واشنطن مستعدة لتقديم دعم جوي إضافي للجيش الأفغاني في مواجهة طالبان

الجيش الأفغاني يغيّر استراتيجيته لتحصين المدن الرئيسية في ظل مواصلة طالبان التقدم ميدانيا.
الثلاثاء 2021/07/27
مواجهة بحاجة لاستعداد أكبر

كابول - أكدت الولايات المتحدة أنها على استعداد لتقديم المزيد من الدعم الجوي للجيش الأفغاني في مواجهة هجوم حركة طالبان التي باتت تسيطر على أجزاء واسعة من الأراضي الأفغانية، وذلك وسط تحذيرات بشأن وضع إنساني صعب ستشهده البلاد.

يأتي ذلك في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لإنهاء حضورها العسكري والخروج من أفغانستان هي وقوات دولية أخرى، بينما تواصل طالبان التقدم ميدانيا وهو ما دفع الجيش الأفغاني إلى تغيير استراتيجيته لتحصين المدن الرئيسية ومحاولة وقف تقدم الحركة.

وكثفت الحركة هجماتها في الأسابيع الأخيرة لتسيطر على مناطق ريفية وعواصم أقاليم وذلك منذ إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل الماضي سحب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول أول سبتمبر منهيا الوجود العسكري الأجنبي المستمر منذ 20 عاما.

كينيث ماكينزي: الولايات المتحدة زادت الضربات الجوية لدعم القوات الأفغانية
كينيث ماكينزي: الولايات المتحدة زادت الضربات الجوية لدعم القوات الأفغانية

وقال الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية التي تقود القوات الأميركية في منطقة تشمل أفغانستان “زادت الولايات المتحدة الضربات الجوية لدعم القوات الأفغانية خلال الأيام الماضية ونحن مستعدون لمواصلة هذا المستوى الكبير من الدعم في الأسابيع المقبلة إذا واصلت طالبان هجماتها”.

ولم يوضح ماكينزي ما إذا كانت القوات الأميركية ستواصل الضربات الجوية بعد انسحاب البعثة العسكرية يوم 31 أغسطس أم ستكف عن ذلك.

وقال خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة الأفغانية كابول “ستواجه الحكومة الأفغانية اختبارا صعبا في الأيام المقبلة… طالبان تحاول خلق إحساس بأن حملتها ماضية حتما”.

لكنه أضاف أن انتصار طالبان ليس حتميا وأن الحل السياسي يظل قائما.

والتقى مفاوضون من طالبان والحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة خلال الأسابيع الماضية لكن دبلوماسيين قالوا إنه لا توجد بوادر تؤشر على إجراء ملموس منذ انطلاق محادثات السلام في سبتمبر.

وقال مسؤولون أفغان وأميركيون إن الجيش الأفغاني الذي يعاني من خسائر في ساحة القتال يعمل على إصلاح استراتيجيته الحربية ضد طالبان لتركيز القوات حول المناطق الأكثر أهمية، مثل كابول والمدن الأخرى والمعابر الحدودية والبنية التحتية الحيوية.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن السبت إن المهمة الأولى لقوات الأمن الأفغانية هي التأكد من قدرتها على إبطاء قوة زخم طالبان قبل محاولة استعادة السيطرة على الأراضي.

Thumbnail

وأشار ماكينزي إلى احتمال حدوث تصعيد في أعمال العنف بعد هدوء خلال عطلة عيد الأضحى، وقال إن طالبان قد تركز على المراكز الحضرية المأهولة بالسكان.

وتابع “سيتعين على مقاتلي طالبان التركيز على المدن إذا كانوا يريدون محاولة شق طريقهم للعودة إلى السلطة”، مضيفا “لا أعتقد أن قدرتهم على الاستيلاء على هذه المناطق الحضرية أمر مفروغ منه”.

وتثير فرضية استمرار الاشتباكات بين طالبان والجيش الأفغاني الخوف من تفاقم تدهور الوضع الإنساني في البلاد خاصة أن ذلك يتزامن مع لجوء العديد من الجنود الأفغان والسكان إلى دول مجاورة على غرار باكستان.

وقالت الأمم المتحدة الاثنين إن ما يقرب من 2400 مدني أفغاني قتلوا أو أصيبوا في مايو ويونيو خلال تصاعد القتال بين متشددي طالبان وقوات الأمن، وهو أعلى رقم يسجل في هذين الشهرين منذ بدء عملية التسجيل عام 2009.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان ضمن تقرير إنها وثقت سقوط 5183 ضحية من المدنيين بين يناير ويونيو، من بينهم 1659 قتيلا، وهذه زيادة بنسبة 47 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وسلطت الأرقام الضوء على ما يعيشه المدنيون الأفغان من وضع متردّ بالتزامن مع تصاعد القتال في مايو ويونيو بعدما أعلن بايدن أن القوات الأميركية ستنسحب بحلول سبتمبر.

وقالت البعثة في بيان “من بواعث القلق الشديد الزيادة الحادة في عدد المدنيين الذين قتلوا أو أصيبوا في الفترة التي بدأت من أول مايو، إذ كان عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا في الفترة بين مايو ويونيو يعادل تقريبا العدد الذي سجل في الشهور الأربعة التي سبقت ذلك”.

5