واشنطن تهنئ ولد الغزواني وتطالب بتحقيق في مقتل متظاهرين

الولايات المتحدة تؤكد تطلعها لمواصلة تعزيز مصالحها المشتركة مع موريتانيا، وتدعو إلى إجراء تحقيق في الوفيات ومحاسبة المتورطين.
الأحد 2024/07/07
إشادة أميركية بالانتخابات الرئاسية الموريتانية

نواكشوط – هنأت الولايات المتحدة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بإعادة انتخابه لولاية ثانية خلال الاستحقاق الرئاسي الذي جرى الأسبوع الماضي، ودعت حكومة بلاده إلى فتح تحقيق معمق في مقتل متظاهرين في احتجاجات أعقبت فوزه.  

وفاز الرئيس الموريتاني ولد الشيخ الغزواني بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت في البلاد، بعد الحصول على أزيد من نصف مليون صوت (554.956) وهو ما يعادل نسبة 56.12 في المئة من أصوات الناخبين الموريتانيين، ليدشن بذلك ولاية رئاسية ثانية.

وأشادت الولايات المتحدة في منشور لسفارتها في نواكشوط على حسابها الرسمي على فيسبوك السبت "بالالتزام والتصميم الذي أبداه الموريتانيون في ممارسة حقهم في التصويت والمشاركة في العملية الانتخابية، لمواصلة تاريخ موريتانيا الحديث في الانتخابات الديمقراطية".

وأعربت عن تطلعها إلى "مواصلة تعزيز مصالحها المشتركة مع موريتانيا بما في ذلك تعزيز العمليات والمؤسسات الديمقراطية وهنأت الولايات المتحدة الرئيس الغزواني على إعادة انتخابه.

كما أعربت عن أسفها للخسائر في الأرواح إثر الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات. ودعت السفارة إلى إجراء تحقيق في الوفيات ومحاسبة المتورطين، وحثت "المسؤولين الأمنيين على التصرف وفقا لسيادة القانون".

ولقي أربعة متظاهرين حتفهم بعد أن اعتقلتهم قوات الأمن في احتجاجات ليلية في مدينة كيهيدي جنوب البلاد إثر إعلان فوز الرئيس ولد الغزواني في الانتخابات الرئاسية، في مظاهرات وصفتها وزارة الداخلية بأعمال شغب وتخريب للممتلكات العامة والخاصة.

وقال وزير الداخلية الموريتاني محمد أحمد ولد محمد الأمين الخميس الماضي، إن قوات الأمن في بلاده اعتقلت عددا من الأجانب خلال ما وصفها بأعمال الشغب التي شهدتها عدة مدن موريتانية بعد الإعلان عن نتائج الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الموريتانية.

وأضاف أن التحقيق يجري مع هؤلاء لمعرفة الطريقة التي دخلوا بها البلاد والمعابر التي دخلوا منها.

وأعلن الوزير أن العديد من المعتقلين على خلفية الأحداث الأخيرة أطلق سراحهم، وأنه سيتم إطلاق سراح آخرين.

وأفاد موقع " تانيد ميديا" نقلا عن مصادر محلية بأن أهالي المتوفين في أحداث كيهيدي تسلموا جثث أبنائهم بعد الاطلاع على التقرير الطبي حول أسباب الوفاة.

وكانت وزارة الداخلية في موريتانيا، قد أعلنت الثلاثاء، وفاة 3 متظاهرين أثناء احتجازهم على خلفية ما قالت إنها "أعمال شغب" شهدتها مدينة كيهيدي (جنوب) مساء الاثنين.

كما توفي رابع في اليوم نفسه بمستشفى كيهيدي الذي نقل إليه لتلقي العلاج، وفق ما أكدت مصادر.

ومساء الاثنين الماضي شهدت مدن، بينها كيهيدي والعاصمة نواكشوط ونواذيبو وروصو وسيلبابي احتجاجات لأنصار المرشح الذي حلّ ثانيا في انتخابات الرئاسة الحقوقي المعارض بيرام الداه اعبيد.

وقالت الوزارة، في بيان إن الأشخاص الثلاثة توفوا "متأثرين بإصابتهم، إثر تصدي الشرطة للاحتجاجات بمدينة كيهيدي".

وحسب وكالة رويترز، لم تعط الوزارة أية تفاصيل إضافية حول ظروف الوفيات لكنها اكتفت بالقول إن المدينة شهدت "أعمال نهب وتخريب عنيفة استهدفت المواطنين الآمنين وممتلكاتهم والمرافق العمومية وقوى الأمن في المدينة، مما أرغم قوى الأمن على التصدي لها واحتجاز بعض المجموعات التي كانت تمارس الشغب في حالة تلبس جلية".

وأضاف البيان أنه "نظرا للعامل المفاجئ ولتأخر الوقت ولارتفاع عدد المتظاهرين، وسعيا إلى السيطرة على الوضع، اضطرت الوحدات الأمنية إلى احتجاز الموقوفين في أماكن الحجز المتوفرة".

 ولم يذكر البيان أي طابع سياسي للاحتجاجات، لكنها وقعت وفقا لرويترز، في إطار من الاحتجاج على انتخاب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية ثانية، بعد فوزه بنسبة 56.12 بالمئة.

وقد قطعت السلطات الموريتانية خدمة الإنترنت بعد احتجاجات ليلية لأنصار المعارضة بعدة مدن منها العاصمة نواكشوط، رفضا لإعلان فوز الرئيس الغزواني بمنصب الرئاسة.

ودعا المرشح المعارض بيرام ولد الداه ولد اعبيد، الذي حل في المركز الثاني في الانتخابات، أنصاره للعصيان المدني والتظاهر السلمي ضد هذه النتائج، متهما لجنة الانتخابات بتزويرها رافضا الاعتراف بنتائجها.

ووصل الغزواني إلى السلطة في انتخابات عام 2019، في أول انتقال للسلطة بين رئيسين منتخبين منذ استقلال موريتانيا عن فرنسا عام 1960 وسلسلة انقلابات من العام 1978 حتى 2008.