واشنطن توسع دعمها للسودان في مواجهة تحديات الفترة الانتقالية

وكالة المعونة الأميركية تخصص للخرطوم 700 مليون دولار لتنفيذ مشاريع عاجلة تتعلق بالأمن الغذائي وقطاع الطاقة.
الاثنين 2021/08/02
السودان يمر بفترة انتقالية "معقدة وجسيمة"

الخرطوم - أعلنت وكالة المعونة الأميركية الأحد تخصيص مبلغ 700 مليون دولار لمساعدة السودان في مواجهة التحديات الكبيرة، خلال الفترة الانتقالية التي يمر بها.

وقالت سامنثا باور المديرة التنفيذية للوكالة (حكومية)، في مؤتمر صحافي عقدته بالعاصمة الخرطوم، إن "مؤسسات دولية أخرى مثل البنك الدولي وبرنامج الغذاء العالمي (الأممي) ستنفذ مشاريع عاجلة ضمن هذا المبلغ".

وأوضحت أن هذه المشاريع تتعلق "بتعزيز الأمن الغذائي ودعم قطاعات حيوية مثل قطاع الطاقة".

وتأتي هذه المعونات الأميركية لمساعدة السودان على إنعاش اقتصاده وجذب الاستثمارات الأجنبية، لاسيما وأنه يمر بمرحلة انتقاليّة صعبة منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل 2019.

وأكدت باور عزم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "على المضي قدما في شراكتها التنموية مع السودان، وتقديم كل ما يمكن لمساعدة الحكومة الانتقالية على إنجاز مهام الانتقال" التي وصفتها بـ"المعقدة والجسيمة".

وأضافت "إنني واحدة من الذين لم يتصوروا أن التغيير الذي حدث في السودان يمكن أن يحدث، وبتلك الطريقة التي أظهر فيها السودانيون شجاعة فائقة وبصيرة نافذة ألهمت الناس في مختلف بقاع العالم".

وحضور باور إلى السودان هو أحدث زيارة لمسؤول أميركي كبير إلى البلاد، الساعية لإنهاء عقود طويلة من العزلة في ظلّ حكم البشير.

ورفعت واشنطن في ديسمبر الماضي اسم السودان من لائحتها للدول الراعية للإرهاب، وتعهّدت لاحقا بمساعدة البلاد على سداد متأخّراتها في البنك الدولي.

وحول الأوضاع في إثيوبيا وأثرها على السودان، قالت باور إن أديس أبابا تمر بمرحلة "حرجة وصعبة"، وإن شبح المجاعة يخيم على إقليم تيغراي (شمال)، مما يعني تدفق المزيد من اللاجئين نحو السودان.

وكانت السلطات السودانية أعلنت في 13 يوليو الماضي ارتفاع عدد اللاجئين الفارين من النزاع في "تيغراي" إلى 78 ألفا، جراء الاشتباكات التي اندلعت في الإقليم بين الجيش الإثيوبي و"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في 4 نوفمبر 2020، لتدخل القوات الحكومية الإقليم، ردا على هجوم استهدف قاعدة للجيش.

وأواخر الشهر ذاته، أعلنت إثيوبيا انتهاء عملية "إنفاذ للقانون" بالسيطرة على الإقليم بالكامل، غير أن قوات تيغراي استعادت السيطرة في يونيو الماضي، على جزء كبير من الإقليم بما في ذلك عاصمته ميكيلي، وأعقبت ذلك تقدمات ميدانية في عدة جبهات في ظل تراجع القوات الإثيوبية وإعلان الحكومة وقف إطلاق النار من جانب واحد "لأسباب إنسانية".

وفي وقت لاحق الأحد، أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان خلال لقائه باور، عن تطلع بلاده إلى إقامة علاقة طبيعية مع الولايات المتحدة تحقق المصالح المشتركة للبلدين.

ودعا البرهان إلى تقديم الدعم للسودان لإنجاح الفترة الانتقالية وإقامة انتخابات نزيهة تعزز مسيرة الديمقراطية بالبلاد، وفق بيان صادر عن مكتب إعلام مجلس السيادة.

وبحث عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني، مع باور تعزيز التعاون التنموي والإنساني بين البلدين، ودور واشنطن في استقرار السودان.

وأعرب حمدوك عن شكره للولايات المتحدة لدعمها السودان في مرحلة تأسيس نظام ديمقراطي راسخ وتحقيق السلام.

والخميس وصلت ميناء بورتسودان شرقي البلاد، الشحنة الثانية من قمح المعونة الأميركية البالغ قدرها 48 ألف طن، بعد شحنة أولى تحمل نفس الكمية وصلت في 9 يوليو الماضي، ليصل مجموع ما تسلمته الخرطوم 96 ألف طن، من أصل 300 ألف.

وكانت واشنطن تعهدت بتسليمها للسودان، وستصل تباعا حتى نهاية العام الجاري.

ويتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنويا، فيما يتراوح إنتاج البلاد بين 12 و17 في المئة من احتياجاتها.

والجمعة بدأت المسؤولة الأميركية زيارة إلى السودان تستمر حتى 4 أغسطس الجاري، قبل التوجه إلى إثيوبيا للمساعدة في بدء حوار شامل بين جميع أطراف البلاد.