واشنطن وموسكو تتفاوضان بشأن معاهدة خفض الأسلحة الثنائية

موسكو تطالب بمناقشات حول تمديد المعاهدة منذ أواخر العام 2019، فيما تماطل إدارة ترامب مع الإصرار على إشراك بكين في المحادثات.
الثلاثاء 2020/06/23
هل ولدت المحادثات الجديدة ميتة

فيينا - تجري الولايات المتحدة وروسيا الاثنين في فيينا مفاوضات بشأن الحدّ من التسلّح، إلا أن المحادثات تبدو مهددة منذ البداية بإصرار واشنطن على أن تشمل الصين، الأمر الذي ترفضه بكين.

ووصل الوفدان صباح الاثنين إلى قصر نيدرويسترريتش حيث بدأت المحادثات في وسط العاصمة النمسوية.

ويناقش السفير مارشل بيلينغسلي، ممثل الرئيس الأميركي لشؤون التسلّح، مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة “نيو ستارت” الثنائية الموقعة عام 2010 والتي ينتهي مفعولها في 5 فبراير 2021، بعيد نهاية الولاية الحالية لدونالد ترامب المرشح لإعادة انتخابه في نوفمبر.

وتنصّ أحكام المعاهدة على تحديد عدد القاذفات النووية الاستراتيجية المنشورة بـ700 وعدد الرؤوس النووية المنشورة على هذه القاذفات بـ1550. وتنصّ أيضا على إنشاء نظام جديد للتفتيش والتحقق من احترام بنود الاتفاقية.

وتطالب موسكو بمناقشات حول تمديد هذه المعاهدة منذ أواخر العام 2019، إلا أن إدارة ترامب تماطل مع الإصرار على إشراك بكين في المحادثات.

إدارة ترامب تتخلى عمليا عن كل القيود المرتبطة باتفاقات موقعة في الماضي

وأوضح الممثل الأميركي في مؤتمر جنيف للحدّ من التسلح روبرت وود الجمعة عبر قناة “سي.بي.إس” أن “مشكلتنا الأكبر هي افتقار الصين إلى الشفافية”. وأضاف “الترسانة الصينية ستتضاعف في السنوات العشر المقبلة. وهذا الأمر يثير بالتأكيد قلقنا الشديد”.

وصرّح ريابكوف لوكالة أنترفاكس الروسية “نعتقد أن تمديد معاهدة نيو ستارت سيكون صحيحا ومنطقيا، لكن العالم لا يتوقف فقط على هذه المعاهدة”.

ووفق التقرير الأخير الصادر عن المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم (سيبري)، لا تزال روسيا والولايات المتحدة تملكان معا أكثر من 90 في المئة من الأسلحة النووية في العالم.

ووفق المعهد السويدي، تملك واشنطن في 2020 حوالي 5800 رأس حربي نووي وموسكو 6375 مقابل 320 لبكين و290 لباريس و215 للندن.

وترفض الصين، التي تعتبر أن ترسانتها أقلّ بكثير من ترسانتي موسكو وواشنطن، المشاركة في المفاوضات الثلاثية إلا أنها أبدت انفتاحها لمحادثات متعددة الأطراف.

وكتبت وزارة الخارجية الصينية في تغريدة مؤخرا “ينبغي على الولايات المتحدة خفض مخزونها من الأسلحة النووية بشكل كبير، ما سيوفر الظروف لتنضمّ قوى نووية أخرى إلى المحادثات المتعددة الأطراف للحدّ من التسلّح النووي”.

واعتبر سونغ تجونغبينغ، وهو خبير صيني في شؤون الدفاع، أن المستوى المثالي بالنسبة لبكين سيكون ألفي رأس نووي. وأوضح أن “الصين لن تشارك أبدا في هذه المفاوضات حول الحدّ من التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا”.

وأثار بيلينغسلي مجددا مسألة ما وصفه بـ”تغيب” الصين بنشره تغريدة أرفقها بصورة لمقعد فارغ وأعلام صينية على طاولة المفاوضات. وكتب في تغريدته “بكين لا تزال مختبئة خلف جدار السرية العظيم بشأن تعزيزاتها النووية المكثفة والكثير من الأشياء الأخرى”. وردت بعثة الصين في فيينا بسخرية على التغريدة بوصفها من “فن الأداء”.

والترسانة النووية للصين تتزايد بسرعة، لكنها لا تزال أصغر بكثير من ترسانتي الولايات المتحدة وروسيا.

ونهاية الأسبوع قلل ريابكوف من الاحتمالات عندما قال إنه فيما “من الصائب والمنطقي” الاتفاق على تمديد المعاهدة، إلا أن مستقبل العالم لا يعتمد فقط عليها.

وقال داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية ضبط الأسلحة “آرمز كونترول أسوسييشن”، إنه “في الوقت الراهن، ليس لدى إدارة ترامب أي نية لتمديد معاهدة نيو ستارت وهي لا تتردد في استخدام عدم اهتمام الصين بمفاوضات ثلاثية كذريعة” للتخلي عن المعاهدة.

وسحب ترامب بلاده من ثلاثة اتفاقات دولية حول الحدّ من التسلّح: الاتفاق حول النووي الإيراني ومعاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى ومعاهدة “الأجواء المفتوحة”، التي تهدف إلى التحقق من التحركات العسكرية وإجراءات الحدّ من تسلّح الدول الموقعة عليها.

ورأى المحلل السياسي الروسي فيودور لوكيانوف أنه “لا ينبغي توقع إحراز أي نوع من التقدم” في فيينا. وشرح أن “موقف إدارة ترامب متسق جدا: هي تتخلى عمليا عن كل القيود المرتبطة باتفاقات موقعة في الماضي. وليس هناك أي سبب يجعلنا نعتقد أن هذه المعاهدة ستشكل استثناء”.

وأشارت شانون كايل مديرة برنامج نزع الأسلحة النووية والحدّ من التسلّح وعدم انتشار الأسلحة في المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم، إلى أن “عصر الاتفاقات الثنائية للحدّ من الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة يمكن أن ينتهي”.

وقالت المديرة التنفيذية للحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية بياتريس فين إن تمديد معاهدة “نيوستارت” سيكون أمرا “مرحبا به جدا”.

اقرأ أيضاً: الصين تعلن انضمامها لمعاهدة الأمم المتحدة لتجارة الأسلحة

5