واشنطن لا تستعجل الانسحاب من سوريا مع تنامي المخاوف من توسع أطماع إيران وروسيا

مسؤول أميركي: لا انسحاب أميركياً من سوريا بل إعادة نشر ما بين 50 الى 100 جندي داخل البلاد.
الثلاثاء 2019/10/08
تصعيد تركي

واشنطن ـ اعتبر زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل الاثنين، أن أي انسحاب "متسرع" من سوريا سيكون لصالح روسيا وإيران ونظام بشار الأسد.

وقال هذا السناتور المعروف تقليديا بدعمه لترامب في بيان “إن انسحابا متسرعا للقوات الأميركية من سوريا لا يمكن إلا أن يكون لصالح روسيا وايران ونظام الأسد. كما أنه سيزيد من مخاطر تمكن تنظيم داعش ومجموعات إرهابية أخرى من إعادة بناء نفسها”.

كما حض ماكونيل الرئيس الأميركي على "تجنب نزاع كبير بين حليفنا التركي في الحلف الأطلسي، وبين شركائنا السوريين المحليين في مكافحة الإرهاب".

وفي تحذير بالكاد مبطن الى الرئيس دونالد ترامب شدد ماكونيل على أن مجلس الشيوخ أقر مطلع السنة وبأكثرية كبيرة جدا مذكرة تنتقد إعلانه المفاجىء في تلك الفترة بسحب القوات الأميركية من سوريا.

وحرص على التذكير بأن هذه المذكرة حصلت يومها على ما يكفي من الأصوات لتجاوز فيتو رئاسي.

وتابع السناتور ماكونيل "إن الظروف التي أتاحت هذا التصويت" الذي جمع العديد من الديمقراطيين والجمهوريين "لا تزال قائمة اليوم".

وأضاف ماكونيل الذي نادرا ما ينتقد ترامب "أدعو الرئيس الى التصرف كزعيم".

وكان السناتور الجمهوري الذائع الصيت ليندسي غراهام وجه الاثنين انتقادات لاذعة لقرار ترامب.

وقال صباح الاثنين أنه سيقترح مع سناتور ديمقراطي فرض عقوبات على تركيا “في حال اجتاحت سوريا”، وسيدعو الى تعليق عضويتها في الحلف الأطلسي "في حال هاجمت القوات الكردية التي ساعدت الولايات المتحدة لتدمير خلافة تنظيم داعش".

وحاول ترامب استيعاب ردات الفعل الرافضة لقراره موجها تهديدا الاثنين لتركيا بتدمير اقتصادها في حال "تجاوزت الحد".

وصدر بيان السناتور ماكونيل بعد الموقف الأخير لترامب.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية الثلاثاء "استكمال" الاستعدادات لشن عملية عسكرية في شمال سوريا.

وجاء في تغريدة لوزارة الدفاع التركية بعد ساعات من انسحاب القوات الأميركية من المنطقة الحدودية "استُكملت جميع التحضيرات لتنفيذ عملية".

فيما اعتبر مسؤول أميركي كبير أنّ قرار الرئيس دونالد ترامب سحب قوّات أميركيّة متمركزة في سوريا قرب الحدود التركيّة لا يشمل سوى نحو 50 الى 100 جنديّ فقط من أفراد القوّات الخاصّة “سيتمّ نقلهم إلى قواعد أخرى” داخل سوريا.

وقال المسؤول “لا يتعلّق الأمر بانسحابٍ من سوريا”، مشدّداً على أنّ إعادة نشر تلك القوّات لا يعني في أيّ حال من الأحوال إعطاء "ضوء أخضر" لعمليّة عسكريّة تركيّة ضدّ القوّات الكرديّة في شمال شرق سوريا.

وبحسب المسؤول، فإنّ ترامب حين فهم، خلال مكالمة هاتفية الأحد بينه وبين نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أنّ الأخير ينوي المضيّ قدمًا في خطّته لـ"اجتياح محتمل" لشمال شرق سوريا، أعطى الأولوية لـ"حماية" الجنود الأميركيين.

مسؤول: أي انسحاب أميركي "متسرع" من سوريا سيكون لصالح روسيا وايران
مسؤول: أي انسحاب أميركي "متسرع" من سوريا سيكون لصالح روسيا وايران 

وأوضح المسؤول في الإدارة الأميركية طالبا عدم كشف هويته أنّ هناك “ما بين 50 و100 عنصر من القوات الخاصة في هذه المنطقة، يجب ألا يكونوا عرضة لخطر الإصابة أو القتل أو الوقوع في الأسر إذا ما عبَرَ الأتراك الحدود وخاضوا معارك مع القوات الكردية المحلية”.

وأوضح أنّ عناصر القوات الأميركية "سيُعاد نشرهم في مناطق أكثر أمانًا في الأيام المقبلة"، ليشير بعد ذلك مرارًا إلى 50 جنديًا.

وأكّد المسؤول أنّ “نقلهم لا يشكّل ضوءا أخضر”، مضيفًا “ليس هناك من ضوء أخضر”.

لكنّه أكد في المقابل أنّ الولايات المتحدة لن تتصدى عسكريًا لتركيا في سوريا.

من جهته، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الثلاثاء إن الولايات المتحدة وتركيا لم تبلغا روسيا مسبقا بأي ترتيبات توصلتا إليها بشأن خطط لسحب قوات أميركية من شمال شرق سوريا.

وأضاف للصحفيين أن روسيا ستنتظر لترى عدد أفراد القوات الأميركية الذين سيتم سحبهم مشيرا إلى أن التفاصيل الأخرى المتعلقة بالخطط لا تزال غير واضحة. وأضاف “نتابع الوضع عن كثب شديد”.

فيما أكدت الخارجية الإيرانية الثلاثاء معارضتها لأية عمليات عسكرية تركية محتملة في شمال سوريا، مشددة في بيان على أن مثل هذه العمليات لن تزيل المخاوف الأمنية التركية.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن الوزارة القول في بيانها إنها "تتابع عن كثب أنباء مقلقة تفيد باحتمال دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية، وتعتقد أنه في حال تنفيذ مثل هذا الإجراء فإنه لن يزيل هواجس تركيا الأمنية، بل سيؤدي أيضا إلى إلحاق أضرار مادية وبشرية واسعة، وبناء عليه فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض أية عمليات عسكرية محتملة".

وعرضت إيران استعدادها "لإرساء اتصالات فورية بين المسؤولين الأتراك والسوريين بهدف إزالة الهواجس القائمة عبر السبل السلمية".

للمزيد: