واشنطن وطالبان تناقشان انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان

كابول - التقى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالرئيس الأفغاني أشرف غني خلال زيارة لم يعلن عنها مسبقا لكابول الثلاثاء، لمناقشة محادثات السلام الجارية مع طالبان والوضع الأمني قبل الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقررة في سبتمبر المقبل.
وتأتي زيارته إلى أفغانستان قبل جولة سابعة من محادثات السلام بين قادة طالبان والمسؤولين الأميركيين تهدف إلى إيجاد تسوية سياسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما.
ومن المقرر أن تبدأ الجولة التالية من محادثات السلام في 29 يونيو في العاصمة القطرية الدوحة.
وقالت مصادر الاثنين، إن الجولة القادمة من محادثات السلام بين الولايات المتحدة وطالبان ستركز على وضع جدول زمني لانسحاب القوات التي تقودها واشنطن من أفغانستان كما ستركز على ضمان ستقدمه طالبان بألا يدبّر متشددون هجمات من الأراضي الأفغانية.
وقال سهيل شاهين، المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة، “حال إعلان الجدول الزمني لانسحاب القوات الأجنبية ستدخل المحادثات بصورة تلقائية مرحلتها التالية”.
وأضاف “لا نحتاج إلى الانتظار حتى استكمال الانسحاب، فكل من الانسحاب والمحادثات يمكن أن يمضيا معا بالتزامن قدما”.
وكان أساس المحادثات مطالبة طالبان بانسحاب القوات الأميركية وأيّ قوات أجنبية أخرى، وكان طلب الولايات المتحدة أن تقدم طالبان ضمانات بألا تستخدم أفغانستان كقاعدة لهجمات المتشدّدين.
وهناك قضيتان رئيسيتان أخريان وهما وقف إطلاق النار وإجراء محادثات بين الطرفين الأفغانيين المتناحرين وهما المتشددون والحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب، إلا أن طالبان ترفض إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية وتصفها بـ”دمية” في يد الغرب.
وفي رسالة لم تغيّرها طالبان منذ بدأت المحادثات مع الولايات المتحدة في الخريف الماضي، قال بارادار الزعيم السياسي للحركة التي شارك في تأسيسها، إن الحركة تريد إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما، ولكنها لن توقع أي اتفاق سلام إلا بعد خروج القوات الأجنبية من أفغانستان.
وأكد في ظهور تلفزيوني نادر إبّان مستهل اجتماع استمر يومين الشهر الماضي بمناسبة مرور مئة عام على العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وأفغانستان، أن طالبان “ملتزمة حقا بالسلام، ولكنها تعتقد أنه يجب أولا إزالة العائق أمامه”، موضحا أن “العائق هو احتلال أفغانستان الذي يجب أن ينتهي”.
وتم تعيين بارادار، الذي ساعد الملا عمر في تأسيس طالبان، زعيما سياسيا للحركة في يناير الماضي بعد الإفراج عنه من سجن في باكستان.
ورفضت واشنطن الموافقة على الانسحاب كجزء من الاتفاق، إلا في حال قدمت طالبان ضمانات أمنية ووافقت على وقف لإطلاق النار، مع التزامات أخرى تضمّ الانخراط في حوار أفغاني داخلي مع حكومة كابول.