واشنطن تنفي الاتفاق على تبادل للسجناء مع طهران

طهران تقول إنها ستفرج عن أربعة أميركيين مقابل الإفراج عن أربعة إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة وتسديد سبعة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة.
الأحد 2021/05/02
الرهائن ملف تطوعه إيران لصالحها

طهران – نفت وزارة الخارجية الأميركية صحة الأخبار المتداولة عن توصل واشنطن وطهران إلى اتفاق على تبادل أسرى وتحرير جزء من الأموال الإيرانية المجمدة لدى الولايات المتحدة.

وقلل مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية أيضا من شأن تكهنات بالإفراج المحتمل عن موظفة الإغاثة الإيرانية - البريطانية نازانين زاغاري راتكليف.

وكان التلفزيون الإيراني نقل عن مصادر مسؤولة قولها إن طهران ستفرج عن أربعة أميركيين متهمين بالتجسس مقابل الإفراج عن أربعة إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة، وتسديد سبعة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة.

وقالت المصادر إن إيران ستفرج أيضا عن البريطانية - الإيرانية نازانين زاغاري راتكليف مديرة البرامج في مؤسسة تومسون رويترز الخيرية، بعد تحرير لندن 400 مليون جنيه إسترليني من الأموال الإيرانية المجمدة.

وذكر التلفزيون الإيراني أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رغبت خلال المفاوضات في تفادي دفع أي مبالغ من الأموال الإيرانية المجمدة، لكنها اضطرت إلى التراجع بعد أن أصرت طهران على ضرورة تحرير جزء من أموالها.

ويأتي ذلك على خلفية تواصل المشاورات المكثفة التي انطلقت في العاصمة النمساوية فيينا أوائل أبريل الماضي، بين الأطراف الموقعة أصلا على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018، في مسعى لاستئناف الصفقة.

وتتركز المباحثات على نقطتين أساسيتين هما رفع العقوبات الأميركية عن إيران، وعودة طهران إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي.

واعتبرت لندن الأحد أن معاملة إيران للسجينة زاغاري راتكليف ترقى إلى "التعذيب" وأن طهران تتخذها رهينة، وذلك بعد صدور حكم جديد ضدها إضافة إلى منعها من مغادرة البلاد.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن إيران "من الواضح أنها تستخدم زاغاري راتكليف في لعبة قط وفأر يلجأ إليها الإيرانيون أو بالتأكيد جزء من النظام الإيراني، ويحاولون استخدامها للضغط على المملكة المتحدة"، كغيرها من حاملي الجنسيتين المحتجزين أو الملاحقين من القضاء الإيراني والذين تطالب لندن بالإفراج عنهم "فورا ودون شروط".

وأوقفت زاغاري راتكليف (42 عاما) الموظفة في مؤسسة تومسون رويترز، في أبريل 2016 مع ابنتها غابرييلا في مطار طهران بعد زيارة لعائلتها. واتهمت بالتآمر لإطاحة النظام السياسي في إيران، وهي تهمة نفتها.

وكانت السلطات الإيرانية أصدرت حكما بالسجن عاما واحدا يليه عام من منع السفر بحق زاغاري راتكليف التي تحاكم بتهمة "الدعاية" ضد الجمهورية الإسلامية.

واحتجزت إيران في السنوات الماضية أجانب وأشخاصا مزدوجي الجنسية بشكل متكرر بتهم يقول نشطاء وحكومات إنها دون أساس، ولم يطلق سراح السجناء إلا بعد أشهر وأحيانا بعد سنوات من المفاوضات الصعبة.

ويتهم نشطاء حقوقيون إيران بالقبض على مزدوجي الجنسية سعيا للحصول على تنازلات من دول أخرى، ونفت إيران مرارا ذلك الاتهام.   

وشملت عمليات الإفراج الأخيرة البارزة عن سجناء أجانب في إيران الأميركيين شيوي وانغ في ديسمبر 2019 ومايكل وايت في مارس 2020، وكلها ترافقت مع الإفراج عن إيرانيين كانوا موقوفين في الخارج بتهم مخالفة العقوبات.

ويقول ناشطون إن تكتيك "دبلوماسية الرهائن" قد ترسخ في الفكر السياسي للجمهورية الإسلامية منذ إنشائها تقريبا، بعد عملية احتجاز الموظفين كرهائن في السفارة الأميركية في طهران لمدة 444 يوما من نوفمبر 1979 حتى يناير 1981.