وجه آخر للمدمنين في "تحت السيطرة"

تروي قصة المسلسل المصري “تحت السيطرة” للمخرج تامر محسن حكاية بطلته “مريم” التي تؤدي دورها الممثلة نيللي كريم، أثناء محاولتها الخروج من دوامة تعاطي المخدرات والإدمان، بالشكل الذي لا يؤثر على علاقتها بزوجها ومن حولها.
ومع ذلك تتعرض مساعيها لعدة سقطات بدءا من ظهور إشكاليات جديدة في حياتها بمجرّد أن وصلت إلى مصر بعد سنين قضتها في دبي. وهنا تتصاعد الأحداث، وتصبح مضطرة لمواجهة ظروف بمنتهى القسوة. فأولا عليها حماية نفسها من الانجراف إلى هاوية المخدرات مجددا، وثانيا كان لا بد من حماية علاقتها بزوجها وإنجاب طفل.
ومن العنوان، يبدو أن للمخدرات سطوتها الكلية على الشخوص، فجميعهم “تحت السيطرة”. وعلى الرغم من أن القصة الرئيسية تتبع خطوات مريم، إلاّ أننا في الطريق نصطدم بنماذج مختلفة من المدمنين، حيث لكل واحد منهم ظروفه وخياراته وحياته.
كذلك فإنهم ينتمون إلى شرائح اجتماعية متباينة جدا، منهم الفقير ابن العشوائيات، ومنهم متوسط الحال، ومنهم من يعيش في بيوت فخمة ويركب سيارات أحدث موديل.
وإذ يضعنا هذا المسلسل التلفزيوني على خط تماس مع المدمنين، ويجعلنا نغوص في حيواتهم إلى درجات بعيدة ونكتشفهم عن قرب، فإنه يحاول أن يقدّم الحلول من خلال طرحه للأسباب بغض النظر عن كونها اجتماعية أو عاطفية أو اقتصادية.
ولربما كان الحل الأمثل الذي طرحه المسلسل يكمن في القدرة على التحكم والسيطرة وموازنة الأمور ومواجهة الأشخاص من حولنا. بالإضافة إلى ضرورة وجود من يقف إلى جانب المدمن ويتفهم موقفه ويأخذ بيده ليرحل عن هذه الهاوية. ومنه يضيء على ثقافة البوح العلني ومشاركة الهم في جلسات المدمنين.
إن الجرأة التي يطرح بها فريق العمل قصص المتضررين، تفضح المخفي وتجعلنا نسأل أنفسنا: كيف ننظر إلى شخص مدمن على المخدرات؟ كيف يجب أن تكون نظرتنا المستقبلية؟ هل نستطيع تقديم المساعدة ولو بالدعم المعنوي؟ من المجدي أن نترك هذه الإجابات إلى الوقت المناسب الذي يصادفنا، موقف يضعنا على تماس مباشر مع أحد من هؤلاء… فقد لن تفيد التنظيرات الآن.
يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن المدمن هو إنسان قادته الحياة إلى طريق الإدمان. وهو ما حاولت ابنة خالة مريم في المسلسل، أن توضحه لنا من خلال حديثها لخطيبها، مستندة على العلم والطب في أن بعض الناس لديهم قابلية للإدمان، في حين أن غيرهم لا يفكر في ذلك ويرفض حتى مجرّد التجربة.