واشنطن لا ترى في إجراءات الرئيس التونسي "انقلابا"

تونس - لم تحمل مواقف الإدارة الأميركية التي اتسمت بالهدوء أي تحوّل إزاء تطورات الأوضاع على الساحة التونسية، بعد الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد يوم 25 يوليو، مكتفية بإصدار بيانات دبلوماسية تشجع القادة التونسيين على الالتزام بالدستور والعودة سريعا إلى الحكم الديمقراطي.
ورفضت واشنطن اعتبار ما جرى في تونس انقلابا وحثت على الالتزام بالدستور، واصفة الوضع في البلاد بأنه "زئبقي".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، ردّا على سؤال حول ما إذا كان يعتبر ما حدث "انقلابا"، إن "الوضع هناك زئبقي، وتركيزنا منصب على تشجيع القادة التونسيين على الالتزام بالدستور والعودة سريعا إلى الحكم الديمقراطي الطبيعي".
وأردف "في بعض الأحيان الأمر الأهم من مسألة التسمية هو العمل المهم لدعم تونس في عودتها إلى مسارها الديمقراطي".
ويرى مراقبون أن الحذر يظل سيد الموقف الأميركي إلى حين ترى واشنطن كيف ستتطور المستجدات في تونس. وحرصت الولايات المتحدة على التواصل مع المسؤولين في تونس للتأكيد على أن جميع حلول المشاكل يجب أن تستند إلى الدستور التونسي ومبادئ الديمقراطية.
وكان جيك سوليفان، مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن للأمن القومي، قد شدد في اتصال هاتفي مع الرئيس سعيّد، على "دعم الإدارة الأميركية للديمقراطية التونسية القائمة على الحقوق الأساسية والمؤسسات القوية والالتزام بسيادة القانون والحاجة الضرورية، كي يرسم قادة البلاد الخطوط العريضة لعودة سريعة إلى المسار الديمقراطي".
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مكالمة هاتفية مع الرئيس التونسي "الشراكة القوية" بين الولايات المتحدة وتونس، ودعاه إلى إجراء حوار مفتوح مع الأطراف السياسية.
ومن المنتظر أن يعلن الرئيس سعيّد عن رئيس الحكومة الجديد مع تكليف حكومة تخضع لإشرافه المباشر، لتكون مسؤولة أمامه.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت رسالة دعم لتونس منذ إعلان الرئيس قيس سعيّد تجميد عمل البرلمان وإقالة الحكومة، وذلك من خلال إعلانها عن دعم البلاد التي تواجه أزمة اقتصادية حادة في مفاوضاتها مع المؤسسات المالية العالمية والجهات الدولية المانحة.
وسعت حركة النهضة لكسب دعم واشنطن من خلال ترويج نظرية الانقلاب عبر وسائل الإعلام الأميركية والغربية، إلا أنها لم تنجح في انتزاع موقف مؤيد لها، خاصة وأنها باتت الطرف الأكثر تضررا من إجراءات الرئيس سعيّد.