وزارة الإعلام السورية تتذرع بالعقوبات لتأخر التلفزيون الرسمي عن البث

دمشق - قال مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام السورية علي الرفاعي، إن تأخر انطلاق القنوات التلفزيونية الرسمية في سوريا بعد إسقاط نظام بشار الأسد، يعود إلى “تحديات تقنية وسياسية كبيرة،” وعلى رأسها “العقوبات المفروضة على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون،” في تصريحات أثارت جدلا واسعا واستغرابا إذ أن العقوبات ليست جديدة ولم تمنع بث التلفزيون قبل سقوط النظام.
وأضاف المسؤول الإعلامي في تصريحات لوكالة الأنباء السورية “سانا”، أن على رأس هذه التحديات، العقوبات التي تمنع البث عبر الأقمار الاصطناعية مثل “نايل سات”، رغم المحاولات المستمرة لتجاوز هذه العقبات.
وأوضح الرفاعي أن المشكلة الأخرى تبقى “تهالك المعدات” خاصة أن التجهيزات “قديمة وغير صالحة للإعلام الحديث،” إضافة إلى “نظام تشغيل بدائي وموارد بشرية مترهلة، تعاني من الفساد والمحسوبيات.” مشيرا إلى أن انطلاق قناة تلفزيونية حديثة “يحتاج على الأقل عاما من التحضيرات حتى في ظروف طبيعية، فكيف في بيئة إعلامية دمرها النظام السابق”؟
واعتبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن هذه التصريحات نكسة جديدة تضاف إلى سوء الإدارة لدى السلطات الجديدة، إذ أن الأوضاع الراهنة تفرض الإسراع بإطلاق الإعلام الرسمي ليواكب الاحداث المتسارعة في البلاد، لا أن يترك الساحة للشائعات والأخبار الكاذبة.
وأكد الناشطون أن السوريين يعيشون في عتمة إعلامية وأصبحوا فريسة للمعلومات المضللة على الشبكات الاجتماعية ولا يمكنهم معرفة ما يجري من حولهم.
وأكدوا أن تأخر التلفزيون الرسمي عن البث من أكبر الأخطاء للسلطة الجديدة التي تتهاون مع المسألة وتستهتر بها وكأنها من الرفاهيات متجاهلة الأزمات التي يتسبب بها غياب التلفزيون.
وتساءل الكثيرون ما الصعوبة في عدوة البث كما كان، وجاء في تعليق:
zamanalwsl@
وكأن #التلفزيون_الرسمي يقول للسوريين على لسان الحكومة:
أيظن أني لعبة بيديه؟ أنا لا أفكر في الرجوع إليه.
يوم تحرير دمشق بتاريخ 8/12/2024، كان التلفزيون الرسمي وبقية القنوات لا تزال تعمل؛ وبث إعلان النصر عليه بطريقة عفوية، إلى جانب بعض الأناشيد… ثم تم إيقافه.
أعيدوه كما كان؛ ما الصعوبة في ذلك؟
مرّت أشهر على التحرير، والدولة والشعب بلا تلفزيون رسمي.
وقال ناشط:
ct057qubfpcN3u9@
عذر اقبح من ذنب؟؟؟
كيف كان الأمر مع الاعلام السابق!!
هناك اجندة خبيثة لسيطرة عزمي بشارة على الاعلام السوري
وأضاف آخر:
BaraaAlbukai@
للأسف هذا كلام للاستهلاك المحلي واظهار عجز واجد انه تقصير من قبل المسؤول.. كان التلفزيون السوري يبث لغاية سقوط المجرم لماذا لم يتم العمل وتنشيط الاستوديوهات القديمة والعمل بشكل موازي لتحديث الاعلام قناة العربية كانت تبث من إحدى استوديوهات التلفزيون السوري بالإضافة إلى عدة قنوات
وسخر آخر من الذرائع غير المقنعة التي يسوقها المسؤولون كل يوم لتبرير التقصير والأخطاء، أو منع تسليط الضوء على ما لا تريده الحكومة.
Mary_Akadi@
صوبحان الله، كيف كان نظام الاجرام مشغل التلفزيون السوري وكذا محطة ومع العقوبات والحصار
وعلق آخر متهكما:
auosmarkabawi@
صايرة اخباركن متل التلفزيون السوري عزمن المخلوع
وبرر آخرون مزاعم الحكومة، وعلقت مغردة:
Hadeel_sh33@
يلي عم يسأل ليش.. لأن لقوا التلفزيون السوري السابق كان يبث بالدين وعليه دين نص مليون دولار وبعد ما دفعوهن ما سمحولن يبثوا بسبب العقوبات
ولفت الرفاعي إلى أنه رغم كل هذه الصعوبات، هناك “شباب يعملون بجد منذ 4 أشهر”، وتمكنوا من تجهيز قناة “الإخبارية السورية” بهوية جديدة، واستوديوهات حديثة، “بوجود مذيعين محترفين، وسياسة تحريرية تخدم تطلعات السوريين.”
وأشار إلى أن قناة الإخبارية “جاهزة للانطلاق” وتبث بشكل يومي “تحت الهواء” منذ بداية مارس الجاري، ويمكن الوصول لها فور توفر تردد على النايل سات، وحل مشكلة العقوبات.
ويطالب الوسط الإعلامي السوري بخطاب جامع، مرن، قادر على التكيف مع الواقع المتغير، ومنفتح على كل السوريين بمختلف انتماءاتهم وآرائهم. إذ يسود عدم الرضا عن الخطاب الإعلامي للحكومة الانتقالية.
ويرى الكثيرون أن الإعلام السوري حاليا لا يزال يدور في فلك التأسيس لـ”حكم ما بعد الأسد”. وبينما تتهم أطراف معارضة الحكومة بمحاولة ترسيخ وجودها بعد المرحلة الانتقالية، تصطدم الوعود التي تطلقها بواقع يوصف من قبل المعارضين بأنه “مخيّب للآمال.”
وسبق أن كشف مسؤولٌ في الهيئةِ العامةِ للإذاعةِ والتلفزيون في دمشق، أن التلفزيونَ العربيَّ السوريَّ سيُعاود بثَّه قريباً، مشيراً إلى أن الانطلاقةَ الجديدةَ ستكون “مختلفةً شكلاً ومضموناً.”
ونقلت صحيفة “الحرية” عن معاونِ المدير العام للهيئة العامةِ للإذاعة والتلفزيون والمشرف على قناة الدراما محمد السخني، أنهم بصدد التحضير لانطلاقة جديدة “تواكب نصر الثورة السورية.”
وأشار السخني إلى أن التلفزيونَ السوريَّ سيعود “برؤية بصريةٍ مختلفة من جهة الشكلِ البصري للمحطات، والشعارات التي تميز كل قناة عن غيرِها، وبما يتناسب مع سورية الجديدة،” وسيظهر “بحلّة مختلفة وبجودة اتش.دي العالية، بعد أن كان بجودة اس.دي،” كما سيتم “اعتماد خدمة البثّ التلفزيوني عبر الإنترنت.”
ويعتمد الإعلام الرسمي في سوريا حاليًا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي ينشط معظمها في منصة “تلغرام” إضافة إلى الوكالة الرسمية (سانا).
كما تنشط بعض الصفحات والمواقع الإخبارية التي معظمها كانت موالية للنظام السابق، وغيرت من سياساتها بعد سقوطه، إضافة إلى القنوات العربية والعالمية، والمحلية التي كانت تعمل شمال غربي سوريا.