية للفنانة الراحلة، كما سيعرض المتحف تسجيلات صوتية نادرة؛ وحوارات إذاعية تحدثت فيها “أم كلثوم” عن رؤيتها للفن والموسيقى، مما يتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب المختلفة من حياتها ومسيرتها الفنية الفريدة.
وسينظم المتحف حفلتان موسيقيتان بارزتان؛ الأولى تقدمها فرقة “أم كلثوم النسائية”؛ أما الحفلة الثانية فبعنوان “ليلة في حب أم كلثوم.”
إلى جانب ذلك، ينظم قطاع صندوق التنمية الثقافية؛ مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية المتميزة، تشمل عروضًا موسيقية؛ وندوات فكرية؛ وورشًا فنية؛ في مختلف المواقع الثقافية بالقاهرة والإسكندرية، بهدف استعادة “روح أم كلثوم”؛ وتبدأ هذه الفعاليات في “متحف نجيب محفوظ”؛ بعرض وثائقي بعنوان “أم كلثوم.. معنى ومغنى”، والذي يستمر لمدة أسبوع، ويعقبه حلقة نقاشية بمشاركة نخبة من المثقفين والإعلاميين، وذلك احتفاءً بالعدد التذكاري من مجلة “الثقافة الجديدة” الصادر في فبراير الحالي.
وفي الإسكندرية، يستضيف مركز الحرية للإبداع ندوة بعنوان “حديث الروح. وللأطفال، ينظم مركز إبداع الطفل “بيت العيني”؛ ورشًا فنية متنوعة، من بينها: ورشة كولاج بعنوان “أطفال وكلثوميات”، وورشة رسم بعنوان “أم كلثوم.”