واشنطن توقع قياديا كبيرا بداعش في حملة مشتركة بالعراق وسوريا

واشنطن - أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء اعتقال "قيادي" في تنظيم الدولة الإسلامية خلال عمليات نفذتها نهاية مايو في العراق وسوريا في إطار التحالف الدولي ضد التنظيم الجهادي.
هذه الضربة الأمنية، التي تأتي في توقيت دقيق، تؤكد استمرار الجهود المشتركة لملاحقة فلول التنظيم، في ظل تساؤلات حول مستقبل الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، وتداعيات أي انسحاب محتمل على استقرار الأوضاع الأمنية.
وقالت القيادة العسكرية الوسطى الأميركية (سنتكوم) في بيان إن الجيش الأميركي شارك في ست عمليات، خمس في العراق وواحدة في سوريا، أسفرت عن مقتل جهاديَين واعتقال شخصين "بينهما قيادي في تنظيم الدولة الاسلامية" في العراق، دون تحديد هويته.
وأضاف أن هذه العمليات نفذها شركاء الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد، والجيش العراقي.
علّق قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائلا "إن مثل هذه العمليات تؤكد التزام القيادة المركزية الأميركية، إلى جانب حلفائنا وشركائنا، بالهزيمة الدائمة لتنظيم داعش في المنطقة".
يأتي هذا الإيقاع العملياتي المتجدد في ظل جهود أوسع تبذلها الولايات المتحدة للقضاء على خلايا داعش المتبقية، لا سيما في المناطق المتنازع عليها والحدودية حيث لا تزال الشبكات النائمة نشطة. ويستمر التعاون بين القيادة المركزية الأميركية.
ويؤكد الإعلان التزام واشنطن المستمر تجاه شركائها المحليين ويسلط الضوء على الأهمية الدائمة للتنسيق المتعدد الأطراف في ضمان السلام والأمن على المدى الطويل في جميع أنحاء العراق وسوريا.
وكان التنظيم المتطرف سيطر عام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، وأعلن إقامة "الخلافة الإسلامية" حتى دحره من العراق عام 2017، ثم من سوريا عام 2019.
وفي العراق، تواصل خلايا جهادية مهاجمة الجيش والشرطة بشكل متقطع، لكن هذه الهجمات تتراجع وتيرتها وتنفّذ بشكل رئيسي في مناطق ريفية ونائية.
وهناك خلايا مماثلة نشطة في سوريا أيضا حيث تستهدف خصوصا القوات التي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد.
ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي التقى أخيرا الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية إلى "مساعدة الولايات المتحدة في منع عودة صعود تنظيم الدولة الإسلامية".
ورغم أن تفاصيل اللقاء بين ترامب والشرع تظل غير واضحة، إلا أن تصريحاته تلقي بظلالها على القلق الأميركي المتزايد من عودة محتملة لنشاط تنظيم داعش.
وهذا القلق يتفاقم في ظل التغيرات السياسية والأمنية المتسارعة في المنطقة، خاصة مع تراجع الوجود العسكري الأميركي الذي كان يشكل ركيزة أساسية للدعم اللوجستي والاستخباراتي للقوات المحلية في سوريا والعراق.
ويشير بعض المحللين إلى أن الانسحاب الأميركي من نقاط استراتيجية في سوريا قد يخلق فراغا تسعى لملئه قوى إقليمية ودولية أخرى مثل روسيا وإيران. هذا التنافس قد يزيد من تعقيد المشهد الأمني، ويؤثر سلبا على جهود مكافحة الإرهاب على المدى الطويل.
وتؤكد واشنطن باستمرار التزامها بمحاربة داعش، لكنها تشير إلى تبني استراتيجية "متكيفة مع الواقع الميداني الجديد"، حيث تعتمد الاستراتيجية بشكل أكبر على الشراكة مع القوات المحلية والدعم الجوي المحدود، بدلا من الانتشار الواسع على الأرض.
ورغم النجاحات الأمنية الأخيرة، تظل التحديات قائمة في مكافحة تنظيم داعش، خاصة مع التغيرات الجيوسياسية المستمرة. فهذا الواقع يضع مستقبل الحرب على داعش في مفترق طرق حاسم، ويستدعي يقظة دولية مستمرة لضمان عدم عودة التنظيم إلى الواجهة من جديد، وهو ما يتطلب نهجا شاملا لمواجهة المخاطر المتزايدة.