واشنطن تُفقد أردوغان هامش المناورة حيال ورطة إدلب

وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر يؤكد أن تركيا لن تتسلم باتريوت إلا إذا أعادت منظومة أس-400.
الأربعاء 2020/03/11
في موقف لا يحسد عليه

أنقرة - أكدت الولايات المتحدة الأميركية ثبات موقفها حيال صفقة بطاريات باتريوت مع تركيا، وجاء ذلك ردا على ادعاءات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن واشنطن خففت من شروطها في علاقة بصفقة صواريخ أس-400 الروسية

ويبدو أن الموقف الأميركي أفقد أردوغان هامش المناورة وإمكانية الحصول على دعم أميركي يضع حدّا لإخفاقاته شمال سوريا، بعد فقدانه الأمل في أي تحرك أوروبي ينقذه من مستنقع إدلب.

وفي خطوة تصعيدية، أعلن الرئيس التركي الأربعاء أنه سيبقي حدود تركيا مفتوحة أمام المهاجرين واللاجئين الساعين للوصول إلى أوروبا، إلى أن يلبي الاتحاد الأوروبي كافة مطالبه. وقال في خطاب متلفز "سنواصل الإجراءات القائمة على الحدود إلى أن تتم تلبية كافة توقعات تركيا، ومنها حرية التنقل.. وتحديث الاتحاد الجمركي والمساعدة المالية، بشكل ملموس".

من جانبه، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن البنتاغون لم يغيّر موقفه من هذه القضية، والذي مفاده أن "تركيا لن تتسلم بطارية باتريوت إلا إذا أعادت منظومة أس-400".

ويأتي النفي الأميركي حيال صفقة باتريوت ليضع أردوغان في موقف محرج أفقده هامش المناورة وعمّق من عزلته إقلميا ودوليا، وهو ما يدفع بأنقرة إلى خسارة المزيد من الحلفاء.

وجاء النفي الأميركي الحاسم ردّا على إدعاء أردوغان بأن الولايات المتحدة عرضت أن تبيع لتركيا منظومة الدفاع الأميركية باتريوت على أن تتعهد أنقرة بعدم تشغيل منظومة الدفاع الروسية أس-400، واصفا ذلك بأنه تخفيف بشكل كبير لموقف واشنطن فيما يتعلق بهذا الأمر.

وقال مسؤولان تركيان إن أنقرة تعكف حاليا على تقييم العرض الأميركي في حين أنها لم تغير خططها فيما يتعلق بمنظومة أس-400.

وكانت صفقة الصواريخ الروسية العنوان الأبرز في الفترة الأخيرة لتصاعد التوتر بين واشنطن وأنقرة العضوين في حلف شمال الأطلسي، حيث أعربت الإدارة الأميركية عن رفضها القاطع لهذه الصفقة مع الجانب الروسي لما ستلحقه بأضرار بمقاتلات الشبح الأميركية التي كانت تركيا تساعد في تصنيعها كما كان مقررا أن تحصل على عدد منها.

ولكن تعنّت أنقرة والمضي قدما حيال صفقة الصواريخ الروسية التي تسلمت جزء منها، دفع بالعلاقات التركية الأميركية إلى مزيد من التوتر، وفي هذا السياق يرى مراقبون أن رهان أردوغان على بناء علاقات متينة مع الجانب الروسي وفي الحفاظ الآن ذاته على حليفه الأميركي يبدو صعب المنال إن لم يكن مستحيلا، مشيرين إلى أن ذلك سيدفع إلى خسارة الحليفين.

ورطة إدلب
ورطة إدلب

وترى الإدارة الأميركية أن تركيا لا يمكنها الجمع بين نظام الدفاع الروسي أس-400 ونظام باتريوت، ومع ذلك طلبت أنقرة من واشنطن نشر الصواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا لحمايتها بعد تصاعد القتال في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا هذا العام.

وقال أردوغان في تصريحات صحافية على الطائرة التي أقلته في رحلة العودة من بروكسل "قدمنا هذا العرض إلى الولايات المتحدة حول باتريوت: إذا كنتم ستعطونا باتريوت فلتفعلوا ذلك. نحن نستطيع أيضا شراء الصواريخ باتريوت منكم".

ويأتي التحرك التركي تجاه الولايات المتحدة بعد خيبة أمل كبيرة من التكتل الأوروبي الذي رفض دعم أردوغان في حربه شمال سوريا.

يذكر أن محادثات سابقة بين تركيا والولايات المتحدة حول باتريوت كان مصيرها الفشل وذلك بسبب مجموعة من المسائل منها منظومة أس-400 وعدم موافقة أنقرة على شروط واشنطن.

وتقول تركيا إنها تعتزم تفعيل المنظومة إس-400 التي تسلمتها من روسيا في أبريل المقبل، وحذرت الولايات المتحدة من أن هذه الخطوة سيتبعها فرض عقوبات أميركية.