واشنطن وبكين تضعان ملامح اتفاق لإنهاء الحرب التجارية

واشنطن - كشفت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة والصين توصلتا الخميس لرسم الخطوط العريضة للالتزامات المبدئية لمعالجة المشاكل في نزاعهما التجاري، في أكبر تقدّم حتى الآن نحو إنهاء الحرب التجارية المستمرة بينهما منذ 7 أشهر.

وأكدت أن المحادثات بدأت تسفر عن الخطوط العريضة لما يمكن أن يشكل توافقا مع سعي الجانبين للتوصل إلى اتفاق بحلول مطلع الشهر المقبل، حين تنتهي هدنة 90 يوما اتفق عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال لقائهما في الأرجنتين بداية ديسمبر الماضي.

وتبادلت الدولتان، صاحبتا أكبر اقتصادين في العالم، فرض رسوم جمركية على بضائع بقيمة مئات المليارات من الدولارات، مما تسبب في إبطاء النمو الاقتصادي العالمي وعرقلة سلاسل الإمداد وعمليات التصنيع.

لكنّ مراقبين يقولون إن مواقف المسؤولين، الذين عقدوا محادثات على مستوى رفيع منذ يوم الثلاثاء وتستمر اليوم في واشنطن، ما زالت متباعدة في ما يتعلق بالمطالب التي طرحتها إدارة ترامب لإجراء تعديلات هيكلية على الاقتصاد الصيني.

ونسبت رويترز إلى مصدرين تأكيدهما أن المفاوضين بدأوا في إعداد ست مذكرات تفاهم بشأن قضايا أساسية، هي النقل القسري للتكنولوجيا والسرقة الإلكترونية وحقوق الملكية الفكرية والخدمات والعملة والزراعة والقيود غير الجمركية على التجارة.

وتغطي تلك المذكرات القضايا الأشد تعقيدا التي تؤثر على العلاقات التجارية بين البلدين، وتهدف من وجهة النظر الأميركية إلى إنهاء الممارسات التي دفعت ترامب من البداية إلى فرض رسوم على الواردات الصينية.

323 مليار دولار الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة في 2018 والذي يطالب ترامب بخفضه

لكن أحد المصادر حذّر من أن المحادثات مازالت معرضة للإخفاق، رغم تأكيده أن العمل على مذكرات تفاهم هو خطوة مهمة نحو دفع الصين إلى الموافقة على مبادئ عامة والتزامات محددة بشأن القضايا الرئيسية.

وانضم لجولة المحادثات المنعقدة في واشنطن خلال الأيام الماضية مفاوضون على مستوى رفيع، بقيادة الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر ونائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي.

وفي مؤشر على إحراز تقدّم كبير، رجّحت وكالة بلومبيرغ الخميس أن تقترح الصين إنفاق 30 مليار دولار إضافية على واردات زراعية من الولايات المتحدة سنويا.

وكانت رويترز ذكرت الأربعاء أن البلدان يدرسان قائمة تضم عشرة سبل تتيح للصين خفض فائضها التجاري مع الولايات المتحدة، من بينها توسيع شراء النفط والغاز الأميركي والمنتجات الزراعية وعدد من السلع الأخرى.

وكان الرئيس ترامب قد أكد أن البلدين يحرزان تقدما في محادثات التجارة، وأشار إلى أنه منفتح على التراجع عن الموعد النهائي الذي يحل مطلع الشهر المقبل.

وكانت بيانات نشرت مؤخرا قد أظهرت ارتفاع الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة في العام الماضي بنسبة 17.2 بالمئة ليصل إلى 323 مليار دولار مقارنة مع 276 مليار دولار في 2017.

ويعدّ هذا الفائض أحد مصادر القلق الرئيسية للإدارة الأميركية التي تطالب بخفضه بأكثر من مئتي مليار دولار، لكنّ مراقبين يؤكدون صعوبة ذلك في ظل عدم وجود ما يمكن أن تشتريه الصين من الولايات المتحدة وعدم قدرة السوق الأميركية على إيجاد بدائل للصادرات الصينية.