وحدة إسرائيلية جديدة في الجولان بمهام استخباراتية وعسكرية

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس عن إنشاء وحدة جديدة في الجولان، بهدف تحقيق “استجابة فورية لمختلف التهديدات في المنطقة”، وذلك بالتزامن مع مخاوف من اتساع الحرب في المنطقة وتحول المناوشات اليومية بين حزب الله وإسرائيل إلى عملية عسكرية شاملة.
وأوضح بيان الجيش أن الوحدة “مصممة لتوفير استجابة فورية لمختلف التهديدات في المنطقة، وذلك بجمع المعلومات الاستخبارية وإحباط أي عمليات تستهدف أمن إسرائيل”. وأضاف “هي سرية دوريات مكونة من مقاتلين ذوي مهارات عالية وتخصص في تضاريس المنطقة التي يعملون فيها، وهي تابعة للواء الجولان (اللواء 474)”.
وتشهد المنطقة تصاعد التهديدات من مسؤولين إسرائيليين بتوسيع الهجمات على الأراضي اللبنانية، في حال لم ينسحب مقاتلو حزب الله اللبناني بعيدًا عن الحدود مع شمال إسرائيل. وأشار الجيش إلى أن مقاتلي الوحدة باشروا تدريبات على مدار 8 أشهر أعقبها “تدريب متقدم و4 أشهر من التأهيل الفريد في الوحدة، الذي تضمن التعمق المهني في مجالات العمل الميداني والتمويه وقص الآثار”.
ونقل الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي عن قائد الوحدة الرائد إيتان قوله “بمجرد وصولنا إلى الجولان، قمنا بتكييف التدريب مع المسار الشمالي”، مضيفا أن الجنود المنقولين إلى الجولان أمضوا وقتًا في التعرف على القطاع والمراجعات الميدانية قبل بدء النشاط العملياتي. وقال “لقد قمنا بالكثير من الدوريات، سواء من جانبنا أو خلف السياج، وكان التركيز الرئيسي منصبا على التعرف على المستوطنات في المنطقة وخصائصها”.
وإلى جانب “الحماية اليومية للحدود” لدى مقاتلي الوحدة الجديدة مهمة أن تكون قوة تدخل سريع في حالة محاولة التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، وفق الجيش الإسرائيلي.
وفي مارس الماضي قال الجيش الإسرائيلي إنه أنشأ لواء جديدًا يحمل اسم “ههاريم”، كجزء من ملاءمة الاستجابة العملياتية على الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان. وأضاف عبر موقعه أن لواء ههاريم سيعمل تحت قيادة “لواء 210″، وتتركز مهمته على الدفاع في منطقة جبل الشيخ في سوريا، وجبل الروس المطل على لبنان. وبدأ التصعيد منذ أكتوبر 2023 بعمليات متكررة لحزب الله اللبناني الموالي لإيران باتجاه الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل، عقب بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
◙ الوحدة حسب بيان الجيش مصممة لتوفير استجابة فورية لمختلف التهديدات وذلك بجمع المعلومات الاستخبارية وإحباط أي عمليات تستهدف أمن إسرائيل
وخلال الأشهر الماضية تكررت عمليات إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة من الأراضي السورية باتجاه الجولان السوري المحتل. وترد إسرائيل على الاستهدافات التي تطالها من سوريا ولبنان بقصف جوي وبري، تقول إنه يستهدف مصادر إطلاق النار. وتنفذ إسرائيل أيضًا هجمات واستهدافات داخل الأراضي اللبنانية، تطال في معظم الأحيان قادة وعناصر من حزب الله اللبناني، وتمتد هذه الاستهدافات حتى العمق السوري أحيانًا.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الاثنين أن “هناك خيار اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى ترتيبات في شمال وجنوب إسرائيل”، مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، “وخيارا ثانيا هو التصعيد الذي سيؤدي إلى حرب”. وتحاول دول المنطقة وقوى غربية عديدة إقناع الأطراف المعنية بالتهدئة، وقد دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من بيروت الخميس إلى “تخفيف حدة التوترات العسكرية” في جنوب لبنان.
وقال بوريل خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، في اليوم الثاني من زيارته لبنان، “ينبغي تخفيف حدة التوترات العسكرية”. وحثّ “جميع الأطراف على اتباع هذا المسار”، مشددا على أن الاتحاد الأوروبي يبذل “كل الجهود الدبلوماسية لمنع التصعيد في المنطقة” لكنه “لا يملك عصا سحرية”.
وتابع المسؤول الأوروبي “منذ زيارتي الأخيرة إلى لبنان في يناير، طبول الحرب لم تتوقف”، معتبرا في الوقت نفسه أنه “تم تفادي الأسوأ”. وأضاف أن “الحرب الشاملة في جنوب لبنان مع اجتياح لم تحصل… لكن الخطر لا يزال قائما”. ودعا بوريل الخميس إلى تنفيذ القرار 1701 الذي “ينبغي أن يمهد لتسوية شاملة، من ضمنها ترسيم الحدود البرية والسماح بعودة السكان إلى المناطق الحدودية المتضررة من أجل إعادة الإعمار”.
من جهته جدّد وزير الخارجية اللبناني “التزام لبنان بالتنفيذ الشامل والمتوازن لقرار مجلس الأمن الدولي 1701”. وأرسى القرار الدولي وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله وعزز انتشار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل). وبموجبه انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري “غير شرعي” عليها.
وفي اليوم الأول من زيارته لبنان الأربعاء بعد مصر، أجرى بوريل جولة في مقر اليونيفيل في الناقورة. والتقى الخميس مسؤولين لبنانيين من بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون ورئيس البرلمان نبيه بري.
ومنذ بدء التصعيد قتل 619 شخصا على الأقل في لبنان، معظمهم مقاتلون في حزب الله، و138 مدنيا على الأقل، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية ونعي حزب الله ومجموعات أخرى. وفي الجانب الإسرائيلي والجولان السوري المحتل أعلنت السلطات مقتل 24 جنديا و26 مدنيا.