واشنطن تنفي علاقة مباحثاتها مع بغداد بملف الانسحاب العسكري

واشنطن - نفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سابرينا سينغ أن تكون محادثات اللجنة العسكرية العليا بين بغداد وواشنطن والتي أعلنت عنها وزارة الخارجية العراقية والبنتاغون تتعلق بسحب القوات الأميركية من العراق وذلك بعد تقارير عن تفاهمات في هذا الملف.
وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق لتقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية لمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية مجددا بعدما سيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في 2014 قبل هزيمته لاحقا. ويتواجد أيضا مئات العسكريين من دول أخرى أغلبها أوروبية في البلاد في إطار التحالف.
ونقلت صحيفة "الواشنطن بوست" عن المتحدثة قولها أن المحادثات بين بغداد وواشنطن حول قضية الوجود العسكري الأميركي موجودة حتى قبل الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 وتصاعد التوتر في المنطقة وخاصة الهجمات على القواعد الأميركية.
وأكدت أن المحادثات تتركز حول مستقبل العراق وضمان أنه جاهز لتحقيق النجاح في الدفاع عن أمنه الخاص وسيادته، وكيف بإمكان الولايات المتحدة دعم العراق للقيام بذلك".
من جانب اخر افاد مسؤول أميركي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته، للصحيفة "إننا نناقش ذلك منذ شهور. التوقيت ليس مرتبطاً بالهجمات الأخيرة" في تصريح لنفي الربط بين الامرين.
ونقلت الواشنطن بوست عن مسؤول دفاعي كبير قوله إن موجة هجمات الميليشيات الأخيرة ضد القوات الاميركية أدت إلى تأخير اجتماعات اللجنة في الخريف، لكنها ستبدأ الآن
وقال تعليقا على التطورات الأخيرة وخاصة تزايد الهجمات على القواعد الاميركية "ما من وسيلة لتوقع إلى أين سيقود ذلك تماماً، أو على أي جدول زمني سيقودنا".
وأكد للصحيفة أن "عدم الوضوح هذا ترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية قيام الولايات المتحدة بسحب قواتها من بعض المواقع في العراق، وربما من سوريا، مشددا على أن القوات الأميركية في سوريا تعتمد على الدعم اللوجستي من الجنود الأميركيين المتمركزين في العراق.
كما تحدث مسؤول أميركي رفيع عن هذا الملف قائلا "إن نحو 70 أميركياً أصيبوا في هجمات الميليشيات منذ أكتوبر 2023 بينهم جندي واحد أصيب بجروح خطيرة" في إشارة لحجم الهجمات وقوتها.
وأشار إلى أن الوجود العسكري الأميركي المستمر لعب دوراً في منع خلايا تنظيم داعش القريبة من تنفيذ هجمات أكبر.
وقالت وزارة الخارجية العراقية مؤخرا أن العراق والولايات المتحدة اتفقا على تشكيل لجنة لبدء محادثات حول مستقبل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق بهدف وضع جدول زمني للانسحاب التدريجي للقوات.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مطلع الشهر الجاري تشكيل لجنة ثنائية لترتيب إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في البلاد، مؤكدا موقف بغداد "الثابت والمبدئي" لتحقيق ذلك.
وبموجب الاتفاق بين بغداد وواشنطن "تضمن اللجنة الانتقال إلى علاقات ثنائية شاملة مع دول التحالف سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية وعسكرية، تتسق مع رؤية الحكومة العراقية".
وتقول الحكومة العراقية إن تنظيم الدولة الإسلامية هُزم وإن مهمة التحالف انتهت لكنها حريصة على استكشاف إقامة علاقات ثنائية مع أعضاء التحالف بما في ذلك تعاون عسكري في مجالي التدريب والمعدات.
ويعتبر العراق أن وجود التحالف أصبح مصدرا لعدم الاستقرار وسط هجمات شبه يومية من جماعات مدعومة من إيران على قواعد تؤوي القوات والضربات الانتقامية الأميركية التي تصاعدت منذ بدء الحرب الإسرائيلية في غزة في أكتوبر.
وتخشى واشنطن من أن انسحابا سريعا قد يترك فراغا أمنيا يمكن أن تشغله إيران أو تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق صحراوية ويواصل شن هجمات محدودة على الرغم من عدم سيطرته على أي منطقة.